إضحكوا تضحك قلوبكم
مشاهدة أفلام هزلية وتناول الشوكولاته وركوب الدراجة الهوائية بزخم، والحد من ضغوط العمل وساعاته، وصفات للمحافظة على صحة القلب. وتبين دراسات قدمت خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لأطباء القلب الذي يعقد في باريس ويختتم اليوم، أن نمط عيش ونظام غذائي مناسبين هما الطريقتان المفضلتان للوقاية من أمراض القلب.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، سيقضي 23,6 مليون شخص في العالم في عام 2030، أي ستة ملايين وفاة إضافية مقارنة مع يومنا هذا.
قبل حوالى عقد من الزمن، لاحظ باحثون أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب هم الأقل تمتعاً بمزاج مرح، لذا قرروا اكتشاف إمكانية تأثير الضحك مباشرة على وظائف الشرايين. فعرضوا لمتطوعين مقاطع من فيلم قاسٍ «سايفنغ برايفت راين». لاحظوا أن ذلك يؤدي إلى تضييق في أنسجة الشرايين.
في المقابل، عندما عرضوا لهؤلاء فيلماً هزلياً أضحكهم، توسعت تلك الأنسجة. وراوح الاختلاف في قطر الشرايين ما بين 30 و50 في المئة، وهو «مشابه تماماً لمفعول التمارين الجسدية أو استخدام عقاقير ستاتين». ويقول الباحث ميشال ميلر إن «الضحك بانتظام يعتبر أحد عناصر نمط الحياة الصحي بهدف تفادي أمراض القلب».
إلى ذلك، يأتي تناول الشوكولاته التي تشتهر بتأثيرها المضاد للتأكسد والمثير للنشوة والغبطة، وقد يؤدي ذلك إلى الحد من أخطار الإصابة بأمراض القلب.
وعمد الدكتور أوسكار فرانكو وفريقه من جامعة كامبريدج إلى التدقيق في سبع دراسات كما صنفوا نحو 10 ألف مشارك وفقاً لاستهلاكهم الشوكولاته. في خمس دراسات «ارتبطت المستويات المرتفعة من استهلاك الشوكولاته بانخفاض بنسبة 37 في المئة في عدد حالات أمراض القلب وبنسبة 29 في المئة في عدد حالات السكتات الدماغية، مقارنة مع استهلاك الشوكولاته بمستويات منخفضة». ولم يسجل أي تأثير جدير بالذكر في ما يتعلق باحتشاء القلب. لكن لا بد من الحذر عند الارتكاز إلى هذه النتائج. فإذا كانت الشوكولاته غنية بالدهون ومحلاة، هذا يعني أن استهلاكها بكميات كبيرة قد يساعد في زيادة الوزن والسكري وأمراض القلب. لذا اقترح الباحثون تطوير صناعة الشوكولاته العادية الأقل دسماً وتحلية.
من جهة أخرى، الحدّ من أخطار الإصابة بأمراض القلب يعني أيضاً تحسين ظروف العمل، فوظيفة «مع مستوى ضغطٍ عالٍ ومتطلبات كثيرة» تشكل خطراً على صحة القلب، ويأتي الخطر أكبر إذا ما أضيفت إلى ذلك ساعات عمل طويلة.
ولاحظت الدراسة أن الأشخاص العاملين يتمتعون عموماً بصحة أفضل مقارنة مع العاطلين من العمل، إلّا في حال ازدياد المطالب والضغوط لفترات طويلة.
وبهدف الحفاظ على صحة القلب، يقترح الأطباء المختصون ركوب الدراجة الهوائية وإنما في شكل مكثف.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد