الأسد: مكافحة الإرهاب والمصالحات ثم الحوار
اتفق الرئيس بشار الأسد والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، على ضرورة مكافحة الإرهاب. وفي حين اعتبر الأسد أن التقدم في هذا المجال سيسهم في دعم المصالحات لتشكل نقطة انطلاق نحو حوار سوري ـ سوري شامل، فان دي ميستورا أكد ضرورة أن تسير عملية محاربة الإرهاب والمسار السياسي بالتوازي.
في هذا الوقت، حقق الجيش السوري إنجازاً عسكريا نوعيا في ريف حماه، عبر طرده عناصر «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» من بلدة حلفايا، القريبة من بلدة محردة، ذات الغالبية المسيحية، وذلك بعد أيام من سيطرته على بلدة بطيش في الريف الغربي، والتي كانت تعتبر مركز الثقل الرئيسي للمجموعات المسلحة في الريف الحموي.
يذكر أن «النصرة» كانت أعلنت، في آب الماضي، عن حشد 1500 مقاتل في حلفايا والمنطقة الواقعة بينها وبين محردة، لما أسمته عملية «تحرير محردة».
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين القوات السورية ومسلحي «جبهة النصرة» في القنيطرة، أفرجت الجبهة عن 45 جنديا فيجيا ضمن قوات الأمم المتحدة في الجولان السوري المحتل (الاندوف).
وأعرب الرئيس الأسد، خلال لقائه دي ميستورا في دمشق، «استعداد الحكومة السورية لمواصلة العمل مع المبعوث الدولي، وتقديم الدعم والتعاون اللازمين لإنجاح مهمته، بما يحقق مصلحة الشعب السوري في الوصول إلى حل يضمن الخلاص من الإرهاب والقضاء على تنظيماته، بمختلف مسمياتها»، مؤكدا أن «نجاح دي ميستورا في مهمته هو نجاح لسوريا وشعبها».
وأشار الرئيس الأسد إلى أن «ما تشهده سوريا والمنطقة جعل مكافحة الإرهاب أولوية، لأنه بات الخطر الأكبر الذي يهدد الجميع، ولأن أي تقدم في هذا المجال من شأنه أن يسهم في دعم المصالحات الوطنية التي نجحت حتى الآن في العديد من المناطق السورية لتشكل نقطة انطلاق نحو حوار سوري ـ سوري شامل».
وذكرت وكالة «سانا» أن أجواء اللقاء كانت ايجابية، وخاصة ما يتعلق بالقرار الدولي رقم 2170، المتعلق بمكافحة الإرهاب، «حيث كانت وجهات النظر متفقة على أهمية هذا القرار وضرورة تطبيقه بشكل صحيح».
من جهته، أكد دي ميستورا أنه «لن يدخر جهدا في العمل مع جميع الأطراف، داخل سوريا وخارجها، من أجل إيجاد حل سلمي للازمة في سوريا، عبر عملية سياسية بالتوازي مع مكافحة الإرهاب والمضي في المصالحات الوطنية».
وشدد دي ميستورا، في مؤتمر صحافي اثر لقائه الأسد، على ضرورة مواجهة «المجموعات الإرهابية»، على أن يترافق ذلك مع حلول سياسية «جامعة» للازمة السورية.
وقال «يجب مواجهة المجموعات الإرهابية، وهذا واضح، والمجتمع الدولي يقترب أكثر فأكثر من التحرك في هذا المجال، وأن محاربة الإرهاب أولوية بالنسبة لنا». وأضاف «لا يوجد تعارض، بل ثمة تكامل في محاربة الإرهاب من خلال إجراءات أمنية، وأيضا من خلال مسار سياسي متسارع وفعال وجامع، يساهم في عزل الإرهابيين عن باقي الشعب».
وأشار إلى انه يجب «مساعدة السوريين على التوصل إلى حل سياسي خاص بهم»، مضيفا أن «المبادئ التوجيهية والنتائج التي توصل إليها سلفاي المرموقان (كوفي انان والأخضر الإبراهيمي) لن تتم إضاعتها، لكن علينا أيضا في هذا الوقت أن نأخذ في الاعتبار الوقائع الجديدة والتطورات».
واعتبر أن من هذه التطورات «تصاعد أخطار التنظيمات الإرهابية، التي حددها قرار مجلس الأمن الرقم 2170»، والذي يستهدف المقاتلين المتشددين في سوريا والعراق، لا سيما تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» و«جبهة النصرة».
وقال دي ميستورا «ثمة أولوية مهمة حددها القرار 2170، والخبر الجيد هو أن الجميع بات يشعر بالحاجة إلى وجود مبادرة معينة في ما يتعلق بالإرهاب، الذي أصبح تهديدا للجميع في المنطقة وما بعدها»، مشيرا إلى أن «الخطر الإرهابي أصبح هما عالميا يتشارك به الجميع»، إلا انه اعتبر أن «محاربة الإرهاب» تتطلب كذلك «تسريع المسار السياسي الذي سيقود إلى وضع امني مختلف ووضع أفضل للعائلات في سوريا». وأضاف «هذا أيضا أولوية بالنسبة إلينا. الأمران يسيران بالتوازي».
وأكد دي ميستورا أن «الأمم المتحدة ستتعامل بجدية اكبر مع أولوية محاولة خفض مستوى العنف وإعادة نوع من الحياة الطبيعية للسوريين» الذين يعانون من النزاع. وأعلن انه عقد «لقاءات مفيدة» في دمشق التي وصلها أمس الأول برفقة مساعده رمزي عز الدين رمزي، ووصف لقاءه مع الأسد بأنه كان «طويلا ومفيدا جدا».
وشدد منسق «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» حسن عبد العظيم، بعد الاجتماع مع دي ميستورا، على «ضرورة عقد جولة ثالثة من مؤتمر جنيف، لان الأزمة لم تعد سورية، بل أصبحت عربية إقليمية ودولية، ولا بد من توافق دولي لحلها».
وكالات
إضافة تعليق جديد