حملة مصرية على الفوانيس الصينية تعيد رهجة الحرفة إلى الشباب

أطلق شباب مصريون في محافظة الإسكندرية مشروع «فوانيس رمضان»، الذي يهدف إلى تعليم الشباب حرفة صناعة الفوانيس بمواد وأدوات بسيطة، وذلك بهدف حماية هذا التقليد الرمضاني العريق من اندثاره على يد المنتج الصيني.
وتجلس إيمان وسط ألواح الورق المقوى والبلاستيك، فتقص الأوراق وتلصقها لتصنع فانوساً، وذلك ضمن ورشة العمل التي نظمتها مبادرة «أدوار» الشبابية.
وتعبر إيمان عن سعادتها بوجود إقبال كبير على هذه الفوانيس عبر الإنترنت، الأمر الذي يساهم في دعم المشروع مادياً، إذ يباع الفانوس بعشرين جنيهاً مصرياً، ما يساوي ثلاثة دولارات تقريبا.
من جهته يؤكد أحد المشاركين في الورشة، واسمه محمد، أن مبادرة «أدوار» قدمت هذا المشروع في وقت مهم وضروري، مشيراً إلى أنه يشعر بالخزي عندما يرى أن «الفوانيس التي تتخذ شكل دبابة ملونة بألوان العلم المصري لتعبر عن روح الثورة، هي للأسف صناعة غير مصرية».
وتوضح منسقة مبادرة «أدوار» الشبابية إنجي عبد العزيز، أن فكرة مشروع «فانوس رمضان» جاءت لتحفيز الشباب المصريين على تعلم هذه الحرف بمواد بسيطة حتى يكونوا منتجين في شهر رمضان. وتعتبر عبد العزيز أيضاً أن شكل الفانوس المتعارف عليه في التراث المصري بدأ بالاندثار، واتخذ أشكال بعض الشخصيات المشهورة.
وتؤكد عبد العزيز أن المشروع يهدف لإحياء التراث ودعم الاقتصاد المصري وتشجيع المنتج المحلي ، مشيرة إلى أن الجديد في هذه الفوانيس أنها تمزج بين الشكل التراثي والمعاصر. وتشير عبد العزيز إلى أن هناك إقبالاً كبيراً على ورش العمل. وحتى الآن تم تنظيم ثلاث ورش عمل شارك في كل منها 15 شخصاً، وسيتم تنظيم المزيد منها الأيام القليلة المقبلة.
وفي ما يتعلق بالتمويل، توضح عبد العزيز أنه ذاتي ويأتي من أعضاء المبادرة وبمساهمات بسيطة من المشتركين، إذ طلبوا من كل متدرب أن يحضر الخامات بنفسه أو يشترك في ثمنها معهم. وأماكن التدريب لم تكلفهم شيئاً، حيث أقاموا إحدى الورش في حديقة عامة، وأخرى في قاعة وفرها لهم معهد «غوته» الألماني في مقره في الإسكندرية كمساهمة منه في دعم المشروع. ويتم تسويق الفوانيس عبر الإنترنت، أو من خلال الاشتراك في معارض، أو عن طريق الدعاية الشفهية التي يقوم بها المشاركون في ورشة العمل.

(عن «دويتشي فيليه»)