ولادة طفل قلبه خارج جدار الصدر في مشفى التوليد الجامعي بحلب
الجمل- حلب– محمد الشيخ: شهد مشفى التوليد وأمراض النساء الجامعي ولادة طفل قلبه خارج جدارالصدر، وذكر الدكتور مجاهد حمامي مدير عام المشفى أن هذه الولادة هي احدى التشوهات الخلقية النادرة جدا والتي يطلق عليها (متلازمة بولاند) حيث تشكل واحدة من بين /4/ ملايين ولادة طبيعية .
وأوضح الدكتور حمامي أن أم الطفل السيدة مرضية الصاري /27/ سنة قد راجعت المشفى بحالة مخاض يوم الأربعاء الماضي وتم اجراء صورة (ايكو) والفحوصات الأخرى لها فتبين وجود تشوه أو كتلة على بطن الجنين
فقرر الكادر الطبي اجراء عملية قيصرية للأم .
لطف القدر
من جهتها أشارت الدكتورة روض مرجانة رئيسة شعبة الحواضن بالمشفى الى أنه تم وضع الطفل في الحاضنة بعد ولادته مباشرة أي الساعة الثامنة من مساء اليوم الذي راجعت فيه الأم المشفى , وان وضعه مستقر .
وبينت الدكتورة مرجانة أن الأم راقبت حملها مرة واحدة فقط كانت منتصف الحمل عندما ذهبت الى عيادة طبيبة في مدينة دير حافر حيث تم اجراء صورة (ايكو) لها أخبرتها على اثرها الطبيبة أن الحمل طبيعي مؤكدة أنه لو كانت الولادة طبيعية لكان من المحتمل أن يتعرض قلب الجنين للتمزق .
أما الدكتور مصطفى ماهر العطري استشاري أمراض القلب في المشفى فقد أوضح أيضا أن الطفل بصحة جيدة
لكنه بحاجة الى تداخل جراحي اسعافي للحفاظ على حياته حيث سيتم اعادة القلب الى مكانه الطبيعي ضمن الرئة اليسرى وداخل جدار الصدر ليتمكن الطفل من الاستمرار بالحياة دون أية أعراض ثانوية أو مضاعفات أخرى
وان ذلك التداخل مطلوب اجراؤه بالسرعة الممكنة .
وردا على سؤال حول مدى خطورة هذا العمل الجراحي قال الدكتور العطري : انه ليس صعبا لكنه حساس جدا
ويجب الاسراع في اجرائه لضمان نجاحه وذلك على يد جراح قلب أطفال ذي خبرة اذ أن الانذار سيئ أي أنه اذا لم يجر هذا العمل الجراحي بشكل مثالي وبعلاج كامل فان احتمال حدوث الوفاة فيما بعد مرتفع نسبيا مقارنة بجراحات التشوهات القلبية الأخرى .
الوقت من ذهب
وبما أن الوقت شكل عامل ضغط كبير على هذه الحالة الحرجة فقد قامت ادارة المشفى ممثلة بالدكتور حمامي بالاتصال بعدة مراكز لجراحة القلب في مدينة حلب وخارجها لاجراء هذا العمل الجراحي المتطور ذي التكلفة العالية حيث أثمرت الجهود عن تكفل جمعية صندوق العافية الخيري بحلب مشكورة بدفع تكاليف العمل الجراحي الذي سيتم اجراؤه للطفل في مشفى الأسد الجامعي بدمشق علما أنه تم أمس أخذ الطفل الى هذا المشفى داخل سيارة اسعاف مكيفة وبرفقة طبيب مختص .
تساؤلات تبحث عن اجابات مقنعة
وازاء هذه الحالة نتساءل : لماذا لا يتم احداث مركز متخصص بجراحة قلب الأطفال في حلب ؟! .
لماذا لا ترسل جامعة حلب طبيبا للتخصص في جراحة قلب الأطفال لعلاج مثل هكذا حالات ؟! .
ما سبب عدم وجود التجهيزات الأساسية لهذا النوع من العمليات الجراحية بحلب رغم ما تشكله هذه المحافظة من ثقل سكاني واقتصادي وعلمي على مستوى القطر ؟ ! .
هل يعقل أن يتم ارسال الطفل الى دمشق لاجراء هذا العمل الجراحي مع العلم أنه يوجد في نفس مبنى مشفى التوليد وأمراض النساء الجامعي مركز جراحة القلب بالجامعة الذي وقف عاجزا عن استقبال هذه الحالة ؟! .
والد الطفل فقير جدا
كما التقينا والد الطفل / رياض الصاري – 35 عاما / الذي لديه من زوجته- ابنة عمه- /3/ أولاد -غير المولود الجديد- أكبرهم عمره /6/ سنوات وهم سليمون صحيا كما انه لا توجد في عائلته أوبين أقاربه أية حالة مشابهة لحالة ذلك المولود .
وان رياض هو من تدمر- السخنة – قرية حريت ويعمل منذ /4/ سنوات راعيا لحوالي /200/ رأس من الأغنام تعود ملكيتها الى /5/ أشقاء في قرية أم العمد بناحية دير حافر بحلب مقابل أجر شهري قدره/3000/ ليرة سورية
فقط لاغير , وليس لديه دخل غير هذا الدخل (المجزي ) والذي لا يجرؤ على طلب زيادته خوفا من أن يفقد عمله
الذي من الممكن أن يقبل عليه الكثير من الأشخاص في حال تركه كما يقول ؟ ! .
وان رياض يسكن مع أسرته في (بيت شعر) وسط لهيب الصيف وزمهرير الشتاء ؟ ! .
لقطات
/1000/ليرة فقط
لم يكن لدى والد الطفل عند ولادته سوى /1000/ليرة فقط , كما أن الارتباك والحيرة ازاء هذه الحالة الغريبة لمولوده الجديد قد جعلاه لا يختار له اسما حتى بعد ظهر يوم الخميس حيث أسماه (بشار) .
دعاء وأمنيات
من المقرر أن يتم اليوم الأحد اجراء العمل الجراحي للطفل الذي نرجو من الله تعالى أن يكلل بالنجاح , كما نتمنى أن يتم تأمين المكان المناسب للطفل بعد ذلك حيث لا يعقل أن يقضي فصل الشتاء في ( خيمة شعر ) !.
الوقوف على أطلال قسم أبقراط ؟!
ورد في قسم أبقراط أنه على الطبيب أن يعالج أي مريض بأجر أوبدون أجر لانقاذ حياته , وألا تكون المادة هي الأساس , لكن للأسف فان العديد من الأطباء لا يطبقون ذلك حيث تحولوا الى تجار هدفهم الأول والأخير المال ثم المال ضاربين عرض الحائط بالدور الانساني والأخلاقي و الاجتماعي لمهنة الطب النبيلة ؟! .
عندهم وليس عندنا !!
قال لنا أحد المختصين أن مثل هكذا عمل جراحي يتم اجراؤه في أي مركز لجراحة القلب في امارة موناكو الفرنسية مجانا ؟! .
استثمار من نوع آخر ؟!
قام العديد من الأطباء والممرضات بدخول قسم الحواضن والتقطوا الصور وسجلوا العديد من مقاطع الفيديو للطفل على أجهزتهم الخلوية والتي تم ارسالها الى العديد من العاملين بالمشفى وغيرهم , وفي هذا الصدد نتساءل :هل ستصل تلك المقاطع الى محلات ( السيديات) ليقوم أصحابها باستثمارها على طريقتهم الخاصة ؟! .
حالات مشابهة
أخبرنا أحد الأطباء بحدوث حالة ولادة مشابهة منذ/10/ سنوات في مشفى حلب الجامعي تم حينها اجراء عمل جراحي للطفل في نفس المشفى لكنه لم يكلل بالنجاح معربا عن ثقته بما شهده الطب خلال هذه الفترة من تطور مذهل يجعل الأمل كبيرا بنجاح العمل الجراحي لهذه الحالة الجديدة .
الجمل
-----------------------------
إضافة أولى:
بسبب عدم تأمين كيس بلازما له في الوقت المناسب لقي الطفل الذي ولد وقلبه ينبض خارج جدار الصدر حتفه في مشفى التوليد وامراض النساء الجامعي وذلك قبل ان يتم أخذه الى دمشق لإجراء العمل الجراحي اللازم له .
وذكر الدكتور مصطفى ماهر عطري استشاري امراض القلب في المشفى ان سبب الوفاة يعود الى حدوث اضطرابات كبدية ادت الى النزف ومن ثم الوفاة موضحا أن الطفل كان بحاجة الى نقل كيس بلازما بعد 12 ساعة من ولادته إلا انه لم يتم احضار ذلك الكيس إلا بعد 48 ساعة على الولادة حيث تم تأمينه من مشفى الرازي بجهود بعض الاشخاص من غيرالوسط الطبي بعد اتصالهم بالمعنيين في مديرية الصحة .
واوضح الدكتور عطري ان البلازما تساعد على رفع مستوى نشاط (البروسرمبين ) - احد عوامل التخثر - في الدم مؤكدا انه لو تم تأمين الكيس في الوقت المناسب لخفت الخطورة لدى الطفل الذي كانت لديه تشوهات قلب خلقية مصحوبة بتشوهات عضوية اخرى وقد كان بحاجة الى اجراء عمل جراحي بالسرعة القصوى حيث ان حالته لا تتحمل انتظار اسعافه الى دمشق .
ولكن رب من يسأل عن سبب عدم تأمين ذلك الكيس ( المنقذ ) في الوقت المحدد , إلا ان الاجابة عن هذا السؤال المشروع لاتخلو من غرابة وحيرة شديدة حيث ان تلك الاكياس غير موجودة في المشفى الذي ولد فيه الطفل مساء الاربعاء الماضي فهي موجودة في بنك الدم وان سعر الكيس الواحد فقط 800 ل . س إلا ان الاكثر مرارة ان والد الطفل قد ذهب الى ذلك البنك لاحضار الكيس » الموعود« لكنه عاد خالي الوفاض بسبب عدم موافقة البنك على اعطائه الكيس مجاناً رغم كونه فقيراً معدماً لايملك حتى ذلك المبلغ المتواضع جداً ؟ !!
وفي هذا الشأن نشير الى أن ولادة هذا الطفل أثارت سيلا من التعاطف والرغبة في المساعدة لانقاذ حياته حيث ابدى اطباء سوريون في امريكا واوروبا استعدادهم لإجراء هذا العمل الجراحي مجاناً ونقل الطفل على حسابهم الخاص الى المشافي التي يعملون فيها إذا كان الطفل يتحمل هذا النقل الاسعافي لكن في المقابل رفض بعض الاطباء داخل القطر اجراء هذا العمل الجراحي بحجة عدم التخصص في حين وافق احدهم على إجرائه لكن بسعر مرتفع جداً ( 10 ) نجوم يتم دفعه مسبقاً قبل العمل الجراحي اما الطبيب الذي وافق على إجرائه بسعر منخفض عن طريق جمعية صندوق العافية فقد كان ينتظر الدوام الرسمي في المشفى الذي يعمل فيه اي صباح الاحد علما انه تم الاتصال به قبل ظهر يوم الخميس الماضي مما يفتح الباب على طرح سؤال ملح : هل الاسعاف الجراحي عند بعض الاطباء ينتظر الدوام الرسمي ام ان ذلك كان بمثابة ذريعة هدفها دفع ذوي الطفل والذين وافقوا على دفع تكاليف العمل الجراحي الى أخذه بسرعة الى مشفى خاص وعدم الانتظار حتى انقضاء تلك العطلة وما يمكن ان تحمله في ثناياها من مضاعفات محتملة على صحة الطفل ؟ !!
محمد الشيخ (الجماهير)
إضافة تعليق جديد