«شَمرا»: محرّك بحث سوري مئة في المئة

08-09-2015

«شَمرا»: محرّك بحث سوري مئة في المئة

أطلق شباب سوريون موقعاً جديداً باسم «شمرا»، نسبة لمنطقة رأس شمرا الأثريّة في اللاذقية، حيث شيّدت مملكة أوغاريت في الألف الثاني ما قبل الميلاد. الموقع محرّك بحث، شبيه بـمحرّك «غوغل»، على أن تضاف إليه سلسلة خدمات وتطبيقات ستطلق تباعاً. ويقول المهندس شادي صالح مدير مشروع «شمرا» لـ «السفير»: «أتت فكرة الموقع بشكل أساسي من العقوبات الغربية التي فرضت على سوريا منذ بداية الأحداث، وفكّرنا بتوفير جميع الخدمات التي يحتاجها السوريون ضمن مشروع واحد هو شمرا».
يعدّ صالح حالياً رسالة دكتوراه في جامعة تشارلز في براغ، ورفض عرضاً من «غوغل» للعمل ضمن فريقها في ميونخ العام الماضي. ويقول: «شمرا هو مشروع بدأنا بتطويره في شركة ذكاء الأعمال للبرمجيات في اللاذقية منذ بدايات هذا العام، ويشمل باقة كبيرة من الخدمات مثل محرك بحث سوري، خدمة الأماكن التي تعتمد على تفاعل المستخدمين وإضافاتهم لأماكنهم المفضلة، خدمة الأخبار، وخدمات أخرى، ما زلنا نعمل عليها».
انطلق عمل محرّك «شمرا» قبل يومين في 6 أيلول الحالي، «ويعمل ضمن تقنيات تعتمد بشكل رئيسي على مسح المواقع السورية وتنظيف المحتوى وإعادة هيكلته وفرزه حسب مضمونه، مثلاً يستطيع المستخدم البحث حصراً في المواقع الحكومية السورية أو التعليمية أو الثقافية أو المواقع الطبية»، كما يعمل على تقنيات لمعالجة اللغة العربية وفهم سؤال المستخدم والإجابة عنه بشكل فعّال».
ويعتمد محرك البحث على تسجيل حسابات لمن يرغب باستخدامه، كما يطلب بعض المعلومات الشخصية عن المستخدم، إلا أن القائمين على المشروع يؤكدون أن هذه المعلومات ستكون محفوظة وغير متاحة ضمن شروط «خصوصيّة وسرية بيانات المستخدمين حسب القانون السوري».
يشمل الموقع أيضاً قسماً خاصاً بالأخبار، وآخر يتعلق بالأماكن يقوم بعرض الأماكن القريبة من المستخدم مثل أقرب مطعم أو فندق، كما يتيح لمستخدميه إضافة صور وتعليقات عن الأماكن التي يزورونها.
لا يخفي طاقم عمل الموقع تفاؤلهم بالمشروع الذي حقق في الساعات الأولى لإطلاقه حوالي أربعة آلاف عملية بحث قام بها ستة آلاف زائر. يرى مدير المشروع أن «هناك محركات بحث قوية جداً عمرها عشرات السنين تسيطر على الإنترنت بأبعاده كافة، إلا أن نقطة القوة التي يتميز بها «شمرا» هي أنّه مصمّم لتلبية حاجات السوريين وفهم أسئلتهم باللغة العربية، ويقوم بمعالجة خاصة لتحويل المحتوى الرقمي السوري إلى محتوى مهيكل يسهل الوصول إليه بشكل أسرع، كما أن القيمة الأخرى المضافة لـ «شمرا» هي تقديم هذه الخدمات داخل أراضي الجمهورية العربية السورية، ما يعني أنّ أي انقطاع للانترنت عن سوريا لن يؤثر أبداً على عمله».
ويعمل الموقع على النطاق السوري SY، كما أطلق تطبيقاً خاصاً بالأجهزة المحمولة، ويأمل القائمون على المشروع، وهم أكثر من عشرة مهندسين سوريين، أن يساهم تفعيل محرّك بحث سوري في تطوير ثقافة الإنترنت في سوريا والاعتماد على التكنولوجيا ليس ضمن نطاق الشبكات الاجتماعية فقط، وإنّما كبوابة للخدمات التي تجعل حياة المستخدم أسهل وتوفر معلومة أدقّ.
وتبقى تجربة محرك البحث السوري الجديدة مرهونة بمدى إقبال المستخدمين، وآلية التسويق التي سيتبعها القيّمون على المشروع، إضافة إلى كفاءة الخدمات التي سيقدّمها، ما يجعل الحكم عليه أمراً غير ممكن في الوقت الحالي، بانتظار المستقبل الذي لن يكون بعيداً خصوصاً وأن العالم الافتراضي يمتاز بردّة الفعل السريعة، التي يمكن أن تنهي مشاريع عملاقة تم إطلاقها سابقاً، أو أن يبشر بمستقبل مزهر لمحرّك بحث سوري مئة في المئة.
shamra.sy

 

السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...