السلاح الكيميائي يصول ويجول في إدلب
شهدت محافظة إدلب في الآونة الأخيرة تحركات نشطة لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، تتضمن نقل شحنات مواد كيميائية وتسليمها إلى مقاتلي “الحزب الإسلامي التركستاني” وسط إجراءات أمنية مشددة. تحركات التنظيم الإرهابي تزامنت مع نشاط غير مسبوق لتنظيم “الخوذ البيضاء” في المنطقة وخاصة في الأيام الأخيرة، ما يشير إلى احتمال تكرار مسرحية “المجازر الكيميائية” التي درجت المجموعات الإرهابية المسلحة عرضها واتهام الجيش السوري بارتكابها، في أي منطقة يتحضر الأخير لخوض معركة تحريرها من الإرهاب.
وفيما يبدو أنه تحضير لعرض المسرحية الكيميائية ذاتها “بنسختها الإدلبية”، أكدت مصادر محلية متعددة في محافظة إدلب لوكالة “سبوتنيك” الروسية أن مسلحي “النصرة”، قاموا مساء السبت الماضي، بنقل شاحنتين محملتين ببراميل من أحد المعامل المتخصصة بإعادة تصنيع الكلور في محيط بلدة أطمة الواقعة على الحدود السورية-التركية، وذلك تحت حراسة أمنية مشددة من قبل مسلحي الهيئة الذين قطعوا الطريق العام “أريحا – إدلب” لمدة ساعتين وحولوه إلى مسار آخر بعيدا عن مسار الشاحنتين اللتين توجهتا إلى بلدة أريحا جنوبي إدلب.
وأفادت المصادر أن مسلحين يتبعون لـ”الحزب الإسلامي التركستاني” استلموا الشاحنتين ونقلوهما بما تحملان من براميل باتجاه مستوطناتهم التي خصصتها لهم تركيا في منطقة جسر الشغور قرب الحدود التركية والمتاخمة لريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وأشارت المصادر إلى أن تحركات مكثفة ونشاطًا غير اعتيادي يقوم به في الأيام الأخيرة عناصر من جماعة “الخوذ البيضاء” بمناطق مختلفة من محافظة إدلب تمتد بين مثلث الحدود التركية وبين منطقة جسر الشغور وصولا إلى الحدود الإدارية مع اللاذقية غربا.
ووقع منتصف شهر تموز/يوليو الماضي انفجار في معمل ببلدة اطمة عند الحدود السورية التركية بمحافظة إدلب، يختص بإعادة تصنيع مادة الكلور ويحوي براميل من الكلور ومواد كيميائية أخرى، وأسفر الانفجار عن مقتل أكثر من ستة فنيين أجانب تابعين لـ”الجبهة”، حيث قضوا اختناقا بمادة الكلور.
وكانت مصادر محلية في منطقة الانفجار أكدت للوكالة أن المعمل المذكور يقوم بإعادة تصنيع مادة الكلور التي يحوي على براميل منها، إضافة إلى مواد كيميائية أخرى، ويعمل داخله عدد من الفنيين الأجانب الذين أتوا عام 2015 إلى البلدة، مشيرة إلى أن سيارات مغلقة متوسطة الحجم تقوم بشكل أسبوعي بنقل البراميل ليلا إلى المعمل وتحت حراسة مشددة من قبل مسلحي الجبهة، وتعاود نقل براميل مختلفة من المعمل إلى مكان مجهول تحت حراسة ليلية مشددة، موضحة أنه لحظة الانفجار الذي ضرب المعمل تصاعدت ألسنة من النيران الكثيفة غير الطبيعية، مع انتشار رائحة الكلور في محيط المعمل، حيث تبين لاحقا أن الانفجار وقع في القسم الذي يحوي براميل الكلور فقط.
المصدر: موقع العهد
إضافة تعليق جديد