عنـاق أجمـل مـن الكـاكـاو والمـاس
هناك من ينتظر عيد العشاق بفارغ الصبر. وهناك من يفضل أن يرمي بحلوى هذا العيد بدلاً من أكله مع الحبيب. فمناهضة عيد العشاق غالباً ما تكون مرتبطة برفض قيام الشركات الكبرى الفاسدة على جعل كل ثنائي ينفق مبالغ هائلة على أمور تافهة وغير ضرورية، بالاضافة إلى تأثيره السلبي على كل أعزب الذي يشعر بالسوء في ذلك اليوم. لكن ماذا بشأن التأثير العالمي لهذا العيد؟ كان الماس الملطخ بالدماء أو ما يعرف بماس النزاعات، من الهدايا التقليدية لعيد العشاق، وأصبح منتشراً في كل مكان بالرغم من قصته المأساوية. قضت بعض الجمعيات عيد العشاق الأخير وهي تقوم بحملات توعية حول التأثير العالمي لتجارة الكاكاو. كان التركيز على الكاكاو كبيراً هذه السنة نتيجة للأزمة السياسية القائمة في الدولة الأكثر تصديراً للكاكاو في العالم، ساحل العاج والتي أنتجت 1,2 مليون طن من المركب الأساسي للشوكولاته العام الماضي.
وقام فريق من الناشطين يدعى أفاز بحث شركات هيرشي، نستله، وكادبوري على مقاطعة الكاكاو الذي يأتي من ساحل العاج، والذي يدعمه الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو. وقام فريق ثان من الناشطين يطلق عليه اسم أميركا الخضراء بزيادة الوعي حول عمالة الأطفال في إنتاج الكاكاو. وفي بيان صدر عن وزارة الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان في ساحل العاج في 2009، تبين أن الأطفال الذين سكنوا بالقرب من حقول الكاكاو وتتراوح أعمارهم بين خمسة و17 عاماً، عمل ربعهم في هذه المزارع وبظروف خطيرة. تشجع مجموعة أميركا الخضراء تجارة الكاكاو الشرعية لأنها تساهم في محاربة عمالة الأطفال كما في دعم المزارعين الصغار وتخفف من التأثيرات البيئية السلبية.
بدأت أسعار الكاكاو بالارتفاع منذ بدء أزمة الرئاسة في ساحل العاج في 28 تشرين الثاني، ومتابعة الحظر على ساحل العاج تعني أن الأسعار ستستمر في التصاعد. فبدلاً من تقديم ماس مخضب بالدم، أو شوكولاته بطعم القهر، أو أية هدية أخرى، قدّم لحبيبك غمرة دافئة... فهذه قد تكون أكثر نقاوة.
المصدر: السفير نقلاً عن مجلة «فورين بوليسي»
إضافة تعليق جديد