يــهـــود ســــوريـــــا يدخلون العالم الافتراضي
ازداد نشاط اليهود العرب بشكل ملحوظ على شبكات التواصل الاجتماعي مؤخراً. ويتجلّى حضورهم القوي على صفحات «فايسبوك». بعد إلقاء الضوء على الصفحات الفايسبوكيّة ليهود لبنان ، جاء دور يهود سوريا، لدخول العالم الافتراضي.
في الرابع من شباط الحالي، تمّ استحداث صفحة «يهود سوريا». منذ ذلك الحين، انتسب إليها 988 فرداً، بعضهم مقيم في الولايات المتحدة، وبعضهم لا يزال مقيماً في دمشق القديمة، ومنهم من يحمل الجنسيّة الإسرائيلية، ويقيم في فلسطين المحتلّة. صورة الغلاف على تلك الصفحة، تظهر الحاخام جاك كاسين، رئيس الطائفة اليهوديّة في سوريا الآن. ويظهر في خلفية الصورة رسم للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وكان كاسين قد ظهر في العام 2000 وهو يؤدي الصلاة لراحة نفس الأسد داخل كنيس اليعازر في حي القشلة، داخل باب توما (دمشق القديمة)، مع مجموعة من المواطنين اليهود الذين رفضوا الالتحاق بدولة الاحتلال.
إلى جانب هذه الصفحة، هناك مجموعة سمّت نفسها «اليهود السوريون» وقد تمّ إنشاؤها قبل سنة، وتضمّ ما يقارب المئتي عضو. اللافت أنّه تمّ تفعيل المجموعة منذ شهر، وبشكل مكثّف، من خلال تنزيل الصور والمقالات. يشرف على تلك الصفحة يهود عرب، إضافة إلى آخرين داخل الكيان الصهيوني، يحاولون كالعادة إقحام الفكر الصهيوني بشتى الوسائل، والترويج له، ما يبعد الصفحة عن أهدافها «السامية» في الظاهر.
ويكتب اسحق طويل أحد الناشطين في تلك المجموعة: «قرر يهود سوريا ترك البلاد التي عاشوا فيها على مدار سنوات طويلة، وهجروا كنسهم ومحلات تجارة الذهب والبيوت التي تعطي انطباعاً عن ثراء أصحابها. كانوا بالآلاف وأصبحوا عشرات، رغم المميزات التي تمتعوا بها بعد وصول الرئيس حافظ الأسد إلى الحكم». ومن بين المعلّقين صحافي إسرائيلي اسمه موشي شمر، يُقدّر عدد اليهود في سوريا بالعشرات، معظمهم يسكن في دمشق القديمة، وقلة قليلة في حلب، ومجموعة عاشت في محافظة القامشلي هاجرت بين العامين 1994 و1997 إلى الولايات المتحدة. ويقول شمر في مقالة بعنوان «أنا من الشام»، انّ أوّل «كنيس يهودي في التاريخ واضح المعالم، موجود في دمشق».
ويشدّد القيّمون على الصفحة، على انّ «من بقي من أبناء الطائفة في دمشق يعيشون براحة تامة ولا يخجلون الظهور الإعلامي، وأن النظام الحالي لا يقيّدهم وان الرئيس بشار الأسد يتواصل معهم بكل محبة ويقف عند طلباتهم، على عكس الوضع لدى يهود لبنان الذين يفضلون البقاء في الظلّ». ويعرض بعض الناشطين على الصفحة صوراً لموائد شاميّة قديمة، خصوصاً للمأكولات الخاصّة بالطائفة أيام السبت والأعياد الدينيّة، إضافةً إلى صور الأعراس، وصور من دمشق. ويقول طبيب جراحة أعصاب مشهور في العاصمة السورية، يدعى موسى لهب، انّه رفض مغادرة دمشق، في حين أقفل شقيقه يوسف محل الثياب الذي يملكه في القصّاع، وهاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة. وأشارت إحدى المداخلات على حائط المجموعة، إلى أنّ من بقوا من أبناء الطائفة في دمشق، لا يتناولون اللحمة، بسبب عدم توفّر جزارين يهود. والسبب أنّ معظم هؤلاء هاجر إلى الخارج، نتيحة عروض مغرية في بلاد الاغتراب.
على الصفحة عينها مداخلات لإسرائيليين، يعرّفون عن أنفسهم بـ«مهاجرين سوريين». بعضهم يذهب حدّ المطالبة «بأملاكه وثرواته»، وبعضهم يقول انّه ينتظر «العودة بعد سقوط نظام بشار الأسد».
ربيع دمج
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد