خطوات متسارعة لإعادة مدينة حلب إلى واجهة الاقتصاد في سوريا
تستمر وتيرة العمل بخطوات متسارعة لإعادة مدينة حلب، إلى مكانتها السابقة كواجهة للاقتصاد السوري، بعد أن غيبتها الحرب التي عاشتها عاصمة الشمال السوري على مدار ست سنوات.
عشرات من الصناعيين والمعنيين بالواقع الصناعي في مدينة حلب، اجتمعوا ظهر يوم السبت ضمن فعاليات الاجتماع السنوي للهيئة العامة لغرفة صناعة حلب، وقدموا الطروحات والمواضيع المتعلقة بالأزمة الصناعية في المدينة والتي بدأت تشهد انتعاشاً نسبياً في الواقع الاقتصادي مؤخراً وخاصة بعد طرد المجموعات المسلحة من أحيائها الشرقية قبل نحو عام ونصف.
وأوضح المهندس فارس الشهابي رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، رئيس غرفة صناعة حلب، خلال المؤتمر، بأن إمكانيات الصناعيين الحلبيين أصبحت محدودة جداً مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة، إلا أن محاولاتهم للعودة والنهوض باقتصاد مدينتهم التي تُشكّل عماد الاقتصاد السوري، لم تتوقف على مختلف الصعد، كاشفاً عن تشكيل هيئة استشارية تضم نخبة من الصناعيين إلى جانب نخبة من العقول العلمية التي تم الاستعانة بها من جامعة حلب.
وحذّر الشهابي من اتخاذ أي قرارات حكومية من شأنها المساس بالصناعة النسيجية التي تتميز بها مدينة حلب عن غيرها من المدن السورية، مشيراً إلى أن الصناعة النسيجية تُشكّل ما نسبته 60% من صناعات مدينة حلب، و50% من إجمالي الصناعات السوريّة، وطالب في حديثه باستكمال جميع الإجراءات من قبل الحكومة السورية بما يحمي هذه الصناعة التقليدية العريقة التي سينعكس تحسنها واستمرارها إيجاباً على الواقع الاقتصادي في البلاد.
وقدم عدد من الصناعيين رؤىً ومقترحات تهدف إلى تسريع خطوات تعافي الاقتصاد في مدينة حلب وخاصة على الصعيد الصناعي، مطالبين بتسهيل حركة التنقل للآليات التابعة للمعامل الواقعة في مناطق ما تزال تخضع لسيطرة المجموعات المسلحة في أرياف حلب، كما تضمنت مطالب صناعيي حلب من الحكومة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتسهيل عودة عمل المنشآت في منطقة “الليرمون” الصناعية شمال المدينة والتي كان الجيش السوري تمكن من تحريرها من المجموعات المسلحة قبل نحو عامين.
من جانبهم قدّم المعنيون الحكوميون بالواقع الصناعي، لمحة عن الخدمات التي تم تقديمها خلال العام الفائت بما يدعم صناعة حلب ويعيدها إلى مكانتها الطبيعية التي كانت عليها كعاصمة للاقتصاد السوري، وخاصة على صعيد توفير التيار الكهربائي وتوفير المرافق الخدمية على اختلاف أنواعها وخاصة للمدينة الصناعية في منطقة “الشيخ نجار”، وأكدوا أن الحكومة السورية تعمل من خلال قراراتها بخطىً متسارعة لتوفير كل الدعم للصناعة الحلبية على اختلاف الصعد الاقتصادية والأمنية والخدمية.
يشار إلى أن مدينة حلب كانت تعتبر العاصمة الاقتصادية الرئيسية للبلاد قبل بدء الأزمة في سورية عام 011/، لتشهد المدينة نتيجة الحرب التي وصلت إليها عام 2012 تراجعاً ملحوظاً أقصاها عن مكانتها في ظل الدمار الكبير والتخريب والسرقة التي تعرضت لها المنشآت الصناعية ما اضطر عدداً كبيراً من الصناعيين إلى مغادرة البلاد وفتح مشاريع صناعية صغيرة في عدد من دول الجوار.
سبوتنيك
إضافة تعليق جديد