سعوديات بادرن إلى زرع بذور ثورتهن

منال الشريف، ناشطة سعودية فككت قيدها وحررت نفسها من الزمان والمكان. فلم تنتظر كنظيراتها حلول الـ17 من حزيران لـ«تقود سيارتها بنفسها»، بل تجرأت، وركبت سيارتها الأربعاء الواقع في 18 أيار وقادت «بنفسها» في الخبر. منال اليوم مذنبة، لأنها تسلحت بمقود من دون رخصة، فاعتقلت، وأدينت من بعض الجهات لكنها بخطوتها هذه حررت كثيرات من خوفهن واستفزت كثيرين في عباآتهم.
أوقفت الشريف (32 عاما) من قبل سلطات المرور في مدينة الخبر، وعندما رفضت التعامل معهم قاموا باستدعاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي احتجزتها لساعات إلى حين قدوم أخيها وطلب منها التوقيع على تعهد بعدم القيادة مرة اخرى، ثم أطلقت سراحها، إلا أنها اعتقلتها مجددا أمس. وكانت الشريف أوضحت في تسجيل لها على موقع «يوتيوب» الأسباب التي دعتها للقيام بهذه الخطوة الجريئة، وهي «عدم وجود نص في الشريعة الاسلامية او قانون المرور يمنع النساء من القيادة، وان المسألة لا تعدو كونها اجتماعية ومدى قبول او رفض المجتمع السعودي لها». ولم يقتصر نشاط الشريف على «فيسبوك»، أو أنها قادت سيارتها بنفسها بل أعطت دروسا لأخريات في القيادة، علما بأنها حصلت على اجازة القيادة من اميركا.
وفي الفيديو تقول منال إنها بهذه الطريقة ستتمكن من العيش بكرامتها إذ أنها لن تحتاج لأن تنتظر سيارة الأجرة لتقلها، وتتحاشى تحرش السائق الأجنبي ونفقاته الكبيرة بالنسبة لها، «يقولون أنت ملكة، مدللة، مصونة... لكن عندما أقفل سيارتي لا أحد يتجرأ علي». إلا أن «معصية» منال استفزت رجال الدين في السعودية، ومن ضمنهم الشيخ خالد الراشد الذي ظهر في تسجيل دراماتيكي على موقع «يوتيوب» عنوانه «تم بحمد الله القبض على منال الشريف» كما لو قبضوا على عدو الإسلام، ثم راح يصفهن باللواتي «يتبعن شهواتهن»، وأضاف منتحبا «إذا سكتنا عنهن فماذا يحول بيننا وبين العذاب... لا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر...» ويتوعد «والله لن نتركهن ولنأمرهن على الحق».
أما حملة «سأقود سيارتي بنفسي في الـ17 من يونيو» فقابلتها «حملة العقال يوم الـ17 من يونيو لعدم قيادة المرأة» والتي هدد مؤسسها «كل من تسولها نفسها لقيادة السيارة» بالتالي «الاهتمام هو عدم قيادة المرأة للسيارة بكل ما أوتينا من قوة وبقوة... العقال سيكون بانتظار أي شاب وفتاة مع قيادة المرأة للسيارة»، وحذر من الأفكار الغربية التي تتغلغل في عقول السعوديات كما لو كانت للحرية هوية. إلا أن حملة النساء الناشطات ردت بتهديدها باستخدام الأسلحة البيضاء في حال تعرض أحد لهن في الـ17 من حزيران على الموقعين، وقد تجاوز عدد داعميهن 11500 شخص.

المصدر: وكالات