سوالف الجزمة ولحية الدبانة تواكب الـ «لو ويست» بين الشباب السوري

21-07-2008

سوالف الجزمة ولحية الدبانة تواكب الـ «لو ويست» بين الشباب السوري

«عندما أمشي في طرقات حيي والأحياء المجاورة تعتريني رغبة برفع سراويل الشباب التي لا تكاد تغطي إلا نصف مؤخراتهم». بهذه الكلمات يتحدث عثمان قبلان، الرجل الخمسيني القادم من ريف دمشق عن غزو الموضة لأذواق الشباب، ولا يتعلق الأمر بالفتيات بل بفتيان ذوي ملامح شرقية خجولة وملابس غربية فاضحة.

و»الفضيحة» في هذا الغزو لا تظهر فقط من خلال السراويل التي ينخفض خصرها، بل من خلال التفنن في ارتداء ملابس داخلية فاقعة الألوان تظهر فوق السراويل. وعلى رغم ان هذه الموضة منتشرة أكثر في المدن الكبيرة حيث يتجمع الشباب في المقاهي والحانات والأسواق، إلا انها امتدت إلى الضواحي والارياف لتصبح أمراً واقعاً في بيئات أكثر تقليدية ومحافظة. إنها موضة تطويل الشعر عند الذكور حتى ولو كان مجعداً! إنها موضة «البوكسر» أو السروال الداخلي الذي يظهر طرفه عند الخصر، وهي أيضاً موضة تشذيب اللحية على الطريقة الغريبة المسماة «دبانة» او تقليم السوالف على شكل «الجزمة».

وما عاد غريباً جداً أن ترى شاباً يطلق شعر رأسه حتى أكتافه وآخر حليق الرأس مزيناً بالأقراط والجنازير والوشوم المتعدِّدة الأشكال على أماكن مختلفة من الجسد.

وتحظى هذه الموضة الجديدة بإعجاب الشباب السوريين بكل انتماءاتهم المناطقية انطلاقاً من فكرة أنها تتماشى وروح العصر وتعطي انطباعاً بأن الفوارق بين الريف والمدينة لم تعد قائمة، لا سيما أن سكان دمشق مثلاً ينظرون إلى القادمين من الارياف والمناطق الأخرى على أنهم أقل تمدناً وتحضراً.

«أنا أؤيد ارتداء الخصر الساحل (المنخفض) ووضع الوشم على جسدي لأنها أمور تجعلني أشعر بالاقتراب من العالم الخارجي وسكان المدن لن ينظروا إلينا على اننا لا نواكب ركب الحضارة»، يقول قاسم حبيب، من اللاذقية.

وللمسألة وجه آخر، فالبعض يريد لفت انتباه الفتيات اللواتي ضقن ذرعاً بأسلوب تعامل الشاب الشرقي معهن والذي يطغى عليه «التعجرف والارتجال» كما تقول إحداهن. أما الطلة الغربية والجديدة فهي كفيلة بتغيير نظرة الشابات تجاه الجنس الآخر. يقول سومر وهاب: «في إحدى المناسبات الرسمية التي كان يفترض أن ألبس فيها بذة وربطة عنق، اكتفيت بقميص ذي قبة كبيرة مع بنطلون الخصر الواطي واسدلت شعري فلفت نظر معظم الفتيات».

ويرى عزام المصري أن «هذا الستايل يساعد على إبراز رجولة الشاب وخصوصاً الـ «تي- شيرت» الضيق ونسميه «البودي» أو «بلوزة سترتش» لأنها تساعد على إبراز العضلات أكثر من القميص العادي».

ويضيف: «حتى الشق الصغير عند الركبة يعطي بنطلون الجينز «ديزاين» مميزاً. وإن كان هذا المنظر معيباً في السابق، لكنه اليوم أصبح موضة حتى أن كثيرين يقومون بتمزيق سروايلهم الجديدة عمداً، وكذلك الأمر مع من يقصون أكمام الـ «تي شيرت» ليصبح «كات» من دون كمّين فهذا ملفت للنظر».

وبين ضرورة إضفاء روح العصرنة على الملابس، وضرورة الحفاظ على شكل مقبول اجتماعياً يراعي الثقافة المحلية والتقاليد، وجد بعض الشباب نفسه في صراع. وبين هذا وذاك فضل البعض البقاء على ما هو عليه على رغم الانتقادات اللاذعة التي توجه له. ويقول فؤاد درويش: «كيف لي أن أطول شعري وهو مجعد أو ارتداء بنطلون لو ويست وأنا خصري عال ولدي زوائد لحمية رهيبة فهل أتحول من صاحب صرعة إلى ضحكة تجري على الأفواه؟».

وإذا بات واضحاً ان الشباب ينظرون إلى الحضارة من منظار اللباس والموضة»، فإن فؤاد لا يوافق على هذه الفكرة: «يمكنني أن أكون حضارياً بطريقة تفكيري وتعاملي مع الآخرين وليس بطريقة لباسي».

ويرى معارضون أن هذه التقليعات لا تناسب المجتمع الشرقي الذي يحكم على الشخص من طريقة لباسه. ويرى بعضهم ان موضة كهذه تعطي الانطباع بأن الشاب فاقد للرجولة!.

عفراء محمد

المصدر: الحياة

التعليقات

أي صراع؟ و اي مراجع؟ لولا ان الطبيعة أورثتني لعنة القصر و السمنة لدفعت برئاسة الحكومة الى تفصيل قانون على قياسي. أين أنت من قص الشعر على شكل زهرات الكاموميل و صبغه بالأخضر و الأبيض و الأصفر؟ أين الموضة هنا من صبغ شعر الإبط بالأصفر البرتقالي؟ منذ نهايات القرن الماضي لم تعد السيدات تترك شعر إبطهن ! هذا من تأثير شركات براون و نيفيا و فيت و جيليت الوردية على ذائقة المواطنين الشرفاء. اليوم حضرنا حفل للمغني الجزائري /فضيل/ و ما يحز بقلبي هو ان المدينة لا تزال على انكار وفيق حبيب بينما تمنح لينا شماميان الفرقة السمفونية كلها. و لكن الأيام تأتي بالأخبار من لم تزود. لا يستطيع كل مثقفوا المدينة مجتمعين أن يعترفوا بوفيق حبيب إلا على انه مغني الرعاع و الفلاحين. و كأن الموسيقى الأمازيغية او الزولو او حتى البوذية تم تحضيرها تحت قباب دور الأوبرا في أوروبا. ينتظرون حتى يأتي الأوروبي و يعيد إنتاجها. حصل مرة /كمثل كل مرة/ ان مجموعة شباب يعتقد نفسه انه مضطهد لأن البلاد لا تفهم حبه للروك و لا تتقبل نقش التاتو على جسده. و لكن هذا الغبي لم ينتبه الى أن فرق الميتال ظلت محظورة في أميريكا لفترة طويلة و لم ينتبه الى ان معظم المغنين و العازفين قضوا فترات طويلة في السجون و في دور العلاج و الإحباط. هؤلاء رجال و نساء حقيقيون. يدفعون ثمن ما يؤمنون به بينما هذا الخنزير يعتقد أن أبوه و أمه جاهلين لأنهما لا يستمعان الى رامشتاين و مارلن مانسون. ثمن من قال للأحمق ان التاتو زينة الموسيقيين؟ ليذهب الى أي دكان لحامة في المدينة او الى أي ميكانيكي او بائع خضار في سوق الهال. سيجد كل أحجام و أشكال التاتو . و سيجد قصات عجيبة و أزياء أعجب. و لكنه هو المقلد. ليس ناضجاً كفاية ليجد هويته . ثم يكيل السباب للمجتمع. البدو في سوريا يرسمون الوشوم, مربي الحمام, سائقي السرفيس و الشاحنات. الصيادين. نصف الشعب السوري يرسم وشوماً و يخرج عاري الصدر أو بقميص البروتيل. دون ان يعرفوا جملة إنكليزية أو يسمعوا بإسم /أوزي أوزبرن/ أو/ تو باك/ و لكن عندما ياخذ الشباب مصروفهم من الماما و البابا و يشترون سراويلهم ممزقة جاهزة و يستمعون الى جا روول و يرفضون الإستماع الى ابراهيم صقر أو وفيق حبيب فإن الحديث عن موضة و ظرافة و جيل جديد كله بلا طعم. سنوب دوغ قاتل حقيقي, تو باك قتل في الشارع, ليل كيم عاهرة, هؤلاء أشخاص حقيقيون. بينما في سوريا ما أن انتشرت موسيقا الروك حتى تحول أولاد البابا و الماما الى عبدة شيطان. وهؤلاء مقلدين بينما الحقيقيين هم من تحول الى القاعدة. و في أميريكا يخشون القاعدة أكثر مما يخشون عبدة الشيطان. و في اميريكا باتت الذقن الطويلة و السروال القصير نيو ترند. و أصبح الإسلام هو الموجة الجديدة بين الشباب و ليس عبدة الشيطان. و هنا الحديث لا يمت للدين بصلة وز لكنه مثال عن تحولات الموضة في المجتمعات. هل يقبل أحد بحقيقة أن أحمدي نجاد يمثل أيقونة موضة؟ غذا استغربتم فاسألوا يرميلدو زينيا و هو النجم الصاعد في عالم الموضة اليوم. او حتى يمكن ملاحظة أن ساركوزي نفسه ليس إلا نسخة مهزبة عن نجاد في الوقت الذي يحمل نجاد في لوكه كامل الشحنة اللازمة لتقليعة موضة جديدة. أو كما يقوا البعض أسنس.

عجيب أمركم، وكم تعتقدون أن الفتيات سخيفات إلى هذه الدرجة. هل حقاً ستستعيض الفتاة عن الفكر بالشكل؟ وهل ستعتقد الفتاة أن لبس اللو ويست والسكسوكة هي دليل على سعة الأفق أو رقي الفكر؟ وهل ستعتقد الفتاة أن من لبس على "الموضة" قد تخلص من أفكار "باب الحارة"؟ الفتيات أصبحن أكثر ثقافة، ويعرفن كيف يميزن بين الغلاف الخارجي الملمع، والمحتوى الداخلي. فإذا ما كان الهدف هو جذب الفتيات، فالأفضل قراءة كتاب أو أكثر، ولا أتحدث هنا عن الكتب الدينية المقيدة للعقول التي تملأ الأسواق، بل أتحدث عن كتب الفكر والأدب العالمي التي تفتح العقل على الآخرين.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...