الأميركي الأخير في دمشق: القصّة الكاملة بدقيقة واحدة
نشر مشروع AJ+ التابع لشبكة «الجزيرة» تقريراً حول آخر مواطن أميركي يعيش حاليًّا في دمشق، بحسب ما يعرّف عن نفسه. حظي التقرير بردود فعل واسعة على مواقع التواصل، كونه بسيطا ويروي حكاية فريدة عن الحرب في سوريا. حكايةٌ خالية من الدماء، مليئة بالعواطف، بطلها شخص يحمل الجنسية الأميركية.
دقيقة واحدة فقط هي مدة تقرير «الأميركي الأخير في دمشق»، رغم ذلك، ألمَّ بكل جوانب حكاية توماس ويبر الذي قدم إلى سوريا قبل أكثر من أربعة عقود فعشقها، وتزوج بسوريّة، رافضاً العودة إلى بلاده مع اندلاع الحرب. اختار البقاء في دمشق، وحجز لنفسه مدفنًا فيها، رغم إجلاء الولايات المتحدة لجميع رعاياها من سوريا بعد اندلاع الحرب.
وكالة «أسوشيتد برس» الأميركيّة وزّعت قبل نحو ثلاثة أيام تقريرا حول الرجل، أعادت AJ+ «منتجته» ونشره عبر حساباتها على مواقع التواصل التي بينت تحقيقه مشاهدات عالية، إضافة إلى نحو 4 آلاف مشاركة على موقع «فيسبوك».
يقول الأميركي الأخير في دمشق خلال التقرير: «من المستحيل أن أغادر هذا البلد، عليهم أن يحملوني مجبراً»، ويضيف: «أريد أن أدفن هنا، حصلت مسبقاً على مكاني»، ويؤكد «لن أغادر سوريا حتى لو كان ذلك يعني موتي». تتنقل الكاميرا في شوارع دمشق وتلتقط تفاصيل حياة ويبر، وتتبعه إلى صفّه، حيث يدرّس مادّة العلوم باللغة الانكليزيّة لطلاب في مدرسة أميركيّة.
يروي توماس خلال اللقاء بعض التغيرات التي طرأت على حياته إثر اندلاع الحرب؛ «عليّ اتخاذ إجراءات وقائية مضاعفة كوني أميركياً، فمثلاً علينا أن نقوم بفحص السيارة بشكل دائم ومضاعف خوفاً من وضع عبوة ناسفة تحتها، أفحصها بهدوء تام كل مرة قبل قيادتها».
أسقطت AJ+ بعض المعلومات من التقرير الذي وزعته الوكالة الأميركية، رغم ذلك ظهر متماسكاً، فاستطاع خلال دقيقة واحدة أن يعطي معلومات شبه وافية عن الشخصية، وأن يمسّ مشاعر المتلقّي، ما يجعله مثالاً نموذجيًّا عن التقرير الناجح ذي الموضوع الجيد والمحتوى المتكامل.
في تقرير الوكالة الأميركية نكتشف أنّ ويبر اعتنق الديانة الإسلامية، وأن لديه من زوجته السورية 3 أبناء و11 حفيداً يعيشون في مناطق مختلفة من العالم.
بعد السرد السريع والمتكامل لحكاية ويبر، انتقلت AJ+ للحديث عن ضحايا الحرب ضمن سياق منطقي يدعم الفكرة المركزية للتقرير، فأوردت أن «250 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية»، وأشارت إلى «الهدنة» التي خففت من وطأة الحرب في دمشق.
بدأ هذا النوع من التقارير القصيرة ينتشر على مواقع التواصل، كبديل عن التقارير المطوّلة. تعتمد تلك الأشرطة القصيرة على تقديم فكرة مترابطة ومتكاملة، بشكل مركز وسريع، يتوافق مع طبيعة محتوى السـوشل ميـديا، ما يجعلها تصل إلى أوسع شريحة ممكنة من المشـاهدين، من دون أن تسبب الملل.
نينار الخطيب
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد