هنية في دمشق وعباس يوقف اتصالاته مع حماس
في اشارة لا تخلو من مغزى، كرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة لا في رام الله امام ثلاثة مسؤولين اوروبيين التقاهم امس على انفراد، أسفه لانهيار محادثاته مع حركة المقاومة الاسلامية "حماس" لتأليف حكومة فلسطينية جديدة تفك الحصار. وطالب اللجنة الرباعية الدولية بـ" ضرورة تفعيل دورها أكبر في المستقبل، حتى ننجح في مساعينا للوصول إلى السلام الدائم".
وقال عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عقب محادثات في غزة: "نحن تحدثنا اليوم عن مجمل القضايا التي تهمنا في هذه المنطقة، بدءاً بالهدنة السائدة هنا، والتي نأمل أن تسود في الضفة الغربية، وكذلك تحدثنا عن موضوع الحكومة والأسباب التي أدت إلى توقف الحديث عن هذه الحكومة، يا للأسف الشديد"، و"كذلك تحدثنا عن المستقبل، وكيف يمكن أن تعاود عملية السلام على أساس خطة خريطة الطريق المتضمنة رؤية الرئيس الاميركي جورج بوش، والمبادرة العربية، وأشرنا بإيجابية في حديثا مع السيد سولانا إلى التصريحات الأخيرة التي أطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، في شأن المفاوضات لاقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة، وفي ما يتعلق باتصالات إيجابية حول المبادرة العربية".
- وقال سولانا إن "السيد الرئيس عباس يتخذ قرارات جريئة من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني". وأضاف: " أن الرئيس لم يدخر جهداً من أجل بناء حكومة، وكان هذا مستحيلا وصعباً، لذلك السيد الرئيس اتخذ قرارات أخرى، وبناءً عليها نقول إنه يمكن الاعتماد علينا، وهو قال بوضوح ما هي قيمة الهدنة، والتي هي ذات قدر كبير، ونأمل أن تمتد إلى الضفة الغربية". واشار الى ان "هناك بعض الشروط التي يجب أن تلقى قبولاً، لكسب دعم المجتمع الدولي للحكومة الفلسطينية". وأكد أنه لا يوجد أي اتصال اوروبي مع "حماس"، وأن موقف الاتحاد الأوروبي مماثل لموقف الرباعية.
- ومن جهته، جدد وزير الخارجية الالماني فرانك - فالتر شتاينماير، بعد محادثاته مع عباس "في غزة" دعم حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية للرئيس عباس لدى توليها رئاسة الاتحاد الأوروبي العام المقبل. وقال مخاطبا اياه: "أعدكم بشكل شخصي أن أستمر بجهودي في دعمكم لكي يكون هناك تنسيق في اطار اللجنة الرباعية، ولكي يكون هناك دعم لعملية ينتج منها السلام والاستقرار في المنطقة". واضاف: "سعدنا جداً عندما وصلنا خبر أن محادثاتكم للتوصل إلى تهدئة نجحت". واعرب عن اعتقاده انه "من أجل التوصل إلى حلول، علينا التقدم بخطوات مهمة إلى الأمام، وهذه الخطوات تبدأ بالحديث بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
- وكان عباس بحث في غزة ايضا مع وزيرة الخارجية النمسوية أرسولا بلاسنيك في "التطورات في الأراضي الفلسطينية، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق شعبنا". وقالت الوزيرة النمسوية إن" النمسا والاتحاد الأوروبي يعملان لدعم الشعب الفلسطيني للتغلب على صعوبات الحياة التي يعيشها".
- وابلغ مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل عمرو الى "النهار" ان الرئيس عباس قرر بعد فشل مفاوضاته مع "حماس" لتاليف حكومة جديدة ان "لا حديث مع حماس الان قبل ان تلبي شروطا لوحدة وطنية تخرج الشعب الفلسطيني من الحصار، وقبل ان تصير الوحدة الوطنية مطلبا لحماس". وقال ان "هذه خطوة اولى لا ندري ماذا يقرر بعدها الرئيس". واضاف: "فلتتحمل حماس وحدها المسؤولية اذا كانت لا تريد شركة سياسية مع احد"، مشيرا الى ان "النشاط الديبلوماسي في فلسطين هو لملء الفراغ السياسي" و"ان الديبلوماسيين الكبار الذين التقاهم الرئيس عباس الخميس والسبت في اريحا وغزة طلبوا منه ترتيب البيت الفلسطيني قبل الحديث عن أي خطوة سياسية". وشدد على ان "لا امل من تحول المبادرات والاشارات الديبلوماسية الى واقع قبل تأليف حكومة وحدة فلسطينية تلبي شروط الرباعية". وهذا الامر يعيد اللعبة الى بدايتها، وقد يخلق توتراً في المجتمع تحت ضغوط الازمة الاقتصادية.
- ومن جهتها، رفضت حركة "حماس" دعوة وجهتها منظمة التحرير الفلسطينية، التي تهيمن عليها حركة "فتح" المنافسة لاستقالة رئيس الوزراء اسماعيل هنية. وقال القيادي في "حماس" ان الحركة ترفض بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصفا إياه بأنه "دعوة الى انقلاب ضد الحكومة الفلسطينية الشرعية".
واضاف ان "حماس كانت تريد مواصلة الحوار لتشكيل حكومة وحدة، لكن عباس كرر اليوم (السبت) ان المحادثات وصلت الى طريق مسدود".
- ووصل هنية مساء امس الى دمشق آتياً من الدوحة حيث من المقرر أن يلتقي مسؤولين سوريين في مقدمهم الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ورئيس الوزراء محمد ناجي عطري ووزير الخارجية وليد المعلم، الى قيادات منظمات فلسطينية موجودة في دمشق.
ورجح مصدر مطلع أن "تحظى زيارة هنية باهتمام يليق برئيس حكومة منتخبة في أي دولة عدا عن كون حكومته تواجه ضغوطاً وتحديات مختلفة ومحاولات من العزل والتضييق بسبب مواقفها الثابتة".
وأفاد مصدر فلسطيني مطلع أن هنية "سيلتقي قادة المكتب السياسي لحركة حماس الموجودين في دمشق وقادة الفصائل الفلسطينية وسيطلعهم على آخر التطورات في الأراضي الفلسطينية، ولاسيما منها المتعلقة بما آلت إليه المفاوضات بين السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس وحركة حماس في الداخل". وأضاف: "ستمتد زيارة هنية حتى يوم الأربعاء وهناك جدول واسع من اللقاءات".
- على صعيد آخر، انتقدت اسرائيل ما سمته الطابع "التلقائي والاحادي" لقرارات الجمعية العمومية للامم المتحدة في شأن "الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني" التي اقرت الجمعة. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف: "يا للاسف الشديد، فان الجمعية العمومية للامم المتحدة ومنذ ثلاثة عقود، وفي ما يشبه التقليد، تقر بطريقة تلقائية واحادية، قرارات لا تساعد الفلسطينيين ولا اسرائيل ولا تؤدي الى احراز تقدم في عملية السلام". واضاف: "يجب ان تتوقف هذه العادة".
واقرت الجمعية العمومية للامم المتحدة ستة قرارات غير ملزمة حول القضية الفلسطينية في اطار مناقشاتها السنوية التي تشمل مسائل كوضع القدس وهضبة الجولان السورية.
- ميدانيا ، افاد مصدر فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي اطلق النار على زوارق صيد فلسطينية في قطاع غزة على رغم قرار التهدئة الهشة في القطاع، لكن الجيش الاسرائيلي نفى ذلك.
محمد هواش
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد