إعادة هيكلة تاريخية للجيش الأميركي
أعلن الجيش الأميركي أول من أمس خططاً لتخفيض 12 لواءً من الألوية المقاتلة، وذلك وفق برنامج تقشّفي يسعى من خلاله البنتاغون لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وتوفير 500 مليار دولار على مدى عشرة أعوام. الاقتطاعات المالية التي أعلنت عام 2011 والتي بلغت 487 مليار دولار، ما زالت قيد التطبيق وستؤدي الى تخفيض عديد الجنود في الجيش الأميركي الى 490 ألفاً مع حلول عام 2017 (من أصل 570 ألفاً). هكذا سيكون عدد الجنود مطابقاً لعديده في فترة ما قبل إعلان الحرب على العراق.
وأعلن الجنرال ريه أوديرنو، في مؤتمر صحافي، أن «الجيش يعتزم تقليص كوادره البشرية بنحو 80 ألف جندي من إجمالي قواته الفعلية التي بلغت الذروة إبّان حرب العراق، ومن المتوقع أن تكون قوات الحرس القومي الأكثر تأثراً بهذا الخفض». وسيبلغ قوام الحرس القومي 350 ألفاً، إضافة إلى 205 آلاف جندي احتياطي. أوديرنو وصف إعادة الهيكلة الجارية بـ«الأوسع منذ الحرب العالمية الثانية».
وأضاف المسؤول العسكري الأميركي أن «إعادة تنظيم الألوية المقاتلة إلى 33 لواءً بدل 45 لواءً ستخفّض من عديد المقار الرئاسية العسكرية مع الحفاظ على قدراتها القتالية العالية قدر المستطاع». ويتوقع أن يبقى لواءان أميركيان مقاتلان فقط في أوروبا، ويضمّ اللواء الواحد نحو 3500 جندي. ووعد الجنرال أوديرنو بأنه «سيكون هناك زيادة في طاقم المهندسين وفي التجهيزات المسلّحة بحيث لا تؤثر تلك التخفيضات البشرية على أداء الجنود وقدراتهم القتالية».
سياسة الاقتطاعات من ميزانية الجيش وما سيلحقها من تغييرات عسكرية في العتاد والعديد يُنتظر أن تستكمل بنهاية عام 2017. وفيما ترافقت تلك الإجراءات مع صراخ جمهوري يدعو الى «كفّ اليد عن الجيش» والتحذير من مخاطر التقليص في ميزانيته، يبدو الرئيس باراك أوباما ماضياً في إجراءات الاقتطاع حتى النهاية.
رئيس لجنة الخدمات المسلحة في الكونغرس هاورد بي. ماكيون شرح أن «إعادة الهيكلة داخل وحدات الجيش الأميركي ستُدرس وتطبّق بدقّة»، لكنه أضاف «هذه مجرّد البداية وستكون هناك اقتطاعات أكبر وأكثر لاحقاً».
وكان البنتاغون قدّم بداية الشهر الحالي تقريراً للكونغرس فنّد فيه انعكاسات الاقتطاعات المالية من ميزانيته العامة على عقود الأسلحة بين الحكومة الاميركية والشركات المزوّدة مثل «لوكهيد مارتن» و«هانتنغتون إنغولز». ولعلّ أبرز الصفقات التي تأثرت بالتخفيضات المالية هي، حسب التقرير المرفوع، صفقة شراء 19 طائرة حربية من طراز «إف 35» (بقيمة 2،5 مليار دولار اقتطع منها 503 ملايين)، إضافة الى صفقة مقاتلات للمارينز اقتطع منها 146 مليون دولار.
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد