سوالف الجزمة ولحية الدبانة تواكب الـ «لو ويست» بين الشباب السوري
«عندما أمشي في طرقات حيي والأحياء المجاورة تعتريني رغبة برفع سراويل الشباب التي لا تكاد تغطي إلا نصف مؤخراتهم». بهذه الكلمات يتحدث عثمان قبلان، الرجل الخمسيني القادم من ريف دمشق عن غزو الموضة لأذواق الشباب، ولا يتعلق الأمر بالفتيات بل بفتيان ذوي ملامح شرقية خجولة وملابس غربية فاضحة.
و»الفضيحة» في هذا الغزو لا تظهر فقط من خلال السراويل التي ينخفض خصرها، بل من خلال التفنن في ارتداء ملابس داخلية فاقعة الألوان تظهر فوق السراويل. وعلى رغم ان هذه الموضة منتشرة أكثر في المدن الكبيرة حيث يتجمع الشباب في المقاهي والحانات والأسواق، إلا انها امتدت إلى الضواحي والارياف لتصبح أمراً واقعاً في بيئات أكثر تقليدية ومحافظة. إنها موضة تطويل الشعر عند الذكور حتى ولو كان مجعداً! إنها موضة «البوكسر» أو السروال الداخلي الذي يظهر طرفه عند الخصر، وهي أيضاً موضة تشذيب اللحية على الطريقة الغريبة المسماة «دبانة» او تقليم السوالف على شكل «الجزمة».
وما عاد غريباً جداً أن ترى شاباً يطلق شعر رأسه حتى أكتافه وآخر حليق الرأس مزيناً بالأقراط والجنازير والوشوم المتعدِّدة الأشكال على أماكن مختلفة من الجسد.
وتحظى هذه الموضة الجديدة بإعجاب الشباب السوريين بكل انتماءاتهم المناطقية انطلاقاً من فكرة أنها تتماشى وروح العصر وتعطي انطباعاً بأن الفوارق بين الريف والمدينة لم تعد قائمة، لا سيما أن سكان دمشق مثلاً ينظرون إلى القادمين من الارياف والمناطق الأخرى على أنهم أقل تمدناً وتحضراً.
«أنا أؤيد ارتداء الخصر الساحل (المنخفض) ووضع الوشم على جسدي لأنها أمور تجعلني أشعر بالاقتراب من العالم الخارجي وسكان المدن لن ينظروا إلينا على اننا لا نواكب ركب الحضارة»، يقول قاسم حبيب، من اللاذقية.
وللمسألة وجه آخر، فالبعض يريد لفت انتباه الفتيات اللواتي ضقن ذرعاً بأسلوب تعامل الشاب الشرقي معهن والذي يطغى عليه «التعجرف والارتجال» كما تقول إحداهن. أما الطلة الغربية والجديدة فهي كفيلة بتغيير نظرة الشابات تجاه الجنس الآخر. يقول سومر وهاب: «في إحدى المناسبات الرسمية التي كان يفترض أن ألبس فيها بذة وربطة عنق، اكتفيت بقميص ذي قبة كبيرة مع بنطلون الخصر الواطي واسدلت شعري فلفت نظر معظم الفتيات».
ويرى عزام المصري أن «هذا الستايل يساعد على إبراز رجولة الشاب وخصوصاً الـ «تي- شيرت» الضيق ونسميه «البودي» أو «بلوزة سترتش» لأنها تساعد على إبراز العضلات أكثر من القميص العادي».
ويضيف: «حتى الشق الصغير عند الركبة يعطي بنطلون الجينز «ديزاين» مميزاً. وإن كان هذا المنظر معيباً في السابق، لكنه اليوم أصبح موضة حتى أن كثيرين يقومون بتمزيق سروايلهم الجديدة عمداً، وكذلك الأمر مع من يقصون أكمام الـ «تي شيرت» ليصبح «كات» من دون كمّين فهذا ملفت للنظر».
وبين ضرورة إضفاء روح العصرنة على الملابس، وضرورة الحفاظ على شكل مقبول اجتماعياً يراعي الثقافة المحلية والتقاليد، وجد بعض الشباب نفسه في صراع. وبين هذا وذاك فضل البعض البقاء على ما هو عليه على رغم الانتقادات اللاذعة التي توجه له. ويقول فؤاد درويش: «كيف لي أن أطول شعري وهو مجعد أو ارتداء بنطلون لو ويست وأنا خصري عال ولدي زوائد لحمية رهيبة فهل أتحول من صاحب صرعة إلى ضحكة تجري على الأفواه؟».
وإذا بات واضحاً ان الشباب ينظرون إلى الحضارة من منظار اللباس والموضة»، فإن فؤاد لا يوافق على هذه الفكرة: «يمكنني أن أكون حضارياً بطريقة تفكيري وتعاملي مع الآخرين وليس بطريقة لباسي».
ويرى معارضون أن هذه التقليعات لا تناسب المجتمع الشرقي الذي يحكم على الشخص من طريقة لباسه. ويرى بعضهم ان موضة كهذه تعطي الانطباع بأن الشاب فاقد للرجولة!.
عفراء محمد
المصدر: الحياة
التعليقات
do u speak english?
عجيب أمركم، وكم
إضافة تعليق جديد