طلبات للهجرة إلى المريخ من دون عودة
ثمة نبأ سار لكل من ضاق ذرعاً بكوكب الأرض ولكل من يهوى المغامرة إلى أبعد من حدود الأرض والسماء. بطاقة ذهاب إلى المريخ من دون عودة. هذا ما أعلنته شركة «مارس وان» الهولندية، مفتتحة أمس الباب أمام طلبات الهجرة إلى المريخ، حيث ستقوم بإرسال الدفعة الأولى في العام 2023. وتستمر بذلك بمعدل دفعة واحدة كل عامين، لكن يتعيّن على الراغبين بالهجرة التقدم لملء استمارة طلب الالتحاق بدورات تأهيلية ليصبحوا رجال فضاء، بعد أن يستكملوا الشروط المطلوبة.
وحددت الشركة المؤهلات التي يتم قبول المتقدم على أساسها، حيث ينبغي أن يكون قد تخطى الثامنة عشرة من العمر، وأن يجتاز اختبارات الحالة الصحية والنفسية بنجاح، أن يتمتع بروح المثابرة للوصول إلى الهدف، أن ينصت لإرشادات مدربيه بعناية، أن يكون متصالحاً مع ذاته، وأن يكون على دراية تامة بأهدافه في الحياة، وأن يكون قادراً على التأقلم مع المتغيرات. بالإضافة إلى شرط يتعلّق بإمكانية عدم السماح لمن هم في علاقة بالسفر معاً، إذ إن الشريك على الأرض قد لا يكون، بحسب تشخيص أطباء، الشريك المناسب على المريخ. ومن المفترض أن يسمح للمشترك بأن يختار من بين 24 إلى 40 شخصاً من المجموعة شريكاً مناسباً.
وتستمر الجولة الأولى من تقديم الطلبات حتى نهاية شهر آب المقبل، وتصل تكلفة الطلب إلى 38 دولار أميركي.
ويقول إعلان الرحلة إلى المريخ إنه «من الآن فصاعداً لا نريد زيارة الكواكب فحسب، بل نسعى للاستقرار فيها.. وفي إطار بحثنا عن حياة أخرى في الكون، فقد بدأت الرحلة إلى المريخ من كوكب الأرض».
وتقوم الشركة باختيار الأعضاء بعد انتهاء فرز الطلبات، وبعد قبولهم سيخضع «المحظوظون» لتدريب وإعداد لهذه المهمة لمدة 8 سنوات قبل الانطلاق، فيما يجري حالياً تجهيز منازل ومواقع للتدريب لمن سيتم اختيارهم لـ«احتلال المريخ».
في هذه الأثناء، تخطط الشركة لإرسال مجسات ومسبارات للتحضير تكون محملة بإمدادات إلى الكوكب الأحمر في العام 2016. وبعد سنوات قليلة، سيتبع ذلك إرسال المجموعة الأولى من «المستعمرين» وتتكون من أربعة أشخاص.
وستقوم الشركة، وهي مؤسسة لا تبتغي الربح، بتمويل هذا المشروع الذي يكلف ستة مليارات دولار من خلال تلفزيون الواقع، حيث تخطط لتصوير وبث تلفزيوني لكل خطوة من المهمة وإشراك العالم بأسره منذ لحظات التحضير وحتى الانطلاق. وقد أعلنت المنظمة أنها تلقت 100 ألف رسالة لغاية الآن، من أكثر من 100 بلد.
السفير نقلاً (عن «واشنطن بوست»)
إضافة تعليق جديد