بوش ينتقد سورية ورايس تطالبها بـ«دور بناء»
قام الرئيس الأميركي جورج بوش بخطوة تخالف الموقف الذي عبر عنه البيت الأبيض ووزارة الخارجية منذ اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد فرنسوا الحاج بتجنب توجيه الاتهامات إلى سوريا، عندما زج اسم دمشق في البيان الصادر عنه، أمس، بمطالبتها والقوى اللبنانية المتحالفة معها بـ(وقف الترهيب الذي يمارسونه»، في حين أن وزيرة خارجيته كوندليسا رايس كانت تعبر عن أملها في أن تقوم سوريا بـ(دور بناء» في لبنان من خلال تشجيع حلفائها على السماح بإجراء الانتخابات الرئاسية.
وأدان بوش، أمس، «بشدة» اغتيال العميد الحاج، الذي يعد «الاغتيال السياسي أو محاولات الاغتيال الـ,12 التي عانى منها لبنان منذ تشرين الأول 2004»، مشيراً إلى أن الحاج «مثل الضحايا الذين سبقوه»، كان «داعماً لاستقلال لبنان ومعارضاً للتدخل السوري في شؤون لبنان الداخلية».
واعتبر الرئيس الأميركي أن «هذا الهجوم يأتي في وقت يسعى فيه لبنان إلى اختيار رئيس جديد.. بطريقة ديموقراطية وبما يتوافق مع دستوره» داعياً «النظام السوري وحلفاءه إلى وقف التدخل الذي يمارسونه، بهدف ترهيب اللبنانيين.. الذين يستحقون فرصة اختيار قادتهم بحرية ومن دون خوف».
و(ذكّر» هذا العمل «الإرهابي» بوش، كما قال، بـ(أهمية المحكمة الدولية التي أنشأها مجلس الأمن مؤخراً، وبضرورة ضمان أن تكون هذه المحكمة ممولة بالكامل وقادرة على البدء بعملياتها في أقرب وقت ممكن، لكي تبدأ بمحاكمة المسؤولين عن حملة الإجرام المنظم ضد أكثر الوطنيين اللبنانيين حماسةً.. علينا جميعاً العمل معاً من أجل دعم لبنان مستقل وديموقراطي».
ودعا بوش «المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة اللبنانية في جهودها لجلب مرتكبي هذه الهجمات الوحشيــة إلى العـدالة، والوقوف إلى جانب اللبنانيين الذين يواصلون الكفاح من أجل حماية حريتهم وسيادتهم وديموقراطيتهم»، مؤكداً أن بلاده «تدعم جهود الحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطياً، والجيش اللبناني في الحفاظ على سيادة لبنان واستقراره، قبل الانتخابات الرئاسية».
من جهتها، دافعت رايس، في حديث لوكالة «اسوشييتد برس» عن «حكومة (فؤاد) السنيورة» بالتأكيد على أنها «تواصل عملها و«لكنها» تحتاج لرئيس.. يدافع عن سيادة لبنان، ويتعايش مع التزامات لبنان الدولية»، مشيرةً إلى أنه «يبدو أن هناك مرشحاً محتملاً، مساومةً متاحة»، ولكن «من المهم جداً أن يتمكن «اللبنانيون» من انتخاب رئيس.. والقيام بذلك في البرلمان»، داعيةً «سوريا وكل جيران لبنان أن يقوموا بدور بناء وأن يشجعوا كل حلفائهم على السماح لهذا الانتخاب أن يتم، أو بالأحرى، ألا يتدخلوا به».
وأضافت وزيرة الخارجية الاميركية أن «الوقت «الراهن» هو اختبار للبنان.. وأيضاً اختبار لجيران لبنان، بما في ذلك سوريا»، مشيرةً إلى أنها اتصلت، أمس الأول، برئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الذي وصفته بأنه رجل «مصمم جداً»، وأدانت الاغتيال «المروع» للعميد الحاج، الذي «كان بالطبع وطنياً، ومن المحق القول إن الجيش اللبناني يصبح أكثر فأكثر مؤسسة وحدة وطنية، وبالتالي فمن المهم جداً التسليم بأن الاعتداء.. ضده وضد الجيش، هو فعلاً اعتداء ضد كل لبنان واللبنانيين».
ورداً على سؤال حول مَن اغتال الحاج، أجابت رايس «لا أعرف، ولا أريد القيام باتهامات بشأن أمر حدث حديثاً. ولكن يبدو أن هناك جهداً جديداً من اجل ترهيب اللبنانيين، أثناء محاولتهم ممارسة العمليات السياسية العادية».
أما المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك فقد قال إن رايس تؤيد «الجهود التي تبذلها الأكثرية النيابية في لبنان للتوصل إلى حل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية»، واصفاً اغتيال العميد الحاج بأنه «مفاجئ، لأنه لم يسجل خلال السنوات الماضية، اعتداء على مسؤول كبير في الجيش».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد