12 شهيدا و60 جريحا من الجيش وتفجير منزل مراسل قناة الجديد والقبض على مقاتلين عرب

في إطار استهداف المجموعات المسلحة للكفاءات الوطنية والعقول والكوادر الطبية والتقنية والفنية اغتالت مجموعة مسلحة صباح أمس العميد الطبيب عيسى أحمد الخولي مدير مشفى الشهيد أحمد حاميش أمام منزله في حي ركن الدين أثناء توجهه إلى عمله وعلى مرأى زوجته وأبنائه، في وقت تعمل فيه عناصر الجيش وحفظ النظام على إعادة الأمن والأمان إلى محافظة حمص بمناطقها وأحيائها بعدما عاث المسلحون خراباً فيها واستهدفوا فيها المدنيين والعسكريين وقطع الطرقات وأقاموا الحواجز ومنعوا الموظفين من الذهاب إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم في حين تستمر عملية الملاحقة لإلقاء القبض عليهم وتخليص المحافظة من عملياتهم.
 
وقالت وكالة الأنباء «سانا» إن ثلاثة مسلحين ترصدوا خروج العميد الخولي من منزله وأقدموا على إطلاق النار عليه ما أدى إلى استشهاده.
والشهيد الخولي من مواليد جبلة محافظة اللاذقية عام 1957 يحمل إجازة في طب المفاصل من جامعات رومانيا ومختص في جامعات ومشافي باريس وعين رئيساً لشعبة المفاصل في مشفى تشرين العسكري عام 2004 ثم رئيساً لأطباء مشفى الشهيد أحمد حاميش وله أربعة أبناء شاب وثلاث فتيات.
واغتالت المجموعات المسلحة خلال الفترة السابقة العديد من الخبرات العلمية والكوادر الوطنية الكفؤة والمتخصصة منهم الدكتورة ميادة أنيس سيوف الأستاذة بجامعة البعث والمهندس أوس عبد الكريم خليل الاختصاصي في الهندسة النووية والدكتور الطبيب حسن عيد رئيس قسم جراحة الصدر في المشفى الوطني بحمص والدكتور مصطفى محمد سفر العامل في مشفى بيسان للصحة المدرسية وربى إبراهيم المدرسة في المركز الوطني للمتميزين بحمص والمهندس طلال نعيم القطريب العامل في مصفاة حمص والمهندسة فاطمة خليفة العاملة في الشركة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية في محردة والمهندس فراس قدار رئيس قسم كهرباء دوما والمساعد الفني بسام بركات في مدينة دوما بريف دمشق.
وفي حمص قال مصدر أمني مطلع إن الأجهزة المختصة تمكنت أثناء ملاحقتها للمسلحين في منطقة باب عمرو من تفكيك العشرات من العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون في الجوامع والمدارس والعبارات وقنوات الري وحول الأبراج السكنية وجنوب ملعب الباسل، وبحسب المصدر مازال هناك العشرات أيضاً من العبوات التي لم يتم تفكيكها حتى الآن. وهذه العبوات الناسفة التي تم تفكيكها معدة للتفجير عن بعد وجميعها محلية الصنع.
كما تمكنت الجهات المختصة بحسب المصدر من ضبط مشفى ميداني بأحد الجوامع بالحي المذكور بمعداته الجراحية والإسعافية وأجهزة طبية وضبطت مجموعة من القنابل والأسلحة المتنوعة ومجموعة كبيرة من الحبوب المخدرة المتنوعة الأصناف التي تسبب لمتعاطيها الهلوسة، لافتاً إلى أنه بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين في تلك المناطق تمكنت الجهات المختصة من قتل عدد منهم بعضهم يحمل جنسيات عربية وأجنبية كما ألقت القبض على عدد آخر منهم.
كما تمكنت الجهات المختصة وفقا للمصدر من إلقاء القبض على أكثر من 15 مسلحاً ومطلوباً في مناطق متعددة من المحافظة كالخالدية والبياضة وغيرها.
من جهة أخرى قام مسلحون برمي قنبلة قرب المؤسسة العامة الاستهلاكية في حي الوعر ما أسفر عن استشهاد مواطن وجرح 5 آخرين في سياق متصل اعتدى مسلحون على خط نقل بنزين إلى حمص ودمشق في منطقة القريتين وسرقوا قسماً كبيراً منه.
وكشف مصدر في المشفى العسكري عن وصول جثامين 12 شهيداً بينهم 5 من شرطة المحافظة وما يقارب 60 مصاباً عسكرياً إلى المشفى العسكري تم استهدافهم من قبل مسلحين في مناطق بابا عمرو، باب سباع، والبياضة، وحي الخضر وبعضهم بحالة حرجة وغير مستقرة وبينهم ضباط.
وبحسب مصدر بقيادة الشرطة استهدف مسلحون سيارة عامة نوع كيا يقودها عبد السلام حلاق على جسر بابا عمر تم استهدافها من قبل قناصة من منطقة جورة العرايس ما أسفر عن إصابة السائق بإصابة بليغة بالرقبة وأسعف على الفور إلى مشفى جمعية النهضة. وأفادت بعض المصادر المحلية الخاصة بأن هناك انتشاراً كثيفاً من مسلحين بمنطقة القرابيس وتقوم باستهداف المارة.
كما أفادت المصادر ذاتها بوجود قناصة في منطقة كرم الزيتون والنازحين وبعض البرجيات وتقوم بعملية قنص للمواطنين.
وفي إدلب أقدمت مجموعة مسلحة على حرق منزل الكاتب والشاعر محمد خالد الخضر عضو اتحاد كتاب العرب فرع إدلب في قرية المغارة التابعة لمنطقة أريحا في جبل الزاوية، بحسب وكالة «سانا».
وذكر الوكالة أن النار أحرقت محتويات المنزل بالكامل ومن ضمنها مكتبة نفيسة تحتوي على العديد من الكتب القيمة والنادرة.
كما أقدمت مجموعة مسلحة أمس على تفجير منزلي الصحفي نضال حميدي مراسل قناة الجديد وشقيقه في القرية نفسها وذلك بعد أن قامت مجموعة مسلحة أخرى في وقت سابق بحرق المنزل.
وأكد حميدي في اتصال مع «سانا» أن «الإرهابيين فجروا منزله بالكامل وسووه بالأرض».
واستنكر اتحاد الصحفيين السوريين قيام المجموعة المسلحة بتفجير منزل الزميل حميدي معتبرا أن هذه الأعمال الإجرامية بحق الإعلاميين تهدف إلى إرهابهم ومنعهم من ممارسة عملهم والحيلولة دون نقلهم للحقيقة وما يجري على الأرض من وقائع وأعمال قتل.

حمص- نبال إبراهيم

المصدر: الوطن