قرارات لجنة السير للنقل الداخلي تثير إشارات استفهام
كشف وصول بعض باصات النقل الداخلي إلى قلب العاصمة عن سياسة جديدة للمتحكمين بقرارات النقل الداخلي في دمشق وريفها فبعض الخطوط يستطيع الوصول إلى قلب المدينة وبعضها الآخر حرم لسبب غير معلوم حتى اللحظة باعتبار أن قرارات لجنتي السير في دمشق وريفها تصاغ في العتمة بعيداً عن أصحاب المصلحة الرئيسيين الذين هم الركاب.
وبتغييب أصحاب المصالح الفعليين وأطراف التعاقد «ركاب- أصحاب الباصات» عن إدارة اتخاذ القرارات تضيع الطاسة ويصر الوكلاء المتنطحون على أخذ الأمور باتجاهات تقترب من أهوائهم ومصالحهم ويبدو أنهم يحاولون إقناع الركاب وأصحاب الباصات أنهم مخلوقات لا تسمع أو بدقة أكبر لا تسمع إلا أهواءها التي تتحرك بعيداً عن مصالح الركاب الذين لا صوت لهم في القصة بدليل أن هذه اللجان تدير أعمالها خفية بعيداً عن مراقبة الركاب وعين الصحافة وبالتالي أصبحت هذه اللجان تشعر أن محركاتها لاتخاذ وجهات حركة الركاب غير مرئية أيضاً!!.
فاللعبة تدار اليوم حسب وزن كل جهة من جهات الإدارة تعتقد أن بيدها أكثر من غيرها قوة العقد والربط واجتراح الحل ووسط العتمة السائدة بعيداً عن الأنوار أصبح من الممكن تقديم حرية الوصول لقلب المدينة لأبناء الخيار وأصبح متاحاً واقعياً على الأرض منع كل الحنان عن أبناء الفقوس.
ربما لم يخطر على بال معظم من ترد أسماؤهم كصانعي قرار في اللجنة المشتركة للمدينتين أي منحدر وصل إليه واقع النقل بين دمشق وريفها وأي انعكاس للحلول التي يقدمونها وبخاصة الحلول المؤقتة فعندما تهب رياح الحديث عن دمشق الكبرى تصبح اللهجة مختلفة وعندما تهب ريح الشركة سين فالحديث عن دمشق الكبرى والتخطيط الإقليمي يصبح بضاعة فاسدة لا قيمة لها على طاولة اللجنة المشتركة وإذا كانت ريح الشركة سين عاصفة فلا حاجة للجنة المشتركة للمحافظتين ويمكن أن تصدر القرارات بلا علم الشريك الثاني في المحافظة السوار.
قصة النقل الداخلي في دمشق وحمص وحلب استندت في بدايتها إلى قرار رئيس الحكومة السابق الصادر عام 2003 والواجب التطبيق بدءاً من 1/1/2004 الذي انطلق تنفيذه عام 2010 بعد ست سنوات من إقراره.
ومع بدء عمل باصات النقل الداخلي لمستثمر خط السيدة زينب بفرعيه الأول الذي يصل من السيدة زينب حتى ابن عساكر «المركز التبادلي» بينما يصل الخط الثاني حتى القصر العدلي في قلب دمشق تتكشف بعض خيوط الفيلم الملون وتتضح بعض خفايا مشاهده التي تشير للعيان بعض التفاصيل التي يشم منها بعض روائح تلاعب ما يمارسه البعض في حركة الركاب والنقل العام على حساب منافع شخصية، يبرزها تناقض التفسيرات حول القرارات «المتناقضة» التي تتخذ حول هذا الخط أو ذاك وهو الأمر الذي يعيد القارئ إلى بداية القصة لشرحها وتبيان ملابساتها.
هنا بدأنا
بدأت الحكاية مع عودة خط المليحة إلى البرامكة بعد وضع نفق كفر سوسة في العمل وهو الأمر الذي أعاد الأمل لركاب كل من جرمانا وداريا وصحنايا وببيلا ويلدا وغيرها من الميكرو باصات التي كانت تصل إلى خلف سانا بعودة خطوطها إلى العمل بعد أن وزعت إلى المركزين التبادليين في نهر عيشة وابن عساكر، لكن المعنيين وبعد فترة وجيزة منعوا باصات المليحة من الوصول إلى البرامكة ووجوب الاكتفاء بالخط القصير وذلك حتى المركز التبادلي في ابن عساكر وكان كل من أعضاء المكتب التنفيذي المسؤولين عن قطاع النقل في دمشق وريفها ومدير عام المؤسسة العامة للنقل الداخلي في دمشق قد استندوا في تفسيرهم لهذا المنع إلى القرار الحكومي الذي يؤكد إخراج الميكرو باصات من المدن إلى الأرياف، لكن ومع شرحنا لهم بأن هذا القرار يطول الميكروباصات وليس الباصات خرج المعنيون برواية أخرى مفادها أن محافظة دمشق ومن أجل تخفيف الازدحام داخل مدينة دمشق قد أنشأت مراكز تبادلية حول المدينة تصل إليها ميكروباصات، وباصات الريف وهي: (السومرية- ابن عساكر- تحت جسر الوزان- والعباسيين) وعلى الرغم من أن أغلب هذه المراكز جاهزة إلا أن المنع لم يطل جميع الميكروباصات.
فمثلاً ميكروباصات جديدة ومعضمية وعرطوز وقطنا وخان الشيح ما زالت تصل إلى البرامكة على الرغم من وجود كراج السومرية. كما أن باصات مستثمر خط دوما- دمشق ما زالت تصل إلى مشفى الحياة على الرغم من وجود مركز العباسيين. على حين بقيت ميكروباصات المليحة وجرمانا تصل إلى المركز التبادلي في ابن عساكر حتى ألزمتها شرطة مرور المدينة مؤخراً بوجوب تبديل اللوحة التي تشير إلى خط سير المركبة بحيث تصبح جرمانا كراج الست أو مليحة كراج الست بدلاً من البرامكة، ولتبقى تعرفة الركوب هي ذاتها التي كان يدفعها الراكب عندما كان يصل إلى البرامكة، والتي ظل يدفعها لأكثر من ستة أشهر حتى كراج الست في ابن عساكر.. فهل ستجتمع لجنة النقل والسير لتعديل التعرفة هذا الأسبوع بما أن المدينة قد استغفلتها واتخذت قراراً بوجوب اقتصار خط سير باصات وميكروباصاتها حتى ابن عساكر..؟ علماً أن مدير النقل الداخلي في تصريح سابق لـ«الوطن» أكد أن وجود المراكز التبادلية سيعني تعديل التعرفة بحيث لا يدفع الراكب الأجرة مرتين وإنما الأجرة نفسها سيتم تقسيمها، وهو ما لم يحصل.. ولكن ليست هذه هي المشكلة..؟ فأين هي..؟
الجديدة والمعضمية محظوظتان
ووفقاً لمصدر مطلع فإن الأمور ستجري على الشكل التالي في المستقبل ستبقى خطوط ميكروباصات وباصات الجديدة والمعضمية وغيرها من العاملة على هذا الخط تصل حتى البرامكة، خط باص المليحة سيتم إيصاله إلى كلية الآداب عبر نفق كفرسوسة ومن ثم العودة عن طريق الجمارك إلى دوار كفرسوسة باب مصلى وذلك تجاوباً مع شكوى أهالي المليحة التي نشرتها «الوطن».
أما بقية خطوط الميكروباصات التي تم منعها من الوصول إلى البرامكة وحولت إما إلى نهر عيشة أو كراج ابن عساكر فإنه لا عودة لها.
ما سبق يبين بعض خيوط الخيار والفقوس بين خطوط يمكنها أن تصل حتى القصر العدلي في قلب دمشق، وأخرى محظور عليها الوصول إلى البرامكة.
قرارات بالمقلوب
نود التذكير بأن قرارات السادة في لجنتي سير دمشق وريفها مبنية بالمقلوب وبعكس كل أولويات حركة السير في مدن العالم فمدن العالم عندما تزدحم بحركة السيارات تمنع الخاصة منها من الوصول إلى قلب المدينة وتترك للنقل العام فرصة حل أزمة الوصول للركاب إلى قلب المدينة.
وللوصول إلى قلب العاصمة الإنكليزية بالسيارة الخاصة على طالب هذه الميزة دفع عشر جنيهات عند الاقتراب من قلب المدينة... فعلى أي أساس يستقوي الشباب في لجان المدينتين؟ ألا تعتقدون أن الطابق أصبح مكشوفاً؟!
وحتى تصبح قراراتكم في خدمة الركاب سنقول إن لجنة السير في لندن غبية بمصالحها عليمة بمصالح الركاب.
عبد المنعم مسعود
المصدر: الوطن
التعليقات
ياريت يلي عم يطالب بمزيد من
إضافة تعليق جديد