5% من السوريين بشهادة جامعية و32% بلا أي شهادة
أطلق المكتب المركزي للإحصاء التقرير الرئيسي للمسح الصحي الأسري في سورية الذي نفذه المكتب بالتعاون مع وزارة الصحة وهيئة تخطيط الدولة والهيئة السورية لشؤون الأسرة في ورشة عمل أقيمت أمس في فندق شيراتون دمشق.
وقال الدكتور عامر حسني لطفي رئيس هيئة تخطيط الدولة: إن الأهداف الأساسية للمسح تُركز على توفير قاعدة بيانات تفصيلية عن الأوضاع الصحية والخصائص الديموغرافية للأسر السورية والأسر العراقية المقيمة في سورية، مشيراً إلى أن تلك البيانات تُشكل مرجعاً أساسياً في سياسات التنمية الوطنية وتقييم أثر السياسات والمشاريع على أساس علمي ممنهج مبني على بيانات، والإسهام في دفع التقدم المحقق في هذا المجال وفي تنفيذ توصيات المؤتمرات المتعلقة بصحة الأسرة.
من جهته أوضح مدير المكتب المركزي للإحصاء الدكتور شفيق عربش أن عملية اتخاذ القرار تحتاج إلى قواعد معلومات وبيانات موثوقة تساعد المخططين في تحديد الأولويات ورسم السياسات ووضع البرامج التنموية اللازمة، مشيراً إلى زيادة الاهتمام بتحسين الأوضاع الصحية والاجتماعية للأسر السورية بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة.
ولفت عربش إلى أن نتائج المقارنات بين هذا المسح والمسح الذي أجري عام 2001 أظهرت تحسناً في بعض المؤشرات وأخرى دون المأمول واختلافاً مناطقياً في نتائج الاثنين، مبيناً أنه يتم العمل على إعداد تقرير تحليلي لنتائج المسح من قبل فريق وطني يضم عدداً من الخبراء والباحثين في هذا المجال.
وقالت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الاجتماعية سيما بحوث: إن المسح الصحي الأسري أنجز في إطار المشروع العربي لتطوير الأسرة، مؤكدة أهمية البيانات التي تدعم القرار الصحيح في المراحل كافة. وأضافت بحوث: إن الأسرة العربية حامية للمجتمعات العربية ونواة عناصر التنمية المستدامة، لافتة إلى ضرورة الاهتمام بالأسرة في عصر العولمة والأنماط المعيشية المختلفة من خلال البيانات التي تُعطي صورة واضحة عن الواقع وتُمكن من رسم السياسات المناسبة. من جانبه بيّن ممثل منظمة الصحة العالمية في سورية إبراهيم بيت المال أن المسح الأسري الذي تميز بنتائج موحدة ومنهجية وأسلوب عمل مميزين يوفر كوادر سورية مدربة في هذا المجال يُستفاد منها في المراحل اللاحقة ويوفر للأكاديميين معلومات ضخمة تصلح لأن تكون موضوعات لدراسات عليا إضافة إلى توفير البيانات لصانعي القرار.
ويتضمن المسح عينة مؤلفة من 28693 أسرة موزعة على جميع المحافظات منها 2996 أسرة عراقية مقيمة في سورية ويهدف إلى توفير بيانات تفصيلية حول الأسر المبحوثة وتوفير المؤشرات الديموغرافية والصحية والاجتماعية والاقتصادية اللازمة لمتابعة التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف التنموية للألفية وتنفيذ خطط وبرامج عمل المؤتمرات الدولية في مجال السكان والتنمية إضافة إلى التعرف على مدى انتشار الأمراض ودراسة أوضاع وحدات تقديم الخدمات الصحية في المناطق التي يشملها البحث. وفي مجال الصحة الإنجابية أشارت نتائج المسح إلى أن نسبة السيدات اللاتي تابعن حملهن الأخير خلال السنوات السابقة على المسح لدى شخص مؤهل تصل إلى 7ر87 بالمئة، فيما بلغت نسبة المتابعة للمولود الأول 6ر94 بالمئة وتقل النسبة بالنسبة للمولود الثاني وما بعده لتصل إلى 5ر74 بالمئة وبلغت نسبة الولادات التي تمت في مؤسسات صحية 2ر78 بالمئة ترتفع في الحضر إلى 4ر83 بالمئة مقابل 1ر72 بالمئة في الريف. وفيما يخص الأمراض المنقولة جنسياً وكيفية تجنب الإصابة بها أشارت النتائج إلى أن نحو 82 بالمئة من السيدات بعمر من 15 إلى 49 سنة ومتزوجات يعرفن الإيدز ومنهن 5ر98 بالمئة يعتبرن التلفزيون أهم مصدر للمعلومات اللاتي حصلن منه على أكبر قدر من المعلومات حول هذا المرض، مبينة أن نحو 3ر2 بالمئة من النساء أجرين فحصاً للإيدز وأن 4ر82 بالمئة من النساء اللاتي أجرين الفحص قد أخبرن بالنتيجة. وبالنسبة لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة أشارت نتائج المسح إلى أن نسبة الاستخدام الحالي لوسائل تنظيم الأسرة بين السيدات المتزوجات وغير الحوامل بعمر 15 إلى 49 سنة تصل إلى 9ر53 بالمئة منهن 5ر37 بالمئة استخدمن وسائل حديثة و4ر16 بالمئة استخدمن وسائل تقليدية. وبيّنت النتائج أن 2ر93 بالمئة من السيدات السوريات أرضعن مواليدهن رضاعة طبيعية منهن 2ر42 بالمئة بدأن بالإرضاع خلال الساعة الأولى بعد الولادة وأن 8ر55 بالمئة من الأطفال في عمر 12 إلى 15 شهراً مستمرون في الرضاعة وبلغ متوسط مدة الرضاعة بين النساء خلال السنوات الخمس السابقة للمسح 15 شهراً. وفيما يخص التطعيم أوضح المسح أن نسبة الأطفال في عمر 12 إلى 23 شهراً الذين تم تحصينهم ضدّ أمراض الطفولة بلغت 93 بالمئة ضدّ الدرن ونحو 88 بالمئة للجرعة الأولى من الرباعي وحوالى 87 بالمئة للجرعة الأولى ضدّ الشلل. وأشار المسح إلى أن التقديرات الأولية لوفيات الأطفال والرضع بالطريقة المناسبة تبين أن معدل وفيات الأطفال الرضع خلال السنوات الخمس السابقة للمسح بلغ 9ر17 بالألف وأن وفيات الأطفال دون الخامسة بلغ 4ر21 بالألف، مع الإشارة إلى أن مستويات وفيات الأطفال والرضع لا تزال تزيد في المناطق الريفية عنها في الحضرية. وأشار المسح إلى أن متوسط حجم الأسرة السورية 5 أفراد، كما بلغت نسبة الأسر التي ترأسها امرأة 10 بالمئة من إجمالي الأسر التي شملها المسح، وبلغت نسبة الذكور 1ر51 بالمئة أي بنسبة 105 ذكور مقابل 100 أنثى، فيما تصل نسبة الأفراد دون الـ 15 سنة إلى 1ر37 بالمئة، ونسبة الأفراد الذين بلغوا الـ 65 فأكثر إلى 1ر4 بالمئة، كما تزيد نسبة الإناث في الفئة العمرية الممتدة بين 15 إلى 64 سنة. وتشير نتائج المسح فيما يخص الحالة التعليمية للأفراد البالغين من العمر 15 سنة فأكثر إلى أن نسبة الحاصلين على شهادة جامعية فأعلى نحو 5 بالمئة وتزيد نسبة الذكور على الإناث، وإلى وجود نحو 8ر32 بالمئة لم يحصلوا على شهادة ونحو 45 بالمئة أكملوا التعليم الأساسي.
ويبين المسح أن نسبة الأفراد المشتغلين وقت المسح بين الأسر السورية 1ر42 بالمئة لدى من تتجاوز أعمارهم 15 سنة، بينما ترتفع تلك النسبة بين الذكور، فيما بلغت نسبة عمالة الأطفال في الفئة العمرية من 14إلى 15 سنة 3 بالمئة، مشيراً إلى أن نحو 61 بالمئة من الأسر السورية يسكنون في بيت مستقل وتمتلك 5ر90 بالمئة مسكنها.
وأظهرت نتائج المسح أن نسبة المدخنين في العمر 15 فأكثر تزيد عند الرجال لتصل إلى 44 بالمئة بزيادة خمسة أضعاف النسبة بين النساء، مبينة أن معدل الخصوبة الكلي خلال السنوات الثلاث السابقة على المسح يقدر بـ 5ر3 مواليد حية للسيدة الواحدة.
وفيما يخص الأسر العراقية المقيمة في سورية أشارت نتائج المسح إلى أن متوسط حجم الأسرة العراقية 9ر3، بينما تصل نسبة الأسر التي ترأسها امرأة إلى 18 بالمئة من إجمالي الأسر التي شملها المسح وبلغت نسبة الذكور من العينة الممسوحة 97 ذكراً مقابل مئة أنثى.
وبيّن المسح أن نسبة الولادات التي تمت بين الأسر العراقية في المؤسسات الصحية تصل إلى 3ر95 بالمئة حيث ولد نحو 49 بالمئة منهن في مستشفى أو مصح خاص بينما توجه نحو 43 منهن إلى مستشفى أو مصح حكومي. وأوضح أن نسبة الإعاقة 9ر5 بالمئة حيث إنها تنتشر بين الذكور أكثر من الإناث بغض النظر عن العمر، مبيناً أن سبب نصف الإعاقات مردّه إلى أحداث العراق فيما كانت العوامل الخلقية السبب في إعاقة 7ر17 بالمئة من المعوقين مقابل 3ر6 بالمئة لكبر السن و 7ر5 بالمئة للظروف المتعلقة بالولادة. ويشير المسح إلى أن نسبة الأمراض المزمنة بين الأسر العراقية تنتشر بشكل كبير بين الأفراد في سن أكبر من 65 سنة حيث إن اثنين من كل ثلاثة في هذا العمر مصابان بمرض مزمن في حين يقل انتشار هذه الأمراض بين الأفراد في العمر 35 إلى 64 سنة لتسجل نسبة انتشار 34 بالمئة، فيما تتدنى نسبة الإصابة بين الفئات الأصغر من ذلك.
وبالنسبة للصحة الإنجابية أظهرت الدراسة أن نسبة النساء اللاتي تابعن حملهن لدى شخص مؤهل تقل كلما زاد عدد الأطفال الباقين على قيد الحياة للسيدة حيث تبلغ نسبة المتابعة 6ر97 بالمئة بين اللاتي لديهن مولود أو اثنان بينما تنخفض حتى 6ر90 بالمئة إذا كان لديها خمسة أطفال أو أكثر على قيد الحياة. وأظهر المسح أن نسبة الأطفال من عمر 12 إلى 23 شهراً والذين تم تحصينهم ضدّ أمراض الطفولة كانت 97 بالمئة ضدّ الدرن ونحو 88 بالمئة للجرعة الأولى من الرباعي ونحو 89 بالمئة للجرعة الأولى ضدّ الشلل.
وبلغ معدل الخصوبة الكلي لدى النساء العراقيات خلال فترة الثلاث سنوات السابقة على المسح 7ر1 مولود حي للسيدة الواحدة فيما نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة بين المتزوجات حالياً وهن غير حوامل بعمر 15 إلى 49 كانت 3ر57 بالمئة.
وعن التكيف الاجتماعي والصحة النفسية أظهر المسح أن أغلب العراقيين الوافدين إلى سورية يوافقون على إمكانية حصولهم على الرعاية الصحية عند الحاجة بنسبة تصل إلى 85 بالمئة وأن 88 بالمئة من الأسر الممسوحة علاقاتها الأسرية ودية مقابل 10 بالمئة علاقاتها مضطربة، فيما تصل نسبة المعاناة النفسية لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 15 سنة إلى 60 بالمئة حيث يشعرون بالحزن مقابل 52 بالمئة ينتابهم شعور باليأس. ويشير المسح إلى أن نسبة الأمراض المزمنة بين الأسر العراقية تنتشر بشكل كبير بين الأفراد في سن أكبر من 65 سنة حيث إن اثنين من كل ثلاثة في هذا العمر مصابان بمرض مزمن في حين يقل انتشار هذه الأمراض بين الأفراد في العمر 35 إلى 64 سنة لتسجل نسبة انتشار 34 بالمئة، فيما تتدنى نسبة الإصابة بين الفئات الأصغر من ذلك. يشار إلى أن المسح أنجز في إطار المشروع العربي لصحة الأسرة بجامعة الدول العربية وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسيف بدمشق.
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد