مبعوث دولي يدعو الامم المتحدة للانسحاب من الرباعية
أعرب مسؤول كبير في الأمم المتحدة عن اعتقاده بأنه ربما يتعين على المنظمة الدولية الانسحاب قريبا من اللجنة الرباعية المعنية بسلام الشرق الأوسط، قائلا إن اللجنة لا توفي بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني.
وقال البروفيسور جون دوجارد، مبعوث حقوق الإنسان الدولي من الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية، إن الأمم المتحدة لا تصنع الكثير لصورتها باحتفاظها بعضوية الرباعية الدولية التي تضم إلى جانبها كلا من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي.
وقال إن الرباعية لا تستطيع تحدي القيود التي تفرضها إسرائيل على تحركات الفلسطينيين، كما انتقد إلقاء اللجنة بثقلها خلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدلا من سعيها لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس.
وكشف النقاب عن أنه سيوصي في تقريره المقبل إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بانسحاب المنظمة الدولية من عضوية اللجنة الرباعية إذا أصرت على سياستها الراهنة.
وفي وقت سابق هذا العام كتب دوجارد، وهو بروفيسور قانون من جنوب أفريقيا، تقريرا للجمعية العامة للأمم المتحدة قارن فيه بين أفعال إسرائيل بحق الفلسطينيين والاجراءات التي كانت تتخذها حكومة جنوب أفريقيا إبان الفصل العنصري.
وقد ظهرت كلمة "التمميز العنصري" 24 مرة في تقرير دوجارد المكون من 24 صفحة.
لكن في مقابلته مع بي بي سي ذهب دوجارد إلى أبعد منذ ذلك عندما قال إنه بالرغم من أن المشاركين في أعمال المقاومة قد يسمون إرهابيين في الوقت الحاضر، فإنه غالبا ما ينتهي بهم المطاف لكي يعاملوا كأبطال أو حكام لاحقا، وقارن في هذا الصدد بين المسلحين الفلسطينيين والمقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية.
كما حذر دوجارد من فشل مؤتمر السلام الذي دعت الولايات المتحدة إلى عقده في الشهر القادم، قائلا إن نتيجة كهذه قد تؤدي إلى انفجار انتفاضة فلسطينية جديدة واسعة النطاق وموجة من العنف الفلسطيني تستهدف إسرائيل.
يشار إلى أنه منذ عدة أسابيع صعد دوجارد من انتقاده إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة من أجل فشلها في الوقوف في وجه إسرائيل.
وقد لقيت مواقف دوجارد وتصريحاته اهتماما واسعا في العالم العربي.
كما قال دوجارد إن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب بحق الفلسطينيين تلقى "آذانا صماء" عندما تصل إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة.
وقال إنه بالرغم من أن إسرائيل تواجه خطرا على أمنها إلا "أن ردها يكون مبالغا فيه".
وأضاف أن الهدف من بعض حواجز التفتيش الموجودة في منتصف الضفة الغربية هو "تقسيم الضفة إلى مجموعة من الكانتونات من أجل جعل حياة الفلسطينيين بائسة إلى أقصى حد".
وحول اللجنة الرباعية قال دوجارد إن رد فعلها على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ضعيف للغاية وذلك بسبب "التأثير الكبير" للولايات المتحدة عليها.
وقال دوجارد إن الأمم المتحدة لا تلعب دور الوسيط فيما يتعلق بالنزاع بين منظمة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس بقيادة إسماعيل هنية وأن المجتمع الدولي يقف بجانب فتح وهو ما لا يجب أن يحدث.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد