النظام الذي يجرح ويداوي
(الجوقة): هل يتألم الرب لمقتل الشرطي كما يتألم لغيره من عباده المؤمنين؟
هل للشرطي أم تبكيه وأطفال ينتظرون عودته ككل الآباء الآمنين؟
هل تم تصنيع الشرطي في ماكينات الدولة أم في رحم امرأة حملته أشهراً تسعة ؟
هل يكفي راتب الشرطي الهزيل لشراء ذمة متسول أو ليجعل منه قاتلاً لمواطنيه؟
هل كل من يذبح شرطياً يصبح ثورياً من سلالة غيفارا؟
هل تغير مفهوم كلمة (سلمية) على أيدي (ثوار) الديار الشامية؟
مشهد أول:
ـ جلس الشرطي غير بعيد عن المظاهرة التي يواكبها. أخرج سيجارة حمراء وأشعلها. اقترب منه أحد المتظاهرين وطلب تشعيلة. أخذ مجة من سيجارة الجيتان ونفخها في سماء المعركة. جلس بجانب الشرطي وقال:
ـ ما تعبتوا من حماية النظام لسّه؟!
الشرطي ـ وأنتوا ما تعبتوا من الفوضى الخلاقة؟!
المتظاهر ـ الثورة، ياحضرة الرقيب، حتى تكتمل بيلزمها ضحايا وخسائر..
الشرطي ـ إذا هيك، ليش عم تصرخوا (سلمية سلمية)
المتظاهر ـ سَلَمية (بفتح السين) يا حبيب مو بكسرها!
الشرطي ـ وشو بتفرق يا أستاذ؟
المتظاهر ـ يعني نحنا عم ننخي أهل مدينة السَلمية!
الشرطي ـ وليش سَلمية بالذات؟
المتظاهر ـ لأن أهلها معروفين بشراستهم من أيام حسن الصباح..
الشرطي ـ مين هادا صباح، أمير الكويت شي؟
المتظاهر ـ طيب، من زمان صلاح الدين الأيوبي..سمعت فيه ؟
الشرطي ـ إي.. هادا اللي ألو تمثال قدام القلعة..
المتظاهر ـ يأخذ نفساً من سيجارته.. ابن عمتي شرطي متلك.. دبحوه بدرعا..
الشرطي ـ الله يرحمو.. أخي معلم طيان قتل برصاص القناصة بدوما.. بس ما قلتلي، شو دفشك لهون؟
المتظاهر ـ بزماني أكلت قتلة من دورية مرور قدام الناس وحجزولي التكسي اللي عم أسند رزقي منها بعد الوظيفة.. فقررت أسقط نظامك..
الشرطي ـ بطمنك، النظام باقي طالما فيه بشر عاقلين، بس ممكن تسقطوا البلد بحضن الأعداء يا أستاذ..
المتظاهر ـ هادا اسمو خيار شمشون اللي قال: «عليّ وعلى أعدائي».. (أخذ آخر مجة من سيجارته ورمى عقبها تحت حذائه ومعسه بقسوة أكثر مما يحتاجه إطفاء سيجارة، وانخرط في مظاهرة الإسقاط والتدمير والنداء لسَلمية والحرية)... وفي المساء استيقظ المتظاهر في سرير المشفى وإلى جانبه الشرطي الذي أسعفه بعد إصابته في المظاهرة..
الشرطي ـ الحمد لله عالسلامة.. الله سترك..
المتظاهر ـالبركة فيك، الله يوفقك يا حضرة الرقيب ويديم النظام علينا..
الشرطي ـ (يومئ للدورية التي على الباب) وهلاّ يا معتز، الدكتور قال أنه فينا نخرجك..
المتظاهر ـ (يصيح) وين آخديني، بدي محامي.. الله لا يوفقك يا حضرة الرقيب..
الشرطي ـ ما قلتلك أنو النظام بيجرح والنظام بيداوي.. ولك إيمتى رح تفهموا...
نبيل صالح
أفضل تعليق على زاويتي السابقة :
إذا الشعب يوماً أراد الخراب فلا بد أن تستجيب قطر
التعليقات
تولد سوريا جديدة قوية منيعة مرهوبة الجانب
عن جد مهزلة .. بيكذبوا الكذبة
وسيبقى الوطن
سوريا بخير
Pagination
إضافة تعليق جديد