تاريخ السحر والتنجيم

الجمل: كلمة سحر، هي المقابل العربي لكلمة (ماجيك) الغريبة، والتي تم اشتقاقها من الكلمة الفارسية القديمة (ماجوس أي مجوس)، وكان (ماجوس) راهباً في منطقة ميديا الفارسية، ومن أتباع (زرادشت)، وقد اشتهر بالتنجيم، وفي الفترة الإغريقية، أضحت كلمة (ماغوس) تستخدم كصفة لمن يشتغل بالأمور الغريبة الخارقة للعادة، ثم بعد ذلك تحرفت الكلمة، وأصبحت (ماجيكوس) الأكثر استخداماً في اللغة اللاتينية.
كان القدماء يميزون بين نوعين من السحر:
- السحر الأسود: ويهدف لإيقاع الأذى والضر بالآخرين.
- السحر الأبيض: ويهدف لتحقيق النفع والفائدة والنجاح.
قي بدايات القرون الوسطى كان للسحرة نفوذ كبير في أوروبا، وكانوا ينافسون رجال الدين، ولكن بعد تحالف رجال الدين مع زعماء الإمبراطورية الرومانية، وإصدار البابا مرسوم يعتبر فيه السحر ضمن الهرطقة، قامت الإمبراطورية الرومانية بقتل العديد من الأشخاص الذين كانوا يشتهرون بممارسة السحر، وتم حرقهم بتهمة الهرطقة بعد إدانتهم بوساطة محاكم التفتيش.
بعد ذلك انحسرت مزاولة السحر، وأصبحت ضمن الأنشطة السرية التي تحرمها الكنيسة والدولة، إلى أن جاء عصر النهضة حيث برز الاهتمام بالسحر، ولكن ليس بمزاولته وإنما بإعداد الدراسات عنه، ومن ثم اهتمت الكثير من الجامعات، لاسيما أقسام علم الاجتماع بدراسة ظاهرة السحر، وقد تم وضع الكثير من التحليلات الأكاديمية حول موضوع السحر، ونجحت هذه البحوث والدراسات في وضع وصياغة أطار نظري تحليلي لظاهرة السحر، على خلفية ارتباطها بالشعوب البدائية.
أما بالنسبة لعصرنا الحالي، فيمكننا القول أن ظاهر السحر لا تزال موجودة على الرغم من الرفض العالمي القاطع لصحتها، وهي أكثر انتشاراً في أوساط الشعوب البدائية التي تعيش في مناطق العالم النائية مثل الأدغال الإفريقية ومناطق جنوب شرق آسيا، وجزر جنوب الباسفيكي المعزولة، إضافة إلى بعض أدغال حوض الأمازون في أمريكا الجنوبية... وهناك انتشار للسحر أيضاً بين بعض الفئات السطحية التفكير، الموجودة في مناطق كثيرة، لاسيما المدن العربية، حيث يوجد الكثير ممن يهتم بظاهرة الأبراج وقراءة الكف.. وهذه الحالة التي بدأت تتفشى في البلدان العربية نراها بشكل كبير عند النساء ، باعتبارهن أكثر الفئات الاجتماعية التي تعاني من الإحباط في العالم العربي.

الجمل: قسم الترجمة
المصدر: سكيبديكوم