47 جريمة شرف في سورية خلال عامي 2012 و2013 وحلب في المرتبة الأولى
بعد زواج طال عشر سنوات مع زوج قد أجبرت على الزواج منه بحكم القرابة التي تربطها به قررت م-ع الهرب مع رجل آخر لعلها تعيش حياتها المستقبلية بعيداً عن حياة زوجية أكرهت على التأقلم في تفاصيلها اليومية.
هربت م_ع وخلفت وراءها ثلاثة أطفال دون أن تدرك أن العار سيلاصق أولادها طوال حياتهم وبالطبع بحكم الشرف والعرض وأن المجتمع سيكون له كلمته في فرض القصاص على تلك الزوجة التي اختارت طريقها بإرادتها ولعلى السبب أنها سعت للانتقام من فرض عليها تلك الحياة.
بعد هربها مع شخص قررت معه رسم حياتهما معاً تم إلقاء القبض عليها من الجهات المختصة بعدما تقدم الزوج بشكوى رسمية للنيابة العامة بحكم أنه زوجها ومن حقه ملاحقتها قضائياً وجلبها إلى بيت الطاعة.
حاولت م-ع كثيراً إقناع أهلها أن ما فعلته كان نتيجة وسوسة شيطان ولن تكرر ما فعلته مرة أخرى إلا أن الحكم المجتمعي وقع في حقها ليصبح قراراً مبرماً غير قابل للطعن القتل دون سواه لغسل العار وبالفعل هذا ما حدث حيث أقدم أخوها الصغير على قتلها وذلك برميها بالرصاص حتى الموت ليغسلوا بذلك الفعل العار الذي لحقهم من فعلتها الشنيعة بحسب منظور الأهل.
لم تستطع هدى أن تخفي حبها لشخص رفضه أهلها باعتبار أنه لا يستطيع أن يؤمن حياة كريمة لابنتهم لعل بنظرهم من يأتي في المستقبل القريب من يكون كفئاً لها ويحظى بها.
تدرك هدى أن هروبها مع الشاب الذي أحبته سيجر لها الويلات إلا أنه كما يقال ومن الحب ما قتل ولذلك اتخذت هدى قرارها ومضت قدماً بتنفيذه لعلها تجد مع الشاب الذي أحبته بكل إخلاص حياة كريمة إلا أنها لم تعلم أن حياتها شارفت على الانتهاء وأيامها أصبحت معدودة.
علم أهلها أنها هربت مع ذاك الشاب إلى بلدة الزبداني بريف دمشق حيث أقدم والدها على قتلها بعد أن أستدرجها إلى خارج البلدة مدعياً أنه صفح عنها وأنه سيبارك زواجها من الشاب الذي هربت معه لتنتهي حياة هدى القصيرة ولاسيما أنها لم تتجاوز العشرين من العمر تحت عنوان عريض جرائم الشرف.
أرقام مخففة
بينت إحصائيات قضائية أن جرائم الشرف في سورية خلال عامي 2012 و2013 قليلة مقارنة في عام 2011 و2010 مشيرة إلى أن عدد جرائم الشرف في سورية خلال عامي 2012 و2013 لم تتجاوز 47 جريمة شرف.
وأشارت الإحصائيات إلى أن محافظة حلب جاءت في المرتبة الأولىبـ11 حالات تلتها دمشق وريفهابـ9 حالات على حين سجلت محافظة إدلب 8 حالات ومحافظة السويداء 4 حالات ولم تسجل سوى ثلاث حالات فقط في محافظة اللاذقية على حين لم تسجل أي حالة في محافظة طرطوس مضيفة إلى أنه سجل في دير الزور 5 حالات والرقة 3 حالات على حين سجل في محافظة الحسكة 4 حالات جرائم شرف.
مطالبات بإلغاء العذر المخفف
اعتبر قانون العقوبات السوري والصادر في عام 1949 أن قتل المرأة دفاعاً عن الشرف عذراً محلاً لمن أقدم على القتل شريطة أن يكون أحد أصولها كالأب أو فروعها كالابن أو زوجها وذلك بحسب المادة 548 من القانون السالف الذكر إلا أنه بعد المطالبات الكثيرة والملحة من القانونيين والمنظمات الأهلية والمجتمعية المعنية في هذا الشأن تم تعديل المادة المذكورة وإسقاط العذر المحل وتعويضه بالعذر المخفف.
وكانت اللجنة المشكلة من وزارة العدل والمعنية في النظر بالمواد القانونية التي تسبب ظلماً للمرأة اقترحت إلغاء المادة 548 من قانون العقوبات واعتبار جريمة الشرف جريمة يعاقب عليها القانون بالأشغال الشاقة لما سببته هذه المادة من ظلم كبير لكثير من النساء ذهبنا ضحية أهواء ذكورية لا ترحم.
من جهته اعتبر رئيس المركز الوطني للطب الشرعي في سورية الدكتور ياسر الصافي أن جرائم الشرف في سورية أصبحت قليلة خلال العام الماضي والحالي بعدما كانت في فترة معينة منتشرة وبشكل كبير مشيراً إلى أنه تم إجراء دراسة منذ ثمانية أعوام تبين أن في محافظة إدلب وحدها سجلت جريمة شرف كل شهر.
وقال الصافي: إن مجتمعنا بحاجة إلى تثقيف من وزارة الأوقاف ووزارة الإعلام وذلك من خلال الندوات والمحاضرات عن موضوع جرائم الشرف معتبراً أن هناك الكثير من الأشخاص يلعبون على وتر الدين ويقتلون المرأة بدافع الدين ضارباً مثلاً السعودية باعتبار أن جرائم الشرف في هذا البلد منتشرة وبشكل كبير تحت مسمى الدين.
محمد منار حميجو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد