النسيان الموقت: حين تذهب الذاكرة في «عطلة»!

قد تصاب الذاكرة القصيرة المدى بالاضطراب لعدّة ساعات، وهذا ما يسميه الأطباء بالنسيان الشامل العابر، أو فقدان الذاكرة الشامل العابر.
وهذا النسيان العابر أو المؤقت يكون محدوداً زمنياً، وقد يستمر إلى 24 ساعة، ويصاب به ثلاثة إلى أربعة أشخاص من كل مئة ألف شخص سنوياً.
وتتراوح أعمار معظم المصابين بهذا المرض بين 50 و70 عاماً، وتحدث هذه الظاهرة مرة واحدة فقط لمعظم الذين يصابون بها.
وفي الحالة الحادّة، لا يستطيع المصابون بفقدان الذاكرة العابر الاحتفاظ لأكثر من ثلاث دقائق بمعلومات الذاكرة القصيرة المدى، فيما تبقى ذاكرتهم الطويلة المدى سليمة. ولا ينسى المصابون بفقدان الذاكرة العابر مَن هم، بل يعرفون هويّتهم أثناء الإصابة، لكنهم كثيراً ما ينسون موقعهم الجغرافي الحالي الذين يوجدون فيه، ولا يتذكرون كيف وصلوا إليه، وكثيراً ما يطرحون أسئلة حول بيئتهم المحيطة، أو الحالة الراهنة التي يكونون فيها.
لكن المصاب بالنسيان المؤقت، لا يفقد ما يسمى بالذاكرة الإجرائية المتعلقة بالقدرات المتعلَّمة، مثل قيادة السيارات أو الاتصال بالهاتف أو الطبخ أو لعب الورق. كما أنَّ قدرته على الاهتمام بالأمور تبقى سليمة، كما يبقى واعياً ومحافظاً على قدرته على التواصل مع الآخرين.
كما لا تزيد الإصابة بالنسيان العابر من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية.
ويعتبر فقدان الذاكرة المؤقت مرضاً حميداً غير خبيث، إلّا أنَّه نظراً لندرة حدوثه، ليست هناك حاجة لعلاجه بالأدوية والعقاقير.
أما متلازمة فقدان الذاكرة أو «النساوة»، فتتسم بعدم التذكر اليومي للحقائق وأحداث الماضي وتجاربه ومعلوماته، وهي ظاهرة نسيان غير مؤقتة بخلاف فقدان الذاكرة العابر.
يشار إلى أنَّ متلازمة فقدان الذاكرة تختلف عن الخرف، فالأخير يتضمن فقدان الذاكرة ويترافق كذلك باضطرابات إدراكية، وفق موسوعات طبية.
ويمكن القول إن الذاكرة «تذهب في عطلة» أو تقوم بـ «إضراب عن العمل» أثناء النسيان المؤقت.
ويستمر فقدان الذاكرة العابر أو النسيان المؤقت من ساعة إلى 24 ساعة، وفي المتوسط من ست إلى ثماني ساعات، ولا يستطيع المصاب بالنسيان العابر الاحتفاظ بالمعلومات إلّا بين 30 و180 ثانية فقط، ويفقد قدرته على إدراك الزمان والمكان والحالة، ويكون تذكر الأحداث الفائتة القريبة، أصعب لديه من تذكر الأحداث الماضية البعيدة.

 («دويتشه فيلله»)