الصراع على المال يقضي على السعادة الزوجية

20-01-2007

الصراع على المال يقضي على السعادة الزوجية

 يلعب المال دوراً هاماً في حياة الأسرة, خاصة إذا كانت أسرة من ذوات الدخل المحدود- فالموظف مثلاً سرعان ما ينفذ راتبه وتعيش أسرته في حالة من التوهان حتى آخر الشهر, ولأن زماننا عصر المادة والانفتاح والتكنولوجيا إذن لا بد للزوج أن يسعى ليوفر كل متطلبات العصر لزوجته وأولاده فتندلع الاشتباكات.‏

السيدة عبلة جبر ربة منزل تقول:‏  أنا وزوجي متفقان في أغلب تفاصيل حياتنا الزوجية, لكن يظل المال هو الحالة الوحيدة التي نختلف حولها, هو موظف درجة أولى ويعمل من الصباح حتى الرابعة بعد الظهر بعدها يبقى في البيت دون عمل, أطالبه وألح عليه أن يذهب للبحث عن عمل إضافي فيرفض وبشدة وعذره أنه متعب ولا يستطيع, وفي كل مرة ينشب بيننا خلاف حول هذا الأمر فراتبه لا يكفي عشرة أيام من الشهر وبعدها نستدين لنكمل باقي الشهر.‏

السيدة نورا رمحي تقول:‏ أنا وزوجي موظفان ولدينا أربعة أولاد راتبنا معاً لايكفي وأحاول جاهدة أن أكتفي بالضروريات ومع ذلك عندما يأتي نصف الشهر يكون رصيدنا معاً صفراً وتبدأ المشكلات هو يتهمني بالإسراف وأنا أتهمه بالعجز عن الوفاء بمتطلبات الأولاد.‏

السيد علي العمري مدير يقول:‏  المتاعب الزوجية أغلبها تأتي من طلبات الزوجة التي تنظر عادة إلى مالدى صديقاتها وتطلب من زوجها توفيره لها, بينما قد لا يساعد المستوى المادي في تحقيق طلباتها, أنا أختلف مع زوجتي فقد حين تطلب مني شيئاً أمام الأولاد لأني لا أحب أن يشعروا أني عاجز عن تحقيق ما يرغبون به, وآخر طلباتها أنها تريد تغيير البراد القديم, واستبداله بحديث, وأعادت هذا الأمر مرات ومرات عندها غضبت وتوترت لكن لثوان وخرجت من البيت وعدت وكأن شيئاً لم يكن.‏

السيدة زينب محمود تقول:‏  أنا أعاني من حمى التسوق أذهب إلى السوق حتى أصرف كل ما في جيبي, أعود إلى البيت وأنا نادمة, حاولت كثيراً أن أغير عادتي لكني لم أستطع وفي كل مرة اذهب فيها إلى السوق يبدأ زوجي بتوجيه المحاضرات لي وبفارق بيني وبين نساء أخريات أقل مني في المستوى المادي لكنهن ناجحات في التوفير, وبما أن هذه النوعية من الأحاديث لا تروق لي فإنها تتحول تلقائياً إلى شجار.‏

السيد عبد الحميد المصري بائع يقول:‏  منذ أن كبر أولادي زادت معاناتي, فأنا أريد أن أوفر لهم الحياة الكريمة والمستقبل الوردي, لكني مع الأسف ورغم أنني أنهك نفسي في العمل صباحاً ومساءً , لاأستطيع توفير ما يريدون فمتطلبات هذا العصر أكثر بكثير مما كنا عليه في السابق, الطالب أصبح يرى صديقه ومعه الموبايل وعنده الكمبيوتر والمال, ويريد أن يقلده أحاول وزوجتي تعليمهم القناعة والرضا لكني أحياناً كثيرة أشعر بالاختناق فأنفجر غاضباً من أي سبب تافه لأفرغ شحنات بداخلي تكاد تحرقني.‏

في اعتقادي أن القناعة والرضا هما سر السعادة وبغيرهما يشقى الإنسان لما في يد غيره, ويشقى الإنسان جرياً وراء ما لا يقدر عليه ويشقى برزق قد قدره الله عليه وتصبح قطعة السكر في فمه حراً علقماً ويصبح النور في عينيه ظلاماً, ويصبح ليله عذاباً وأرقاً, فكم من الناس البسطاء الذين نقابلهم في حياتنا ورغم أنهم لا يملكون نصف ما نملك إلا أن الابتسامة لا تفارق شفاههم, فمولود الحرير ليس دائماً أسعد الناس ومولود الخشونة ليس دائماً تعيس ا لدنيا, وما قد نراه من بعيد شيئاً يبعث على السعادة قد يكون في حقيقته سبباً جوهرياً للتعاسة, المال يشتري أشياء وأشياء كلها مادية, لكنه يعجز عن شراء ثانية من نوم هادىء عميق أو ضحكة صافية أو حب حقيقي. .‏

بثينة النونو

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...