سعر ليتر البنزين يرتفع من 100 إلى 120 ليرة
بعد أن أخذ حيزاً واسعاً من الدراسة والنقاش المستفيض والدقيق في اجتماعات اللجنة الاقتصادية الحكومية، ومن ثم طرحه على جدول أعمال لجنة إعادة توزيع الدعم مؤخراً، أقر مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية أمس رفع سعر ليتر البنزين من 100 ليرة إلى 120 ليرة سورية.
و قال وزير النفط والثروة المعدنية المهندس سليمان العباس: لم تكن مادة البنزين مدعومة قبل الأزمة، ولطالما كانت تباع بسعر أعلى بقليل من سعر التكلفة سواء كان إنتاجها محلياً أو عن طريق الاستيراد، مشيراً إلى أنه عندما كان ليتر البنزين الواحد يباع بـ25 ليرة سورية كانت تكلفته بحدود 22 ليرة، وعندما أصبح سعره 40 ليرة كانت تكلفته أقل من 35 ليرة سورية بقليل.
ولفت الوزير العباس إلى أنه بعد تعديل سعر الصرف الرسمي للدولار (الذي كان قبل الأزمة 46.5 ليرة سورية للدولار الواحد) وهو حالياً بحوالي 146 ليرة سورية، وصلت تكلفة ليتر البنزين الواحد على خزينة الدولة إلى 124 ليرة سورية، «وهي طبعاً وفق سعر الصرف الرسمي ما يدل على أنه لا يزال مدعوماً ولو بمبلغ قليل يصل إلى 4 ليرات سورية لليتر الواحد».
وبيّن العباس أن أعباء الدعم التي تتحملها خزينة الدولة لا تزال في ازدياد وذلك مع تغير أسعار الصرف، «فالمازوت اليوم يدعم بـ85 ليرة سورية لليتر الواحد وذلك أيضاً وفق سعر الصرف الرسمي، وكذلك الأمر بالنسبة لأسطوانة الغاز التي تباع بـ1000 ليرة سورية في حين تصل تكلفتها على الخزينة بما يزيد على 1900 ليرة سورية.
وعن تأثير رفع سعر البنزين على المواطنين، أكد وزير النفط أنه لن يؤثر على الشريحة الواسعة من المواطنين، وإنما على الشريحة المتوسطة وما فوق، «ومن يملك سيارة باستطاعته تحمل هذا العبء، ولطالما كان المواطن السوري مشاركاً للدولة وللجيش العربي السوري في تحمل أعباء هذه المرحلة ومواجهتها في مختلف الظروف، علماً أنه في هذا الإجراء مساهمة من قبل الجميع للتخفيف من أعباء الدعم الذي وصلت أرقامه إلى مستويات غير مسبوقة، والتي لم يكن من الوارد تقديمها قبل الأزمة، ونعرف أن رفع سعر ليتر البنزين قد يشكل صدمة، ولكنه قرار اتخذته الحكومة لما فيه المصلحة العامة للجميع».
ورداً على سؤال حول نسبة إنتاج النفط في سورية في الوقت الراهن قال الوزير العباس: إن كامل كميات النفط المستخدمة في سورية مستوردة حالياً عبر الخط الائتماني الإيراني، علماً أن إنتاجنا المحلي لا يتجاوز 12 ألف برميل يومياً، وذلك بعد أن وصل قبل الأزمة إلى نحو 380 ألف برميل يومياً، «وهي نسبة لا تشكل أكثر من 3 بالمئة من نسبة الإنتاج قبل الأزمة الحرب التي تشن على سورية».
وأوضح العباس أن السبب الأساسي للتعامل مع دعم المشتقات هو أنه بعد 3 سنوات من الأزمة وانخفاض الإنتاج المحلي إلى حدود غير مسبوقة، وتأمين النفط عبر الاستيراد من الخارج وتكريره في المصافي المحلية لإنتاج المشتقات النفطية لتلبية احتياجات المواطنين، وصلنا في حقيقة الأمر إلى هذا الوضع.
«ومع معرفتنا بالأثر الكبير الذي تحمله كل من مادتي المازوت والغاز المنزلي والدعم الحكومي المتعلق بهما، فإن البنزين يبقى الأخف ضرراً على الشريحة الواسعة من المواطنين».
وعن احتمال رفع أسعار المازوت قريباً أكد الوزير العباس أنه على المدى المنظور لا يوجد أي حديث عن هذا الأمر بما في ذلك مادة الغاز المنزلي.
وختم بالقول: لقد درست الحكومة موضوع رفع سعر البنزين ملياً قبل الإقدام على هذه الخطوة ولكننا نؤكد أنه في النهاية هو قرار للمصلحة العامة.
يشار إلى أنه قبل الأزمة الحالية التي تمر بها سورية كان سعر ليتر البنزين 40 ليرة، ثم شهد عدة زيادات متتالية حيث ارتفع سعره أول مرة إلى 55 ثم 65 ثم 80 ثم 100 ليرة بداية تشرين الأول الماضي، إلى أن أعلنت الحكومة أمس قرارها برفعه إلى 120 ليرة سورية.
وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مساء أمس قراراً يقضي برفع سعر ليتر البنزين من 100 ليرة سورية إلى 120 ليرة سورية، موضحة في قرارها أن نسبة الزيادة بلغت 20 بالمئة ويبدأ تطبيقه بدءاً من اليوم الأربعاء.
وأكد مدير عام شركة محروقات المهندس محمود كرتلي أن لجاناً مشتركة بين وزارة التجارة الداخلية ووزارة النفط تقوم بعملية الجرد لجميع المحطات لقياس المخازين الموجودة في كل محطة وتقوم بتحديد الأسعار الجديدة لتقوم بعد ذلك بمحاسبة محطات الوقود على السعر الجديد 120 ليرة سورية لليتر الواحد.
حسان هاشم
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد