بدأت القوات الجوية التركية والسعودية، أمس، مناورات مشتركة فوق تركيا لخمسة أيام، في وقت يؤكد البلدان استعدادهما لتكثيف العمليات ضد تنظيم «داعش» في سوريا.
وذكرت رئاسة الأركان التركية، في بيان نشر على موقعها الالكتروني، أن ست مقاتلات سعودية من طراز «اف 15» ستشارك في هذه المناورات التي تجري في منطقة كونيا وسط البلاد.
على وقع الانتصارات الميدانية التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه في الساحة السورية، وتغير المسار الاستراتيجي للتطورات على المستويين العسكري والسياسي، رأى وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون، أن إسرائيل باتت في سوريا أمام خيارين: إما «داعش» وإما إيران.
اعتبرت وزارة الخارجية الروسية، يوم الإثنين، أن "التصرفات العدوانية للسلطات التركية إزاء سوريا تعد دعماً سافراً للإرهاب الدولي وانتهاكاً لقرارات مجلس الأمن"، معربة عن "قلقها الشديد" لعمليات القصف "الإستفزازية" التي نفذها الطيران التركي لمواقع كردية في سوريا.
على الرغم من القصف التركي المدفعي المتواصل على مواقع سيطرة القوات الكردية التي تعمل تحت اسم "جيش الثوار"، أو "قوات سوريا الديموقراطية" في ريف حلب الشمالي، تمكنت القوات الكردية من متابعة تقدمها في الريف المفتوح على تركيا.
أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، يوم الإثنين، أن أنقرة لن تسمح بسقوط بلدة أعزاز شمال سوريا في أيدي "وحدات حماية الشعب" الكردية، مضيفاً أنها ستواجه "أقسى رد فعل" إذا ما حاولت الاقتراب من البلدة مجددا.
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين أمس القصف التركي للأراضي السورية «المتواصل لليوم الثاني على التوالي» معتبرة أن «تصرفات النظام التركي اللامسؤولة، أدت مؤخراً إلى إفشال اجتماع جنيف، وهو يحاول الآن بهكذا تصرفات إفشال اجتماع جنيف قبل انعقاده» ومؤكدة أن القصف يشكل «دعماً تركياً مباشراً للتنظيمات الإرهابية المسلحة، واعتداء على الشعب السوري وعلى حرمة أراضي سورية وسلامتها الإقليمية».
ليس بإمكان محور تركيا ــ إسرائيل ــ السعودية إعلان الاستسلام أمام التطورات العسكرية السورية. تقدَّمَ الجيش السوري، مدعوماً بحلفائه، على معظم جبهات القتال. ويقترب من تحقيق خطوة استراتيجية بتطويق الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، وفصل المدينة عن ريفها والحدود التركية.
ذكرت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، أن الخلافات بين روسيا وتركيا، ربما تؤدي لإشعال حرب عالمية ثالثة، بسبب تعنت البلدين في مواقفهما السياسية، وعدم وجود مرونة بين الدولتين، خاصة فيما يتعلق برغبتهما في التدخل عسكرياً في سورية.
على نحو متزايد، يتابع ريف حلب الشمالي غليانه، ليسرق الأضواء من جميع الجبهات السورية المشتعلة، بعد أن حقق الجيش السوري خرقا فيه، وتمددت «قوات سوريا الديموقراطية»، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري فيه، قبل أن تلتحق تركيا بركب المشاركين في تأجيجه عبر سلسلة استهدافات مدفعية طالت مواقع الأكراد، في وقت قرر فيه الجيش السوري الاستعداد لـ «معركة حاسمة» قد يشهدها الشمال، وفق تعبير مصدر عسكري سوري.
أعلنت وزارة الدفاع السعودية، أمس الأول، نشر طائرات حربية في قاعدة انجيرليك التركية، بحجة «تكثيف» العمليات ضد تنظيم «داعش»، وسط تصريحات عن احتمال شن البلدين عملية برية في سوريا.
وقال المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد الركن احمد عسيري، في مقابلة مع قناة «العربية» بثت أمس الأول: «اليوم المملكة لديها تواجد في قاعدة انجيرليك في تركيا».