أحمق في غرفة نوم لينكولن يحاول فهم التاريخ

19-02-2007

أحمق في غرفة نوم لينكولن يحاول فهم التاريخ

في غرفة نوم لينكولن يروق للرئيس جورج بوش أن يستعرض واحدة من أنفس التحف الاثرية في البيت الابيض وهي نسخة مكتوبة بخط اليد من خطاب جيتيسبرج الذي ألقاه أبراهام لينكولن عام 1863.

وتفصح جدران المبنى عن معارك وانتصارات وانكسارات وأحزان حدثت في الماضي. صورة الرئيس جورج واشنطن معلقة في المكتب البيضاوي. والقائد العسكري خلال الحرب الاهلية ورئيس الولايات المتحدة لولايتين أوليسيس جرانت موجود في مكتب بوش الخاص.

وتعرض غرفة الملكة مذكرات ونستون تشرشل الذي مكث هناك قبل الحرب العالمية الثانية. وبعد جولة في هذه المواقع قال بوش لقناة "سي-سبان" التلفزيونية "التجول هنا وهناك ... حاملا سيجارا في احدى اليدين وكأس البراندي في اليد الاخرى يسترعي الانتباه."

وبينما يحتفل بوش بعطلة يوم الرئيس ومرور 275 عاما على ميلاد جورج واشنطن يوم الاثنين يواجه الرئيس الامريكي انتقادات مدوية بخصوص الحدث الذي سيشكل على الارجح جانبا كبيرا من ارثه وهو حرب العراق.

ويعتقد الرئيس أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتحدد مكانته بين الرؤساء الامريكيين على الرغم من التقييمات السلبية التي وصمه بها بالفعل بعض المؤرخين.

وقال بوش في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" لقناة "سي.بي.اس" الشهر الماضي "لا أعتقد أنكم ستدركون حقا التاريخ الكامل لادارة بوش إلا بعد رحيلي بوقت طويل."

وكثير من المؤرخين الحاليين على استعداد بالفعل لإعلان فشل رئاسة بوش.

وفي مقال نشر في ديسمبر كانون الاول الماضي بصفحة الرأي في جريدة واشنطن بوست قال اريك فونر أستاذ التاريخ بجامعة كولومبيا إن بوش على الأرجح سينضم إلى الرؤساء متواضعي الاداء مثل فرانكلين بيرس وجيمس بوكانان وأندرو جونسون.

وأضاف فونر "حتى بعد تخلي (الناخبين) عنهم في الانتخابات النصفية لاعوام 1854 و1858 و1866 على التوالي ما كان منهم إلا أن تجاهلوا الاتجاهات الرئيسية للرأي العام وتشبثوا بسياسات معيبة. ومن المؤكد أن رئاسة بوش تعيد تلك (السياسات) الى الاذهان."

وكان مقال فونر بعنوان "انه الاسوأ على الاطلاق."

لكن توماس ألان شوارتز أستاذ التاريخ بجامعة فاندربيلت قال إن من السابق لأوانه الحكم على بوش. وأضاف أن "سمعة الرؤساء تتأرجح بين الصعود والهبوط."

واستشهد بدوايت أيزنهاور بوصفه رئيسا زاد التقدير لرئاسته خلال العقود التالية بعد أن سلم السلطة لجون كينيدي عام 1961.

وقال شوارتز "لكن بوش سيواجه بعض العقبات الضخمة حتى يتسنى اعادة قبوله تماما. الكثير يعتمد بالفعل على العراق ولكن حتى لو لم ينته ذلك بكارثة ـوهو ما زال سؤالا يبحث عن اجابةـ ستنسب له الاخطاء التي ارتكبت خلال الاحتلال. القاء القبض على أسامة بن لادن أو قتله قبل أن يغادر بوش السلطة قد يساعده. ومع ذلك ستلحق الشكوك التي تكتنف أفغانستان الضرر به."

ويعتبر بوش وهو جمهوري أن ظروفا تاريخية مماثلة حدثت أثناء رئاسة الديمقراطي هاري ترومان. وقد طبق ترومان عقيدة الحرب الباردة التي حولت مسار السياسة الخارجية الامريكية من إقامة علاقات حسنة مع الاتحاد السوفيتي الى العمل على احتواء توسعه.

ويقيم بوش إرثه النهائي بأنه من بدأ جهدا استغرق سنوات من أجل وقف حركة اسلامية راديكالية من التوسع عالميا. ويعتبر العراق ساحة أساسية للمعركة.

وقال في مايو أيار الماضي "اليوم وفي أوائل قرن جديد ها نحن نخوض مجددا حربا ليست كأي حرب أخرى خاضتها أمتنا من قبل. وكحال الامريكيين في أيام ترومان فاننا نرسي الاساسات للنصر."

وبعد ترومان تصدى الرؤساء من أيزنهاور حتى رونالد ريجان للتهديد السوفيتي. فهل سيواصل الرؤساء في المستقبل على النحو ذاته الحرب التي شنها بوش على الارهاب..

كثير من الساعين للترشيح للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2008 يبحثون عن مخرج من العراق. فعلى سبيل المثال يقول السناتور الديمقراطي باراك أوباما إنه سيعيد القوات الامريكية الى الولايات المتحدة بحلول مارس اذار 2008.

وحتى تعليقات أوباما على الحرب على الارهاب في ثنايا خطابه الذي أعلن فيه ترشحه للرئاسة في العاشر من فبراير شباط الماضي لم تبد متشددة بالقدر ذاته كما في خطابات الرئيس. وقال إنه يمكن الايقاع بالارهابيين عن طريق عمل عسكري أقوى ومعلومات استخبارية أفضل.

وقال أوباما "لكن دعونا أيضا ندرك أن النصر النهائي على أعدائنا لن يتحقق الا من خلال اعادة بناء تحالفاتنا وتصدير تلك المثاليات التي تثير الأمل والفرصة لدى الملايين في كل أنحاء العالم."

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...