عمال السياحة خارج منشآتهم بعد أن توقفت
تواجه اليد العاملة في القطاع السياحي هذه الأيام مشكلة تكمن في تخلي أصحاب العمل عنهم بعد أن فضل البعض إغلاق منشآتهم نتيجة الظروف الطارئة التي تمر بها البلاد حالياً، و أدت إلى تراجع النشاط السياحي بشكل ملحوظ نجمت عنه خسارة محققة لأصحاب المنشآت..
ولما كان هناك ما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية المترتبة على القطاع الخاص بوصفه شريكاً في عملية التنمية والذي تلقى دعماً بهذا القدر أو ذاك من إعفاءات ضريبية وتسهيلات وغيرها قدمتها الدولة في مراحل مختلفة نجد من يتساءل عن هذا الدور المفقود حالياً والذي يتجسد في تسريح العمال ومنح البعض منهم إجازات بلا أجر ريثما تنقضي الظروف الطارئة حالياً على البلاد نتيجة المؤامرة الخبيثة التي تحيق بنا وتكدر صفو العيش الهانئ والمشترك..
وبالحديث مع رئيس نقابة عمال السياحة والخدمات بدمشق جمال مؤذن قال إن القطاع السياحي هو أكثر القطاعات تضرراً مما يجري حالياً وحدثت إغلاقات لعدد من المنشآت السياحية فاستمرار تشغيلها صعب في ظل عدم ورود زبائن إليها ما يعني أن هناك خسارات في مصاريف الماء والكهرباء وأجور العمال وحتى المواد الأولية من أطعمة وأغذية تقدم في تلك المنشآت.
وعن دور النقابة أوضح مؤذن أن العمل جار حالياً لمتابعة هذه الحالات بحيث تتم معالجة المشكلة بشكل لا يكون على حساب العامل ولا حساب صاحب العمل، فالعمال المتعاقدون منذ سنوات يعطون إجازة إلى حين، لكون المنشأة مغلقة على أن يعودوا إلى العمل بعد زوال السبب القاهر الذي أدى إلى الإغلاق، أما العمال المؤقتون الذين لم يمض على وجودهم في المنشأة شهران أو ثلاثة أو حتى ستة أشهر فهؤلاء يتم صرفهم من العمل بشكل نهائي، ويمكن أن يعودوا إلى العمل إذا كان هناك حاجة لهم بعد زوال السبب.
وكشف مؤذن أن هناك حالات يتم التفاوض فيها مع العامل فمنهم من يقبل بالحصول على تعويض والبعض يقبل بالإجازة المؤقتة..
وبالنسبة للمنشآت التي لم تغلق بعد وبهدف تخفيف الأعباء عن صاحب العمل لضمان استمرار العمل في المنشأة وجدنا أن نخفض عدد الوجبات الغذائية للعامل في المنشأة، وتخفيض نسبة من الراتب بشكل مؤقت..
هذه الإجراءات وغيرها وبحسب مؤذن قد تساهم إلى حد بعيد في تقليل عدد المنشآت السياحية التي ستضطر للإغلاق للأسباب القاهرة التي تمر بها البلاد حالياً.
وللإنصاف نقول إن هناك عدداً من أصحاب المنشآت السياحية لم يلجأ حتى الآن لتسريح عماله وهناك من أعلن صراحة أنه لن يتخلى عن عماله وتحديداً في هذه الظروف التي تتطلب شعوراً بالمسؤولية والانتماء والالتزام بهؤلاء العمال الذي واظبوا على تشغيل المنشأة لسنوات، وهم الآن بأمس الحاجة للعمل، فكيف يتم التخلي عنهم لمجرد تأثر النشاط السياحي بأحداث يرى الكثيرون أنها منقضية ولن يبقى تأثيرها مستمراً على المدى الطويل..
محمود ديبو
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد