انقطاع الكهرباء يشعل سوق المولدات وأسعارها تصل إلى 130 ألف ليرة
بات الحديث عن انقطاع الكهرباء بالأيام وليس بالساعات أمرا عاديا لدى السوريين، وانتشرت على صفحات الـ"فيسبوك" العديد من الجمل المعبرة عن الحالة السيئة للكهرباء ومنها "وزارة الكهرباء: نورك كافي كهربا مافي"، وأمام هذه المحنة الكبيرة كان لابد من البحث عن مصادر بديلة لتأمين الكهرباء ولو بالحدود الدنيا.
المولدات الكهربائية كانت الوجهة الأساسية للباحثين عن الكهرباء، رغم المشاكل الكثيرة التي تواجه تأمين الكهرباء بهذه الطريقة، وأهمها تأمين المازوت والبنزين بشكل مستمر، وهو يشكل معاناة حقيقية فتأمينها في غاية الصعوبة مع الازدحامات الكبيرة على المحطات، والتي بغالبيتها ترفض تعبئة "بيدونات" البنزين، ويصل سعر لتر البنزين إلى 120 ليرة، وسعر ليتر المازوت يتراوح بين 100 إلى 120 ليرة حسب شدة الطلب والمرتبطة بالحالة الجوية، ناهيك عن الأعطال الكثيرة والمتكررة فيها والذي أكّدته شكاوي عدد كبير ممن اشتروا مولّدات وخسروها نهائياً بعد أيام قليلة من استعمالها، وإذا كان المشتري محظوظاً يستطيع إصلاحها بمبالغ عالية وبشكل متكرر، ومع ذلك فما زال الإقبال عليها كبيراً ويتزايد في كل يوم.
وقال أحد المواطنين ممن اشتروا مولّدات: "عندما اشتريت المولدة استقبلني التاجر بكلمة اشتريها على كفالتي، ولكنها عندما تعطلت بعد أقل من ثلاثة أيام أرجعتها إلى التاجر، حينها برر سوء كفالته بقوله، إن المولّدة التي تخرج من المحل لسنا مسؤولين عنها، وبالتالي اضطررت للذهاب لمحلات الصيانة ودفع مبلغ كبير للإصلاح".
وعن أسباب الأعطال المتكررة بالمولدات، أوضح أحد المختصين ، أن المولّدات التي استوردت إلى سورية في أزمة الكهرباء معظمها من منشأ صيني، والصين تتعامل مع زبائنها بكل أنحاء العالم على أساس ما يطلبونه من حيث الجودة والنوعية، مؤكّداً أن تاجر المولدات السوري وبما أن الربح الأعظمي هو هدفه الأساسي، يطلب من الصين أن تصنع مولدات كهربائية ذات جودة منخفضة ليكون سعر شرائها منخفض، ولكنها لا تباع على هذا الأساس في سورية بل بالعكس يضاعف سعرها، مستغلاً أزمة الكهرباء التي تجبر المواطنين على شراء المولدات بالأسعار التي يفرضها التاجر عليهم.
وخلال جولة على مراكز مبيع المولدات والتي تتركز في محيط منطقة المرجة بدمشق، وجدنا اقبالا كبيرا من المواطنين على اقتناء المولدات الكهربائية رغم ارتفاع اسعارها والتي تبدأ بحدود 10 آلاف ليرة للمولدة الصغيرة ذات الملف المصنع من الألمونيوم، وهي تعتبر ذات جودة سيئة وترتفع الأسعار إلى 14000 ليرة لمولدة ماركة sun show وباستطاعة فعلية 1000 شمعة وملفها نحاسي، وتعمل هذه المولدات على البنزين وتستهلك 1 لتر في الساعة وتشغل هذه المولدات عدد محدود من الاجهزة المنزلية، كالتلفاز والكمبيوتر والراوتر والانارة.
وترتفع اسعار المولدات التي تتراوح تستطاعتها بين 2000 الى 3000 شمعة لتتراوح بين 26 الى 45 الف ليرة للملف النحاسي، بينما سعر مولدة ماركة astra ملف المونيوم 19000 ليرة وسعر مولدة ماركة ndl 3000 شمعة فعلي، وذات ملف نحاس 38500 ليرة وماركة comax 3000 شمعة 35 الف ليرة، ويمكن بهذه المولدة تشغيل عدد من الأجهزة المنزلية كالبراد والغسالة والانارة.
وتعتبر المولدات السابقة الاكثر استخداما في المنازل، لأن المولدات الاكبر أسعارها مرتفعة وتعمل على البنزين والمازوت، وهي ذات استطاعة 5000 شمعة ويمكنها تشغيل الاجهزة المنزلية بالكامل، وتتراوح أسعارها بين 70 الى 130 الف ليرة حسب استطاعتها ومواصفاتها وتستهلك ليترين مازوت في الساعة، ويتواجد لدى بعض المحلات مجموعات توليد تستخدم للاغراض الصناعية ويصل سعر المجموعة الى مليون ليرة.
وتشهد مدينة دمشق وريفها في الفترة الأخيرة، انقطاعات عشوائية للتيار الكهربائي، وفترات متراوحة في التقنين، عدا عن تعرض البنى التحتية الخاصة بالشبكة الكهربائية إلى اعتداءات.
كما تعرضت مدينة دمشق وريفها آذار الماضي إلى انقطاع للتيار الكهربائي بشكل كامل بسبب عطل في أحد خطوط التوتر الرئيسية، كما شهدت بعض مناطق الريف انقطاع شبه تام للتيار أيضاً.
محمد وائل الدغلي
المصدر: الاقتصادي
إضافة تعليق جديد