«إغراء» تهاجم واقع السينما السورية من «المشرق»
كان من الممكن أن تكون الممثلة السورية إغراء مثل مارلين مونرو أو بريجيت باردو أو كلوديا كاردينالي! ما المانع أن تكون عندنا نجمة سورية بهذا المستوى من الشهرة؟ بحسب الممثلة إغراء نفسها، فإن المؤسسة العامة للسينما في سوريا كانت وراء وأد مشروعها هذا، فكان الهجوم العنيف على هذه المؤسسة عبر تلفزيون «المشرق» ضمن برنامج خاص حمل عنوان «إغراء تتكلّم» من تقديم كندة علوش وإعداد وإخراج الفارس الذهبي.
في المقابلة التي عرّفت كثيرين من جيل اليوم على إغراء، الوجه الجريء في السينما السورية ومعشوقة الآلاف في السبعينيات والثمانينيات، بدت شكوى الممثلة واضحة: «حاربوني، وقضوا على مشروعي السينمائي، أو المشروع السينمائي الخاص». تستعين بآراء لفرانكو نيرو وغيره لتؤكد بأنَّ لا سينما سورية من دون سينما القطاع الخاص، وتعتبر ان المدير العام لمؤسسة السينما الحالي أكثر من وقف ضدها، بل وضد مشروع السينما السورية.
كان هجوم ناري من قبلها: «ما هذه السينما التي تمثلها المؤسسة العامة والتي لا تنتج أكثر من فيلمين في السنة عبر أفلام خاسرة وغير جماهيرية؟».. ثمَّ «ما معنى أن يكلِّف فيلم تنتجه هذه المؤسسة عشرات الملايين - وصلت ميزانية بعضها إلى سبعين مليون ليرة سورية كما تقول إغراء - في حين انها قادرة على إنتاج سبعة أفلام بهذا المبلغ، وبمستوى فني وفكري لائق ورابحة فوق ذلك».
ذهبت إغراء في مقابلتها إلى ما هو أبعد من تقديم فاتورة كشف حساب بحق القيِّمين على السينما السورية. بل وسمت المدير العام لمهرجان دمشق السينمائي الذي حول المهرجان برأيها «إلى مهزلة»: دولة تقيم مهرجاناً وليس عندها سينما، إدارة المهرجان تستضيف ممثلاً أو ممثلة ولا تنسى أن تستضيف معهما مرافقين من مستوى الكوافير أو الطباخ أو بعض الأقرباء، وهو ما يكلِّف الملايين من الليرات السورية.
ربَّما يكون مع إغراء حق أو بعض الحق في ما تقول. وربما تكون قد ذهبت في كلامها إلى مكان متطرف، لكن الحقيقة ان المقابلة تظهر نهجاً اعتمدته قناة «المشرق» المضيفة، التي يحسب لها في هذه الحلقة بالذات إخراج إغراء من جديد إلى الضوء بعد سنوات من الابتعاد عن الشاشة. والواقع انه منذ ساعات بثِّها التجريبي تحاول القناة أن تتميز عبر استضافتها وجوه أو إبداء ما تخفيه القناة السورية الرسمية من حقائق وأحداث يعيشها الموطن السوري يومياً.
وبعيداً عن الغوص في ما يتم تداوله عن أسباب إقفال مكتب القناة في دمشق منذ أكثر من أربعين يوماً، إلا أنه من الواضح ان تجاوز «الخطوط الحمراء» واحدة منها. فالأحرى بالقناة الفضائية السورية الرسمية التي تعود بالمبدأ ملكيتها (الحصرية) لكل مواطن، أن تبلِّغ عن هذه الحقائق إن وجدت، تكشف عنها أو تشير إليها وهذا أضعف الإيمان، فإغراء ليست أول ولا آخر من يواجه ويتعّرض لمشاكل السينما والثقافة، لكن أحداً لم يرغب بالاستماع من قبل.
أنور محمد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد