وسط إجراءات أمنية مشددة بوتو تزور قبر والدها
استقبل الاف من الانصار رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو يوم السبت لدى زيارتها معقلها في جنوب باكستان بعد أيام من تعرضها لمحاولة اغتيال أدت الى قتل 139 شخصا.
وتحمع نحو أربعة الاف من مؤيدي حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو المتحمسين ملوحين ومصفقين لدى وصول بوتو في عربة مضادة للرصاص الى ضريح والدها الفسيح في قرية جارهي خودا باكش مسقط رأس أجدادها والقريبة من بلدة لاركانا باقليم السند.
ولوحت بوتو التي كانت تقف في العراء بجوار سكرتيرها للحشود الذين منعهم طاقم حراسة مزود ببنادق من طراز ايه كيه-47 من الاقتراب من عربتها.
وعلقت صورة ضخمة لبوتو على بوابة ورفرفت أعلام حزب الشعب الباكستاني بألوانها الثلاثة الاخضر والاحمر والاسود فيما أثار موكبها عاصفة من الاتربة.
وعرض التلفزيون لقطات لبوتو وهي تتشح بشال عليه ايات من القران وتنثر زهورا حمراء على قبر والدها ذو الفقار علي بوتو أول رئيس وزراء منتخب في باكستان والذي أطاح به الجيش في عام 1977 ثم أعدم شنقا في وقت لاحق.
ثم جلست بجوار القبر تقرأ ايات من القران.
وقالت للصحفيين بعد ذلك قبل أن تتوجه الى بيت عائلتها محاطة بقوات الامن في سيارات جيب مزودة بمدافع رشاشة "شعرت بتأثر شديد. كنت أريد زيارة قبر والدي زعيم الشعب." وأضافت "لا يزال خطر التعرض لهجوم قائما لكن الحارس هو الله. لست خائفة من هؤلاء الناس/ المتشددين"/ قائلة انها تشعر الان بتحسن في وضعها الامني. وقالت "كان هجوما علي وعلى قيادة حزب الشعب الباكستاني وعلى الديمقراطية."
وعند هبوط بوتو من الطائرة في وقت سابق يوم السبت قبلت نسخة من القران ووضع رجل شالا تقليديا من السند على كتفيها. واستقلت سيارة جيب ولوحت للمؤيدين الذين أمطروها بورود حمراء في بداية طريقها الى لاركانا.
وقال امداد شانديو بينما كانت الشرطة تدفعه "زعيمتنا جسورة. واذا لم تخف فاننا أيضا لن نخاف."
وجرى نشر مئات من الشرطة وقوات والامن في مطار سوكور في أول جولة لبوتو خارج كراتشي منذ أن تعرضت لهجوم في الاسبوع الماضي لدى عودتها من المنفى الاختياري هربا من اتهامات بالفساد.
وهاجم انتحاري واحد على الاقل او من المحتمل اثنان ركب سيارات بوتو في كراتشي اثناء سيره ببطء عبر حشد من مئات الالاف من أنصارها.
وقال جويد كريم شانديو وهو مصرفي من كراتشي "لا ينبغي للمرء أن يثنيه أو يروعه حادث مثل الحادث الذي وقع (في الاسبوع الماضي)... اذا روعتنا هذه الامور فان العملية (الديمقراطية) كلها ستنهار."
ووضعت اعلام حزب الشعب الباكستاني وصور بوتو ووالدها على جانبي الطريق في تلك المنطقة الزراعية الواقعة حول لاركانا .
وتنحى الحكومة باللائمة في هجوم كراتشي على متشددين اسلاميين يتمركزون في الاراضي القبلية المجاورة لافغانستان حيث تتحصن القاعدة وطالبان.
وتشتبه بوتو في ان حلفاء سياسيين للرئيس برويز مشرف يتأمرون ضدها ايضا على الرغم من قولها انه لا يوجد ما يدعوها للاعتقاد انه متورط بصفة شخصية.
ومنح مشرف بوتو عفوا أتاح لها العودة لباكستان دون الخوف من المحاكمة في قضايا فساد. وهناك توقعات بأنه قد ينتهي الامر بالاثنين الى تقاسم السلطة بعد الانتخابات العامة التي تجرى في يناير كانون الثاني القادم.
ومثل هذه الوحدة ستكون محل ترحيب من الولايات المتحدة المنزعجة من صعود التشدد في باكستان النووية.
وخاضت القوات الباكستانية معركة مع متشددين بالقرب من معقل حركة تستلهم نهج طالبان في شمال غرب البلاد يوم الجمعة بعد يوم من هجوم نفذه انتحاري وأسفر عن مقتل 21 شخصا بينهم 17 من الجنود.
وتصاعد العنف في باكستان منذ يوليو تموز الماضي عندما ألغى المتشددون اتفاقا للسلام واقتحم الجيش مسجدا للمتشددين في العاصمة اسلام اباد.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد