العلماء يكشفون مفتاح التنبؤ بمصير النجوم
اكتشف علماء الفلك ما يعتقدون أنه مفتاح التنبؤ بمصير نجم ما.
فالنجم الذي ليس له كتلة كافية لا يشع أبدا، وبالتالي "يموت" قبل النجوم الأكبر كتلة بملايين السنين.
لكن العلماء لم يتمكنوا من قياس حد الكتلة الأدنى بدقة، لأن أخف النجوم التي تلمع في أعماق الفضاء ربما يكون بصيص نورها الظاهر لمراقيب العلماء أقل من كاف للتحقق من تلك المعلومة.
لكن الآن باتت الصور الجديدة التي يحصلون عليها تمكنهم لأول مرة من معرفة مدى الحجم الذي ينبغي للنجم أن يكون عليه حتى يتجنب الفناء مبكرا.
وقد شاهد العلماء صورا جديدة عالية الجودة لبعض أضعف النجوم توهجا في مجرتنا درب التبانة.
وهذه النجوم تدور حول محور المجرة بشكل كوكبة شديدة التقارب من بعضها.
ويشبه العلماء نور تلك النجوم الذي تمكنوا من رؤيته بنور شمعة على القمر بالنسبة لشخص ينظر إليها من الأرض.
ولم يتمكن العلماء من اكتشاف نجوم ذات ضوء أضعف من تلك التي اكتشفوها، مما حملهم على الاعتقاد أنه لا وجود لنجوم بنور أضعف مما اكتشفوه.
وتجيب الصور الجديدة أخيرا على واحد من الأسئلة الفلكية التي طالما شغلت عقول العلماء.
فبحساب كتلة أضعف أقدم النجوم إشراقا، يمكن للعلماء أن يحددوا الحد الأدنى للكتلة الضرورية لنجم ما حتى يبقى موجودا ولا يموت قبل أوانه.
تقريبا كل شيء يحدد مصير نجم ما تحدده كتلة السحابة الغازية التي تشكل منها ذلك النجم.
فالجاذبية تسحب الغاز على شكل كرة أو نجم أولي، ومع ازدياد حجم النجم يصبح مركزه مرتفع الحرارة بشكل مخيف.
وبالنسبة للنجوم الأولية الأكبر حجما تصبح الحرارة مرتفعة جدا بحيث يبدأ الهيدروجين بالاحتراق بالاندماج وبالتالي تبدأ النجوم بالإشعاع. وهذه النجوم قادرة على البقاء على هذه الحال لملايين السنين، لأن حرارتها ذاتية التعويض، حتى أن بعضها يستطيع أن يعمر أكثر من فترة العمر المقدرة لبقاء الكون، وبالتالي فإنها تبقى للأبد.
أما النجم الأصغر فلا يتمكن من البقاء حتى هذه المرحلة، حيث لا تكتسب نواته الحرارة الكافية لاحتراق الهيدروجين بالاندماج، وبالتالي لا تتوهج كما يجب لها، وسرعان ما تتوقف عن التقلص وتحول إلى نجوم قزمة بنية أو كواكب عملاقة.
أما الإجابة التي كان ينتظرها العلماء لمعرفة الحد الأدنى لكتلة نجم ما ليبقى فهي أنها تساوي 8.3% من كتلة الشمس، وهو ما يعني أن النجوم ذات الكتلة الأقل محكوم عليها بالتحول إلى نجوم قزمة بنية أو كواكب عملاقة.
ومما قدمته الصور الجديدة للعلماء سجل رائع لموت نجم ما.
فالنجوم الكبيرة التي تذوي حرارتها بشكل أسرع يمكن أن تتحول إلى أقزام بيضاء، وهذه توقع الفلكيون أنها تتحول إلى اللون الأزرق مع قرب فنائها.
وتقدم الاكتشافات الجديدة أول صور لهذا التغير اللوني المميز مما يؤكد توقعات العلماء السابقة.
وهذه النجوم العملاقة البيضاء القزمة والتي لم تشاهد من قبل هي من بين أقدم نجوم الكون. وبناء على ما توصل إليه العلماء بات بمقدورهم إعادة تصحيح تقديراتهم لعمر الكون ونجومه.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد