رقص الأسعار على الـ21 عيار
المادة الوحيدة التي تشهد انخفاضات متوالية في أسعارها في سوق سورية هي السيارات السياحية الجديدة.. فأية سيارة كانت تباع قبل عام بـ1.5 مليون ليرة تباع في هذه الفترة بمليون أو أكثر قليلاً، وأية سيارة جديدة تخرج من المعرض وينظم عقد بيعها الآن يمكن ان تفقد وبكل تأكيد مبلغ حوالي مئة ألف ليرة من ثمنها اذا أراد الشاري التخلص منها لأي سبب كان. أما بالنسبة لباقي السلع المستوردة فلا انخفاض على أسعارها.. وبالعودة إلى سبب انخفاض أسعار السيارات يمكن ذكر عدد من العوامل أولها انخفاض سعر صرف الدولار وضعف القدرة الشرائية للمستهلكين وكذلك الوصول إلى حالة قريبة من الاشباع في سوق سورية.. فعمد الوكلاء والتجار السوريون إلى البيع بالتقسيط المريح.. أما بالنسبة لتأثير انخفاض صرف الدولار وارتفاع الذهب فقد أدى ذلك إلى ارتفاع كبير ومتواصل في أسعار الأراضي الزراعية والمنظمة في كل المحافظات.. فالأراضي الجرداء في قرى ريف دمشق نشطت حركة مبيعها وانتقال ملكيتها فالدونم الواحد في بعض القرى النائية كان يباع قبل عامين بعشرة آلاف ليرة أصبح الآن بمئات الآلاف أما بالنسبة للقرى القريبة من العاصمة دمشق فالدونم الواحد قفز فوق عتبة العشرة ملايين ليرة حتى لو كان خارج المخطط التنظيمي أما بالنسبة لحركة مبيع المنازل فمازالت تشهد جموداً ملحوظاً.. يقابل انخفاض في وتائر البناء والتشييد يمكن ان نستدل عليه من أسعار الاسمنت الأسود إذ كان سعر الطن يوم أمس بـ«7600» ل.س والحديد المستورد بـ«33» ألف طن..
أيضاً بالنسبة لارتفاع قيمة ايجار المنازل فقد انخفض الطلب بشكل لافت على ايجار البيوت مما خفض بالتالي من قيمة الايجار...
الذهب ارتفع سعره خلال أقل من ستة أشهر بمقدار مئتي ألف ليرة للكيلو غرام الواحد عيار «21» فكان في حزيران الماضي بـ«9200» ل.س للغرام والآن ولليوم الرابع على التوالي يباع ب«1120» ل.س، أما سعر الذهب عيار «24» كما بيّن السيد جورج الصارجي رئيس جمعية الصاغة فهو «1285» ل.س للغرام الواحد وعيار الـ«22» يباع بـ«1178» وهو مخصص لليرات الذهبية ووزن الليرة الذهبية ثمانية غرامات وتباع بـ«9425» ل.س. وعن أسباب ارتفاع أسعار الذهب بشكل غير مسبوق قال السيد صارجي: إن تخفيض الفائدة على الدولار في أميركا وارتفاع أسعار النفظ بسبب التوترات الاقليمية والعالمية أسباب أساسية ليس في ارتفاع أسعار الذهب فحسب بل في أسباب ارتفاع كل المعادن.. فقد ارتفعت أسعار الحديد، النحاس، الألمنيوم، الفضة، الرصاص، البلاتين.. كما ان سعر أونصة الذهب ليوم أمس كان «832» دولاراً وبما يعادل «41» ألف ليرة سورية ووزن الأونصة 31 وربع غرام.
المختصون يعزون سبب الانخفاض المتواصل في قيمة صرف الدولار في سوق سورية اضافة للأسباب العالمية وجود عامل محلي وهو كثرة عرض الدولار الناتج عن حركة السياحة وتواجد الأشقاء العراقيين اللاجئين إلى سورية والهاربين من جحيم الاحتلال والغزو.
أيضاً شهد اليورو يوم أمس ارتفاعاً جديداً في قيمة صرفه اذ سجل 71.25 ل.س لكل يورو.
وبالعودة إلى أسعار السلع الأساسية نجد ان الفروج على حاله فالمشوي يباع بـ200 إلى 250ل.س ولحم الغنم العواس رغم استمرار التصدير فان اسعاره شبه ثابتة ولم يغادر عتبة الـ«550» ل.س لدى قصابي الحارات والأحياء في دمشق وفي الأسواق الشعبية يباع ب«400» ل.س، أما بالنسبة لموسم الحمضيات الحالي فيتوقع ان يمر بسلام كما حصل في العام الماضي بسبب تواجد عدد كبير من المستهلكين العراقيين على الأراضي السورية والتصدير النشط في مادة الحمضيات بكل أنواعها للعراق... قبل ثلاث سنوات تقريباً ولمدة زادت على «15» عاماً كان مزارعو الحمضيات يستغيثون في كل عام لانقاذ موسمهم من انهيار الاسعار الذي كان يحدث بسبب الفائض الكبير في العرض أمام طلب قليل.. لكن اللافت هذا العام عرض مادة التفاح الشتوي للأنواع الجيدة والممتازة بأسعار مرتفعة جداً 50 ـ 65 ل.س مع اننا مازلنا في بداية الموسم والمعروض لم يخرج من البرادات بل أتى من الحقول مباشرة.. أيضاً يشار إلى الارتفاع الكبير في أسعار كل أنواع الزيوت والسمون والاعلاف.. وتعود أسباب ارتفاع زيت الزيتون إلى قلة الانتاج بسبب المعاومة أما باقي أنواع الزيتون النباتية والسمون فارتفاعها له سبب دولي وكذا الاعلاف... البيض شهد انخفاضاً كبيراً في أسعاره بسبب وقف التصدير وأصحاب مزارع الدواجن والمربون يستغيثون لفتح باب التصدير لأنهم حالياً يبيعون ما ينتجون بأقل من الكلفة فصحن البيض وزن ألف غرام يبيعه المربي بـ95 ل.س من أرض المزرعة وتكلفته حوالي «135» ل.س والذي يعوض للمربين عن خسائرهم يتمثل بالتصدير علماً ان المربين تعهدوا سابقاً بعدم رفع سعر صحن البيض في السوق المحلية إلى أكثر من «135» ل.س.
أخيراً بيع الموز المستورد يوم أمس بـ40 ل.س وبالجملة بـ30 ل.س وباقي الخضر والفواكه أسعارها معقولة.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد