أوروبا تواجه نقصاً في المعادن النادرة المستخدمة لإنتاج الطاقة «النظيفة»
حذر مراقبون من أن إنتاج الطاقة المتجددة وتطويرها في أوروبا ربما يدخل في مرحلة من الشلل المفاجئ نتيجة نقص خمس مواد أولية تعرف بـ «المعادن النادرة» التي تتراجع كمياتها المتوافرة، ومنها «الانديوم» و «الغاليوم» و«التيلوريوم» التي تستعمل في إنتاج الألواح الفوتوضوئية، إضافة إلى «النيوديميوم» و«الديسبروسيوم» المستخدمتين في إنتاج مراوح توليد الكهرباء بطاقة الرياح.
ويلفت خبراء إلى أن التوترات الراهنة الناتجة عن ارتفاع الطلب على هذه المعادن، لا تسبب زيادة في أسعارها وحسب بل تولّد أزمة تسحب المواد من الأسواق في المدى المتوسط. كما تعاني أوروبا مشكلة أخرى تتمثل في افتقادها للمناجم التي تحتوي على هذه المواد. ويذكر أن الصين هي الأبرز من حيث استخراج هذه المعادن وتخزينها عالمياً.
ويرى الخبراء أن تصدير هذه الأنواع من المعادن لا يحظى بموافقة الحكومة الصينية التي تستغلها كسلاح تجاري في وجه الدول الغربية. وتستفيد الصين من الفرصة للتوغل في أفريقيا الغنية بالمناجم، لاستخراج بعض أنواع هذه المعادن. ويتوقع الخبراء الأكثر تفاؤلاً أن يتراجع إنتاج الصين من المعادن النادرة حول العالم، إلى ما دون 50 في المئة بحلول عام 2016.
وتعتمد أوروبا في استراتيجيتها لتأمين الكهرباء، على توليدها من الرياح والشمس والطاقة النووية، وتأسيس شبكات ذكية لإدارة الكهرباء وإذابة ثاني أكسيد الكربون في الجو، ما يرفع حاجتها من المعادن النادرة. في المقابل تتعدد الاستراتيجيات الأوروبية في مواجهة أي نقص في هذه الأنواع من المعادن لكنها تبقى غير متكاملة. وتشمل هذه الاستراتيجيات تكثيف الدراسات والبحث عن اتفاقات تجارية، وإعادة تدوير النفايات للعثور على معادن بديلة.
وفي سويسرا، تسود الريبة قرارات التخلص من استعمال الطاقة النووية، التي يصفها بعضهم بالانتحار الذي سيضع سويسرا تحت رحمة الصين.
طلال سلامة
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد