نجاح زراعة الكيوي في طرطوس
نجحت زراعة الكيوي كأشجار تحميلية والانتاج وفق المعايير العالمية والمطلوب الاطلاع وتعميم هذه التجربة
تجربة زراعية جديدة تقوم على استثمار كامل مساحة الأرض وفق اسلوب علمي حديث.. إنها الزراعة التحميلية لأشجار الكيوي ـ أي إضافتها الى زراعات أخرى ضمن البستان الواحد ـ شاهدنا هذه التجربة في إحدى المزارع في محافظة طرطوس ـ الكيوي الى جانب الحمضيات ـ وقد شكلت هذه المزرعة نموذجاً يحتذى به على مستوى القطر سواء من حيث تطبيق الأساليب العلمية الزراعية أو من حيث الاشراف الفني الزراعي أو من حيث الترتيب والنظافة والتي أعطت جميعها الانتاج الوفير ونظراً لكون هذه التجربة جديدة وناجحة أحببنا أن ننقلها عبر صفحات جريدتنا لعل الجهات المعنية في وزارة الزراعة تعممها ويستفيد منها المزارعون الآخرون على مستوى القطر.
المزارع محمد حمدان «أبو محمود» من قرية كرتو التي تبعد عن مدينة طرطوس حوالي ثلاثين كيلو متراً باتجاه الجنوب يملك مزرعة شرق القرية المذكورة في سهل عكار تبلغ مساحتها ثلاثين دونماً قام بتطبيق هذه التجربة الزراعية في مزرعته حيث زرع الكيوي الى جانب الحمضيات وفي الحقيقة يشعر المرء عندما يتجول في هذه المزرعة وكأنه يشاهد ريبورتاجاً تلفزيونياً عن تجربة مماثلة في إحدى الدول المتقدمة زراعياً حيث نشاهد صفاً من أشجار الحمضيات، والى جانبه هناك صف من أشجار الكيوي وهكذا من أول المزرعة الى آخرها وقد زرعت الأشجار بشكل مرتب ومتناسق وبأبعاد متساوية عرضاً وطولاً وباعتبار أن شجرة الكيوي من الأشجار المتسلقة فقد أقيمت لها قوائم حديدية بمسافة كل أربعة أمتار قائمة ويتفرع عن كل قائمة صفيحتان مثقبتان حيث تشكل هاتان الصفيحتان رقم سبعة فوق القائمة وتم مد أسلاك حديدية فوق هذه الصفائح من خلال ثقوبها بشكل طولي وتسلقت عليها أشجار الكيوي وتدلت ثمارها تحتها تماماً على شكل عرائش العنب وقد حدثنا المزارع أبو محمود والمهندس الزراعي ابراهيم شيحا المشرف على المزرعة عن طريقة الزراعة والخدمة للأشجار والنتائج حيث يقول السيد أبو محمود: لقد طبقنا طريقة الزراعة الصحيحة الحديثة منذ البداية حيث بتاريخ 30 /12/2002 انتهينا من غرس غراس الكيوي والحمضيات وقد حفرنا حُفَرَ هذه الغراس بوساطة آلة الحفر «الباكر» بمساحة متر مكعب للحفرة وهيأنا التراب بخلطة مؤلفة من السماد العضوي والكيماوي ومددنا شبكة الري بالتنقيط لكل المزرعة مفصولة عن بعضها حيث هنالك شبكة خاصة بالحمضيات وأخرى خاصة بالكيوي وتضم المزرعة تسعمئة شجرة كيوي وثمانمئة شجرة حمضيات وحالياً أصبحت الأشجار في السنة الخامسة من عمرها وقد بدأ انتاج الأشجار اعتباراً من السنة الثالثة من عمرها حيث أعطت الشجرة الواحدة من الكيوي حوالي ثمانية كيلو غرامات من الثمار وفي السنة الرابعة من عمرها أعطت الشجرة الواحدة حوالي أربعة عشر كيلو غراماً ومن المتوقع أن تعطي الشجرة الواحدة خلال هذا العام وهو عامها الخامس بين ثلاثين الى أربعين كيلو غراماً مع الاشارة هنا الى أن سعر مبيع الكيلوغرام من الكيوي كان خلال الموسم الماضي يتراوح بين سبعين الى مئة ليرة سورية وأيضاً لابد من الاشارة الى أن ماينطبق على أشجار الكيوي ينطبق على أشجار الحمضيات من حيث النمو وكميات الانتاج حسب طبيعة كل شجرة أما عن الخدمة التي يقدمها لأشجار مزرعته فيقول السيد أبو محمود: نعتمد بالدرجة الأولى على السماد العضوي حيث مع بداية موسم الأمطار من كل عام نضع للشجرة الواحدة بين /4 ـ 5/ تنكات من السماد العضوي يضاف إليها خلطة متوازنة من السماد الكيماوي «يوريا وبوتاس وآزوت» كما نضع أيضاً الرماد حول الأشجار من أجل تجفيف الأرض ويتم عزق الأرض بالسماد بكل أنواعه حتى يأخذ مفعوله.
يقول المهندس الزراعي ابراهيم شيحا المشرف الفني على هذه المزرعة: إنه في ظل هذه الخدمة المقدمة للأشجار يفترض أن تصبح الشجرة في العمر الاقتصادي اعتباراً من السنة السادسة من عمرها وهذا ماتحقق فعلاً في هذه المزرعة حيث أن انتاج الدونم الواحد المثالي عالمياً من الكيوي هو أربعة أطنان والمعروف أن الدونم يضم ستين شجرة وحيث أن الانتاج المقدر للدونم في هذه المزرعة هذا العام هو /2400/ كغ فالمتوقع خلال العام القادم عندما تصبح الأشجار في عمر ست سنوات أن يصل انتاج الدونم إلى أربعة أطنان ونستطيع القول بكل جرأة إن هذه التجربة وهي زراعة الكيوي تحميلية ناجحة مئة بالمئة.
حسب النشرات العلمية الصادرة عن المراجع العلمية العالمية فان شجرة الكيوي تسمى «شجرة الصحة» حيث ثمارها غنية جداً بفيتامين /c/ وتحوي عشرة أضعاف ثمرة الليمون من هذا الفيتامين كما تحتوي ثمارها على البروتينات والسكريات وانزيم الأكتينيديا وأيضاً تحتوي على نسبة عالية من الألياف والاملاح المعدنية وتحوي من البروتين والفوسفات وفيتامين /A-B/ مايعادل أربع مرات مما تحويه ثمار التفاح وهي خالية من الكوليسترول وقد بدأت تنافس ثمار التفاح والإجاص والحمضيات خلال العقدين الأخيرين ونظراً لقيمتها الغذائية المرتفعة وأهميتها الكبيرة في تغذية الأطفال والذين يعانون من فقر الدم ومن السمنة الزائدة فإن هذا دفع الأطباء لإدراجها ضمن الوصفات الطبية والمعروف أن طعمها مزيج من طعم البطيخ الأصفر والتوت والموز والأناناس... والشجرة... تفضل المناخ القاري الحار والرطب والشتاء القاسي حيث تتحمل درجة حرارة حتى ناقص /12ْ/ ولما كانت زراعتها المثالية كما في مزرعة السيد أ«بو محمود» مكلفة في السنوات الأولى من عمر الأشجار وبشكل قد لايستطيع تحمله أي مزارع فالمطلوب دعم وتشجيع هذه الزراعة وتعميمها على مستوى القطر حسب الأماكن التي تجود فيها... وتقديم القروض الزراعية الميسرة أي الطويلة الأجل ودون فوائد لتشجيع زراعة هذه الشجرة كما ندعو المعنيين في وزارة الزراعة وعلى رأسهم السيد الوزير لزيارة مزرعة السيد «أبو محمود» والاطلاع على هذه التجربة ودعم وتشجيع هذا المزارع على نشاطه وجهوده.
سلمان ابراهيم
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد