تجارة القبور في سورية والفساد وصل حتى إلى الموتى!

12-10-2024

 تجارة القبور في سورية والفساد وصل حتى إلى الموتى!

صرّح الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف أن تجارة بيع القبور في سورية انتشرت بشكل كبير بسبب التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة التي تمر بها البلاد.

حيث اضطر العديد من الأشخاص إلى بيع القبور التي ورثوها من أجل توفير احتياجاتهم الأساسية كالطعام والشراب، معتمدين على مبدأ “الحي أبدى من الميت”.

وأوضح يوسف أن هذه التجارة أصبحت تعتمد على العرض والطلب مثل العقارات أو أي سلعة أخرى، مما يعد استغلالاً واضحًا.

التقارير أشارت إلى أن أسعار القبور ارتفعت بشكل كبير، حيث أصبح من الصعب على المواطن تحمل تكاليف دفن أحبائه.

فقد وصل سعر القبر في دمشق إلى ما يعادل أسعار الشقق السكنية، حيث يُباع “القبر السوبر ديلوكس” بقيمة تصل إلى 150 مليون ليرة سورية إذا كان جديدًا وغير مستعمل، ويزيد السعر إذا كان له “إطلالة”.

وتبقى التكاليف الإضافية مثل تجهيز الرخام والشاهدة التي تحمل اسم المتوفى وأكاليل الزهور.

كما توجد قبور بأسعار أقل، تبدأ من 100 مليون ليرة، وهذا يعتمد على موقع القبر سواء كان شرقياً أو غربياً أو قربه من سور المقبرة.

واستنكر السوريون هذه الارتفاعات غير المبررة، خاصةً أن أسعار القبور لا تتأثر بسعر صرف العملة الأجنبية، وأراضي المقابر من المفترض أن تكون مملوكة لمحافظة دمشق.

مما يطرح التساؤل عن السبب وراء هذا الارتفاع الكبير.

أشار يوسف إلى أن بعض الأشخاص حولوا تجارة القبور إلى مهنة مربحة، حيث يتم بيع القبور بتوكيلات أو عقود بأسعار مرتفعة حسب حاجة عائلة المتوفى.

واستغلال هذا الوضع أدى إلى رفع الأسعار إلى 150 مليون ليرة في بعض الحالات، خصوصاً إذا كان القبر منفردًا أو يقع في موقع مميز أو قريبًا من قبور الشخصيات الدينية.

بينما تتراوح أسعار القبور الأخرى بين 50 إلى 100 مليون ليرة، إذا كانت في أماكن غير واضحة أو بعيدة داخل المقبرة، واصفًا هذه الظاهرة بأنها “تجارة منظمة”.

وأضاف الخبير أن هذه التجارة لا تخلو من الفساد، حيث يُلاحظ أن بعض القبور القديمة تُزال شواهدها وتُطمس معالمها ليتم بيعها بأسماء جديدة، وهي ظاهرة منتشرة في مقابر باب الدحداح وباب الصغير.

فيما يخص الحلول، أوضح يوسف أنه لا يوجد تدخل إيجابي من السلطات، وأن الحل الوحيد يكمن في إقناع الناس بدفن موتاهم في مقابر خارج دمشق، مثل مقبرة “نجها” في ريف دمشق، التي تتسع لمليون قبر وتُعتبر شبه مجانية، حيث لا تتجاوز تكلفتها 150 ألف ليرة سورية.

بينما أصبحت المقابر داخل دمشق محدودة، ولا يمكن الحصول على قبر إلا إذا كان موروثًا، ومع الأسف، يبيع البعض مقابرهم لتأمين احتياجاتهم الأساسية.


هاشتاغ

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...