17 يوماً من القصف الوحشي ولارسن يؤكد: لا حل من دون إيران وسوريا
صرح مبعوث الامم المتحدة للشرق الاوسط تيري رود لارسن بانه سيكون من الصعب الاتفاق على وقف لاطلاق النار في صراع لبنان بدون اشراك ايران وسوريا.وعندما سئل ان كان من الممكن التوصل الى وقف سريع لاطلاق النار قال لصحيفة لو فيجارو الفرنسية "بصراحة لا...لا اسرائيل ولا حزب الله أظهر أي علامة على قبول وقف اطلاق النار الان. على العكس من ذلك مازال الطرفان يخوضان قتالا."وقال لارسن انه من السابق لاوانه قول ما اذا كان يمكن لايران وسوريا ان تشاركا في حل الازمة. واضاف ان امين عام الامم المتحدة على اتصال بكل الاطراف.ويجتمع الرئيس الامريكي جورج بوش مع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني في واشنطن في وقت لاحق يوم الجمعة. ويواجه بلير ضغوطا متنامية ليبتعد عن حليفه الوثيق والانضمام الى مطالب عربية واوروبية بضرورة وقف اطلاق النار فورا. واوضحت فرنسا وفنلندا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي يوم أمس الخميس انهما تريدان وقفا فوريا للقتال. وقال بوش "هدفي...هو الامل في انهاء ذلك في اسرع وقت ممكن وفي نفس الوقت ضمان سلام دائم لا سلام زائف." حيث تصر واشنطن على ان سوريا وايران لن تكون طرفا في اي اتفاق في تعارض واضح مع كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة الذي دعا الى اشراكهما في المفاوضات.
في تلك الأثناء تابعت الطائرات الحربية والمدفعية الاسرائيلية قصفها للبنان لليوم السابع عشر على التوالي وقتلت اليوم الجمعة 11 مدنياً فيما أرجأت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس عودتها المرتقبة الى المنطقة.
وقال شهود ان 40 غارة جوية على الاقل استهدفت التلال الواقعة خلف مدينة صور الساحلية فيما اطلقت المئات من قذائف المدفعية على المنطقة من اسرائيل. وجاء قصف القرى بينما مازال بعض المدنيين محاصرين في القتال بعد قرار مجلس الوزراء الاسرائيلي بتكثيف الغارات الجوية والقيام بتوغلات برية محدودة بدلا من شن غزو كبير للبنان.
وقالت مصادر امنية ان ثمانية على الاقل بينهم مواطن اردني قتلوا في الجنوب بينما قتل ثلاثة اشخاص في غارة وقعت بعد منتصف الليل على سهل البقاع الشرقي.وأعلن مسؤول رفيع في الخارجية الامريكية ان رايس سترجيء على الارجح سفرها من ماليزيا حتى يوم السبت مقلصا آمال عودتها السريعة الى الشرق الاوسط اليوم.وكان تم حزم كل الحقائب والاستعداد للمغادرة عندما تغير جدول الاعمال فجأة فيما يوحي بأن المفاوضات في الشرق الاوسط لم تصل الى نقطة يمكن ان يدفع فيها وجود رايس الاطراف المتحاربة الى اتفاق ووقف الحرب التي اوقعت 456 قتيلا في لبنان معظمهم مدنيون و51 اسرائيليا بينهم 18 مدنيا.
وكان رايس قد أنهت جولة مفاوضات مكثفة في الشرق الأوسط في مؤتمر استمر يوما واحدا في روما دعا إلى وقف عاجل وليس فوريا لإطلاق النار. ما جعل وزير الخارجية الأيطالي يعتبره مؤتمراً فاشلاً وحمل المسؤولية عن ذلك لرايس التي رفضت وقف فوري لاطلاق النار.واعتبرت اسرائيل رفض واشنطن الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار بمثابة تفويض للاستمرار في ضرب لبنان ووضع حد لقدرات حزب الله الذي قام بأسر جنديين اسرائيليين في 12 يوليو تموز.واحتفظ حزب الله بقدرته على اطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل والتصدي للتوغلات الاسرائيلية البرية خصوصا قرب بلدة بنت جبيل الجنوبية حيث المعارك ما زالت مستمرة اليوم الجمعة.وقال مصدر عسكري ان الجيش الاسرائيلي يعتقد ان 200 من مقاتلي حزب الله اللبناني على الاقل قتلوا خلال 17 يوما من المعارك لكن حزب الله زف 31 شهيداً من مقاتليه فقط.
وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه في صحيفة يديعوت احرونوت ان أغلبية كبيرة من الاسرائيليين يؤيدون العملية العسكرية في لبنان ويقولون ان اسرائيل يجب ان تكون أكثر اقداما.وأظهر المسح ان 82 في المئة من كل الاسرائيليين و92 في المئة من كل السكان اليهود يشعرون بأن العملية ضد مقاتلي حزب الله في لبنان مبررة.
وغطى القصف الاسرائيلي للبنان والمعارك الدائرة مع مقاتلي حزب الله على الهجوم الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة منذ شهر لاستعادة الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط الذي أسره نشطاء فلسطينيون الشهر الماضي ووقف الهجمات الصاروخية من غزة على الدولة اليهودية.
وقال مسعفون وشهود عيان ان طائرات اسرائيلية أغارت على منازل فلسطينيين وورشة أشغال معدنية في قطاع غزة يوم الجمعة لتصيب سبعة اشخاص بجراح.
وقال الجيش الاسرائيلي انه نفذ عدة غارات جوية على مبان تستخدم في صنع وتخزين الاسلحة. واضاف ان بعضها مملوك لمسلحين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس(.
وقال شهود ومصادر أمنية فلسطينية ان عشرات الدبابات والمركبات المدرعة الاسرائيلية انسحبت من مناطق في شرق مدينة غزة وشمالها بعد عملية استمرت يومين ضد المسلحين أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينيا نصفهم مدنيون
.
الجمل ـ رويترز
إضافة تعليق جديد