قوات القذافي تخرق الحظر الجوي والمعارضة تؤكد وإيطاليا تنفي تسليحها قريباً
في الوقت الذي لا يزال فيه إيجاد حل سياسي للازمة في ليبيا متعثرا، تصاعدت حدة المعارك قرب مدينة مصراتة غرب البلاد التي تحاصرها قوات الرئيس الليبي معمر القذافي، فيما أعلن الثوار في بنغازي أنهم اتفقوا مع ايطاليا على الحصول على أسلحة، وهو ما سارعت روما إلى نفيه مشيرة إلى أنها ستقدم فقط للمعارضين «معدات للدفاع عن النفس».
وعبّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن عن تفاؤله بأن يكون «الوقت انتهى» بالنسبة للقذافي، لكنه قال ان الصراع سيتطلب حلا سياسيا وليس عسكريا. وقال لشبكة «سي ان ان» الأميركية، «اوقفنا القذافي في مساره. الوقت ينفد أمامه. اصبح معزولا أكثر وأكثر». وأضاف انه مع هبوب «رياح التغيير» المؤيدة للديموقراطية في شمال افريقيا والشرق الأوسط ومقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن والضغوط على حركة طالبان في أفغانستان فانه «متفائل جدا» بأن «وقت القذافي انتهى».
وأعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة، أمس الأول، أن ايطاليا ستزود الثوار بالأسلحة «قريبا جدا»، موضحا ان ضباطا عسكريين في «الانتقالي» زاروا ايطاليا وابرموا اتفاقا في هذا الشأن مع مسؤولين ايطاليين، من دون تحديد نوع الاسلحة.
لكن روما نفت التوصل لأي اتفاق مع الثوار لإمدادهم بالأسلحة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الايطالية «لا يوجد اي اتفاق لإمدادهم بالأسلحة». وأضاف أن ايطاليا ستقدم فقط للمعارضين «معدات للدفاع عن النفس» وفقا لما اتفقت عليه «مجموعة الاتصال بشأن ليبيا» في اجتماع في الدوحة مؤخرا.
وأوضح غوقة ان عدد المقاتلين الثوار في كل انحاء البلاد لا يتجاوز ثلاثة الاف. وفقد الثوار تسعة مقاتلين في معارك عنيفة قرب الزنتان جنوب غرب طرابلس بينما جرح نحو خمسين، فيما شنت طائرات «الاطلسي» غارات استهدفت مستودعات اسلحة للحكومة قرب المدينة.
ودارت معارك دامية غرب مصراتة، فيما لا يزال عمود الدخان الكثيف يرتفع فوق مستودع الوقود الذي تعرض لقصف أمس الأول، تضاربت تقارير الثوار حول ما اذا كان استهدف عبر طائرات تابعة لقوات القذافي ام صواريخ.
وقال عبد السلام من مصراتة «يدور القتال الضاري الآن عند المطار وفي منطقة الكلية الجوية». وأضاف «قصف حلف الأطلسي منطقة في شرق مصراتة».
وكانت قوات القذافي كثفت من هجومها على ميناء مصراتة، المنفذ الوحيد الذي يمكن المدينة المحاصرة من تلقي المؤن ونقل الجرحى واللاجئين. وقال المقاتل احمد منتصر إن قوات القذافي «دمرت فقط الخزانات التي كانت ممتلئة»، مضيفا إن «شخصا ما ابلغهم بمعطيات الخزانات الدقيقة لتدميرها، وهذا يدل على انه ما زال في داخل المدينة خونة يتعاملون مع القذافي».
وقدم الثوار روايات متضاربة عن قصف مصراتة، لكنهم قالوا إن الهجوم الذي شن الليلة الماضية وأصاب صهاريج للوقود تستخدم للتصدير وأيضا للاستهلاك المحلي وجه ضربة لقدرتهم على احتمال الحصار.
وقال المتحدث باسم المعارضة أحمد حسن إن قوات القذافي استخدمت طائرات صغيرة تستعمل عادة في رش المبيدات في شن الهجوم، قبل ان يعود ويقول لقناة «الجزيرة» إن الهجوم شنته ثلاث مروحيات عليها شعار الهلال الاحمر.
وقال المتحدث الاخر باسم الثوار عبد السلام إن مروحية قامت بمهمة استطلاع فوق الميناء وبعد ذلك بساعتين اطلقت قوات القذافي صواريخ اصابت ثلاثة صهاريج للوقود.
واكد «الاطلسي» أن مروحيات حلقت في اجواء مصراتة الخميس الماضي في خرق للحظر الجوي الذي يفرضه الحلف من دون ان يؤكد ان المروحيات كانت تحمل شارة الصليب الاحمر.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد