المستشفيات الآمنة لصحة عامة سليمة
في حالات الطوارئ الكبرى والكوارث فقدت المستشفيات في بعض البلدان نحو 50% من قدراتها، جرى ذلك وقت كانت بأمسّ الحاجة إلى أعلى درجات الفاعلية والجهوزية من أجل إنقاذ حياة عشرات الآلاف من الضحايا. هذا ما ورد في البيان الذي أصدرته منظّمة الصحّة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للصحّة لعام 2009.
هدف «الاحتفال» الإضاءة على المشاكل الصحية العالمية ونقاط الضعف التي يعانيها قطاع الخدمات الصحّية في العالم. وتهدف المنظّمة في عملها إلى توحيد نوعيّة الخدمات الصحيّة في العالم، ورفعها إلى أعلى درجة ممكنة من الجودة. بدأ هذا الأمر منذ عام 1950 أي بعد تأسيس المنظّمة بعامين. حدّدت المنظمة مفهوماً ينص على أن « الصحّة الجّيدة هي حالة من اكتمال الصحّة البدنية والعقلية والاجتماعية ولا تعني فقط انعدام المرض أو العجز». عنوان اليوم العالمي للصحّة لعام 2009 هو «المستشفيات الآمنة تنقذ الأرواح أثناء الطوارئ» وهدفه «مأمونية المرافق الصحّية وجهوزية الأشخاص المكلّفين تقديم الرعاية وخدمات العلاج إلى المتضرّرين من الحالات الطارئة». ترى المنظّمة أن المراكز الصحّية والعاملين فيها هم الأداة الأساسية والحيوية بالنسبة إلى الفئات الاجتماعية المتوسطة الدخل والفقيرة أثناء حالات الطوارئ. وتمثّل هذه المراكز والقوى العاملة حجر الزاوية في توفير الرعاية الصحّية في المجتمعات المحلّية لذا من الضروري أن تكون قادرة على الاستمرار في أداء هذه المهمّة إبّان الطوارئ. من أهمّ هذه الخدمات تلك الخاصة بالولادة، وعمليات التمنيع وتوفير الرعاية الضرورية للمصابين بأمراض مزمنة. لكن الواقع يُظهر أن هذه الهيئات والمؤسّسات تعجز في معظم الأحيان عن الاستمرار في تأدية وظيفتها أثناء الطوارئ، وذلك بسبب هشاشة بنيتها التحتية وعدم جهوزية طاقمها البشري. هذا الأمر يؤدّي إلى عواقب مباشرة وعلى المدى الطويل في ميدان الصحّة العامة. سوف تسعى منظّمة الصحّة العالمية والمنظّمات والهيئات الدولية الشريكة خلال هذا العام إلى إبراز أهمية الاستثمار في البنية التحتية للخدمات الصحّية على اختلافها كي تضمن صمودها أمام الأخطار وقدرتها على الاستمرار في توفير الخدمات لذوي الاحتياجات العاجلة، وستقوم الهيئات المختلفة بحثّ المرافق الصحّية على تنفيذ ما يلزم من إجراءات من أجل الاستجابة لمقتضيات الطوارئ والكوارث مثل الحرائق والزلازل والفيضانات وغيرها وضمان استمرارية خدمات الرعاية التي تقدّمها في محيطها المباشر. يؤكّد بيان المنظّمة أن انهيار أي مستشفى أو توقّفه عن أداء مهمّته يسهم في زهق الأرواح مثل الكوارث كما أن تعطيل الخدمات الروتينية فيه قد يكون مميتاً لمن هم بحاجة إليها. الصرخة المدوّية العامة التي ظهرت في بعض الحالات تعود إلى الشكوك المبرّرة في انتهاك قوانين الأبنية عند تشييد المستشفيات في الكثير من البلدان في العالم.
يلفت بيان المنظّمة إلى الكلفة الضرورية لبناء المستشفيات المستوفية شروط السلامة أو من أجل تأهيل المستشفيات القائمة وهي ليست كلفة كبيرة.
غادة دندش
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد