مصر: قتلى الاحتجاجات بلغ 33 ونحو 1700 مصاب
قالت وزارة الصحة المصرية الاثنين ان الحصيلة النهائية لضحايا المواجهات بين المحتجين والشرطة والامن المصري في ميدان التحرير خلال ايام الاثنين والاحد والسبت بلغت 33 قتيلا ونحو 1700 مصاب.
الا ان هاني خورشيد المتحدث الإعلامي لحركة 6 ابريل (نيسان) قال ان عدد القتلى تجاوز الأربعين، وان مصادر بالمستشفيات تؤكد أن معظمهم ماتوا لاستنشاقهم مواد سامة في عبوات الغاز التي ألقيت عليهم.
واضاف خورشيد ان قوات الشرطة المصرية تستخدم أنواعا محرمة من قنابل الغاز تفضي إلى الموت.
من جانبه دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى الهدوء واستكمال عملية التحول الديموقراطي في مصر.
وأصدر رؤساء 25 حزبا سياسيا في مصر بيانا عقب إجتماعهم بعد ظهر الاثنين بمقر حزب الغد الجديد بوسط القاهرة، طالبوا فيه بإقالة وزيري الداخلية والإعلام، وتقديم كل المسؤولين عن الأحداث الأخيرة في البلاد إلى محاكمة عاجلة.
"دروع بشرية"وأعلن المجتمعون عزمهم التوجه إلى ميدان التحرير والشوارع المحيطة به للوقوف "كدروع بشرية لحماية المتظاهرين" ضد ما وصفوه بانه "اعمال عنف غير مبرر تمارسها السلطات ضدهم"، حسب البيان.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن وزير الثقافة المصري عماد أبو غازى تأكيده نبأ استقالته، ونفيه تعرض ابنته للاعتقال خلال المظاهرات.
ويأتي الاعلان عن الارتفاع الملحوظ في القتلى في وقت تزداد فيه درجة التوتر بين المعتصمين في ميدان التحرير وسط القاهرة وقوات الامن طوال ليلة الاحد/ الاثنين، حيث دخلت الاحتجاجات يومها الثالث.
وتفيد الأنباء بأن أغلب المواجهات تتركز عند أحد مداخل ميدان التحرير بالقرب من وزارة الداخلية.
وعاد المحتجون الى ميدان التحرير منذ مساء الاحد بعد محاولة من قوات الامن لاخلاء الميدان في هجوم على المتظاهرين سقط خلاله قتلى وجرحى.
وفي وقت مبكر من فجر الاثنين، اكد امام مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير الشيخ مظهر شاهين للتلفزيون الرسمي انه توصل الى اتفاق مع قوات الامن، موضحا ان الهدوء عاد الى الميدان.
وأوضح انه التقى وفدا من الجيش وقوات الامن بهدف تطبيق هذا الاتفاق الذي يمثل هدنة ووقفا لاطلاق النار.
بيد ان صباح الاثنين شهد تبادلا محدودا لرشق الحجارة من المحتجين وقنابل الغاز المسيل للدموع من الشرطة.
وافاد مراسلون بأن المتظاهرين رشقوا خلال الليل قوات الامن بالحجارة والقنابل الحارقة، فردت عليهم باطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.
واشتعل الميدان بهتافات ضد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير/شباط الماضي.
كما شهدت مدن الاسكندرية والسويس واسوان صدامات ايضا بين قوات الامن والمتظاهرين.
وشهد يوم الاحد اطلاق افراد من الشرطة العسكرية، يرتدون بزات اشتباك قتالية، قنابل الغاز المسيل للدموع في تجدد المواجهات مع المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة.
ودارت مواجهات عنيفة ليلا بين المتظاهرين وقوات الامن في الشوارع المحيطة بمقر وزارة الداخلية الواقعة قرب ميدان التحرير.
وأظهرت لقطات تلفزيونية افرادا من الشرطة المصرية وهم يحاولون تفريق محتجين بضربهم بالهراوات، ولكن دون جدوى.
وقد عاد المحتجين مجددا إلى الميدان مساء الأحد بعد انسحاب مفاجئ لقوات الشرطة والشرطة العسكرية.
وأحرقت خلال تلك الاشتباكات بعض الآليات والدراجات النارية، بعد ان أفرغ وسط الميدان من المتظاهرين المتراجعين الى الشوارع الجانبية.
وقال عبد الله عبد الرحمن المسؤول عن مستشفى ميداني في التحرير ان "ثلاثة اشخاص توفوا اختناقا" خلال الاشتباكات.
وذكر محمد فتوح، الذي يدير مستشفى ميدانيا في ميدان التحرير، انه تلقى ثلاث جثث اضافية تحمل اثار رصاص حي، بعدما كان اطباء افادوا بمقتل اربعة اشخاص احدهم بالرصاص الحي وثلاثة نتيجة تنشق الغاز المسيل للدموع.
وفي تلك الاثناء، عقدت الحكومة المصرية اجتماعا استمر عدة ساعات قبل ان تتوجه بالكامل الى مقر المجلس العسكري الحاكم لاجتماع آخر.
وقد رشق بعض المتظاهرين في ميدان التحرير بوسط القاهرة قوات مكافحة الشغب بالحجارة، مرددين هتافات تنادي بضرورة تسليم المجلس العسكري السلطة إلى حكومة مدنية.
وقال مراسلون ان الخيام عادت مجددا الى ميدان التحرير يوم الاحد، وبدا الميدان كما كانت صورته اول ايام الثورة ضد الرئيس السابق حسني مبارك.
كما اقيم مستشفى ميداني لمعالجة الجرحى من المحتجين، وأغلق الميدان أمام حركة السيارات والمركبات، وأقفلت معظم مقرات الشركات والمحال المحيطة بالميدان.
ردود فعل دولية
وفي سياق ردود الفعل الدولية ، دعا الاتحاد الاوروبي على لسان مفوضة الشؤون الخارجية الاوروبية، كاترين اشتون، السلطات المصرية الى احترام حقوق الانسان والى الاستجابة لطموحات الشعب المشروعة لاقرار الديموقراطية.
وبعد ان اشارت الى الصعوبات والتحديات التي تكتنف المرحلة الانتقالية في مصر خلصت اشتون الى القول "فيما تستعد مصر للتوجه الى صناديق الاقتراع لمناسبة اول انتخابات ديموقراطية وشفافة، ما زلت اثق بأن الشعب المصري والسلطات سيجدان سبيلا للتقدم في شكل سلمي وسينجحان في تجاوز التحديات".
كما دانت وزارة الخارجية البريطانية استخدام "العنف"، ودعا وزيرا الخارجية الالماني غيدو فسترفيليه والايطالي جوليو ترسي دي سانتا اغاتا الى التهدئة.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد