الدولار لم يعد مغرياً للسوريين
لم يعد الدولار يقنع السوريين. فلا تدخلات البنك المركزي ولا طرح كميات جديدة من هذه العملة الصعبة تلفتهم، حتى إن بعض من حوّل أمواله من الليرة إلى الدولار بات يفكر بإعادة أمواله إلى العملة الوطنية، خوفاً من استمرار تراجع قيمة الأخضر الأميركي.
البنك السوري المركزي تحدث منذ نحو أسبوع عن الاستعداد لجلسة بيع جديدة لشركات الصيرفة المرخصة، وحدد سقفاً لذلك وصل إلى 20 مليون دولار، وإن سبق هذا الإعلان حالة من الهبوط لسعر الصرف، لكن حركة البيع بقيت محدودة في السوق الداخلي، حسب ما أكد مراقبون. وبقيت على هذه الوتيرة بعد عملية البيع التي نفذها «المركزي»، أول من أمس. حتى إن الكمية المبيعة لم تكن مهمة بسبب اكتفاء شركات الصيرفة، وامتلاكها لاحتياط وافٍ لم يجد بعد من يشتريه وفق ما أكد أحد المصادر، مرجعاً السبب إلى تزامن عملية البيع هذه مع فترة الأعياد وما رافقها من حركة حوالات كبيرة دخلت إلى سوريا من المقيمين خارجاً، ما سبب وفراً في هذه العملة وانتفاءً لرغبة الشراء من قبل المواطنين.ويرى أحد المحللين الاقتصاديين أنّ حالة الاستقرار في سعر الصرف التي عرفتها السوق المحلية منذ نحو أربعة أشهر، عزّزت ثقة الناس بالبنك المركزي وبقدرته على حماية الليرة وعلى التدخل عند الضرورة، الأمر الذي قلل من اهتمام الناس بشراء الدولار. وأضيف إلى هذا الأمر الاستقرار النسبي للوضع الأمني واتجاه العديد من الناس للبحث عن فرص عمل داخلية، حتى لو كانت على مستوى بسيط واستثمار أموالهم في هذه الأعمال، بدلاً من تحويلها إلى الدولار.
ويشير المحلل إلى أنّ شراء الدولار في السابق سببه عدم الثقة بالسلطة النقدية المحلية، التي تحسنت صورتها أخيراً، وسببه أيضاً التصريحات المتضاربة للمسؤولين السوريين، التي تحدثت كل منها عن سعر للدولار مرجو دون اعتماد استراتيجيات واضحة.
وأمس سجّل الدولار في سوق دمشق سعر 175 للمبيع و171 للشراء، مرتفعاً قليلاً عن السعر الأخير الذي باع بموجبه «المركزي» لشركات الصيرفة؛ إذ باع يومها (الثلاثاء) بـ165 ليرة للشركات، على أن يُباع للمواطنين بسعر 166.65 ليرة. وكان قد أنهى في السابع من الشهر الجاري اجتماعاً للتدخل في السوق لبيع شركات الصيرفة الدولار، حيث بيع الدولار الواحد من قبل «المركزي» للشركات بسعر 166.32 ليرة، على أن يُباع للمواطنين بسعر 168 ليرة، بسقف 500 دولار للشخص الواحد، وبشرط إحضار الهوية الشخصية، وسند إقامة مصدّق أو فاتورة كهرباء أو ماء أو هاتف جديدة.
مودة بحاح
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد