نشر يوميات مرعبة لجندي أمريكي تثير استياء قيادات الجيش
أعلن الجيش الأمريكي في العراق أن المذكرات التي دونها أحد جنوده عن يوميات القتال في تلك البقعة الملتهبة، والتي نشرت في إحدى المجلات وأثارت الكثير من الجدل هي غير صحيحة ومبالغ فيها، وأنكر الوقائع المروعة التي ذكرها الكاتب.
وقال متحدث باسم الجيش الأمريكي أن التحقيق مع سائر أفراد الفرقة التي يعمل من ضمنها الجندي أثبت أن الأحداث التي تم ذكرها "مضخمة،" فيما أوردت تقارير صحفية أنه وقّع إقراراً مكتوباً بهذا الصدد.
وكانت القصة قد بدأت مع نشر مجلة "نيو ريبابلك،" وهو مجلة ليبرالية شهيرة، ثلاثة مقالات خلال شهر يوليو/تموز الماضي، قالت إنها يوميات جندي يدعى "سكوت توماس،" روى خلالها فصول من المعارك التي قال إنه خاضها في العراق مع فصيلته.
وشملت المقالات مشاهد قاسية، منها قصة طفل عراقي أقام علاقات صداقة مع الجنود الأمريكيين فقام المسلحون بقطع لسانه، وقصة سخرية مجموعة من المارينز من نساء مشوهات، وسحق عدد من الكلاب باستخدام عربات مصفحة.
وقد أثارت المقالات الكثير من الاهتمام، مما دفع مجلة "ويكلي ستاندرد" المحافظة، التي يمتلكها الملياردير روبرت ماردوخ، إلى التشكيك في مصداقيتها، وتحدت "نيو ريبابلك" كشف هوية الكاتب.
واضطرت المجلة الليبرالية إلى الاستجابة لزميلتها المحافظة، فكشفت شخصية كاتبها الذي اتضح أنه جندي يدعى سكوت توماس بوشامب، متزوج من إحدى مراسلاتها.
وتدخل الجيش الأمريكي لفتح تحقيق في الحادث، وأصدر بياناً أكد فيه أن إدعاءات الجندي "غير صحيحة،" وأن التحقيق مع أفراد وحدته التي تتمركز حالياً في كنساس أثبت ذلك، فيما أكدت "ويكلي ستاندرد" أن بوشامب نفسه وقّع إقراراً اعترف فيه أن الوقائع التي أوردها "مضخمة،" وفقاً لأسوشيتد برس.
من جهتها، قالت "نيو ريبابلك" إنها أطلقت تحقيقاً موازياً في هذه القضية، وأكدت وقوفها إلى جانب الجندي، فقالت عبر موقعها الإلكتروني: "نحقق في القضية اعتماداً على شهادات حية وأراء خبراء، لكن نشر مقالات من أرض المعركة تتطلب ثقة مسبقة بالكاتب وهذا هو الحال مع بوشامب الذي تربطنا به علاقة مهنية وشخصية."
وشددت المجلة على أن خمسة من عناصر فصيلة بوشامب أكدوا صحة كافة الوقائع التي أوردها، غير أنهم رفضوا الكشف عن أسمائهم، واشتكت بأن الجيش صادر هاتف الجندي وجهاز الكمبيوتر الخاص به، ومنعه بذلك من الاتصال الخارجي.
يذكر أن مجلة "نيو ريبابلك" كانت قد تعرضت لأزمة مصداقية مماثلة عام 1998، تحولت إلى فيلم سينمائي شهير، وذلك بعدما ثبت أن أحد مراسليها، ويدعى ستيفن غلاس، اختلق حوادث وشخصيات غير صحيحة في 27 مقالاً من بين 41 كتبها على مدار ثلاث سنوات.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد