طالبات جامعة «ديريات» يساهمن في أعمال النظافة العامة

كسرت المرأة الديرية قاعدة احتكار الرجل لأعمال التنظيفات العامة لتدخل بجواره في هذه الوظيفة عبر مشروع تفعيل دور المجتمع المحلي في خلق بيئة صحية نظيفة والذي انطلق تحت عنوان (ديرنا حق علينا)، لتكون بعض نساء دير الزور أول من سجَّل هذا الاختراق في مجتمع ذكوري أكثر ما عرف عنه بأنه (شرقي).

والمشروع المذكور انطلق منذ عدة أيام في مرحلته الثانية والذي يتم تنفيذه بتعاون كلٍ من غرفة تجارة دير الزور وغرفة الصناعة فيها مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهو المشروع الذي يهدف في الدرجة الأولى إلى تفعيل وجذب المشاركة المجتمعية والذي انخرطت فيه نسبة كبيرة من مجموع العاملين فيه البالغ عددهم 320 عاملاً وعاملة، إضافة إلى 400 متطوع ومتطوعة ساهموا جميعاً برفع الوعي في قضايا الأمراض والأوبئة وأهمية النظافة العامة والشخصية وسبل درء انتشار الأمراض ورفع الوعي المجتمعي في قضايا الصحة العامة.

اللافت في النظر أن بعض المنخرطات بهذا العمل (التنظيفي العام) هن من طالبات الجامعة وفي مراحل متقدمة منها، حتى إن بعض طالبات الماجستير انخرطن في العمل بشكل نشيط دونما اكتراث لما يمكن أن يردهن من تعليقات أو نقد ضمن مجتمع دير الزور الذي أبدى في أغلبية تقدير واحترام هذه الظاهرة التي لقيت الاستحسان في أغلبية الرأي حولها.

تقول إحدى الطالبات الجامعيات إنها انخرطت في المشروع إيماناً بأهدافه وأهمية المساهمة بكل ما يمكن له تقديم الخدمة للمدينة وأهلها، إضافة إلى الحاجة للمال سعياً لاستكمال الدراسة ضمن الظروف المعيشية الحالية الصعبة، فيما تقول زميلة لها في كلية الحقوق سنة ثالثة إنها تساهم عبر عملها الجديد بتحقيق الحلم بأن تكون دير الزور نظيفة كما اشتهتها دائماً، مؤكدة أنها تقوم بأعمال تنظيف يومية في بعض مدارس المدينة وخلال ساعات الدوام دون اكتراث لما يمكن أن تلقاه من نقد بين الحين والآخر من كونها في مقتبل عمرها وأنها طالبة جامعية.

طالبة جامعية أخرى تقول إنها تسعى لتحقيق هدف المشروع بالوصول إلى مدينة نظيفة وإلى تغيير نظرة المجتمع تجاه روح عمل الفريق وتعزيز حس التطوع والتشاركية بين الجميع للحفاظ على بيئة آمنة ونظيفة للمجتمعات المستضيفة للنازحين وللمحافظة كلها.

وائل حميدي

المصدر: الوطن