(وثائق سورية):رسالة نزيه مؤيد العظم من القاهرة إلى جميل مردم بك
إلى سعادة الأخ المفضال جميل بك المحترم:
حضرت جلسة خاصة ضمت خيرة الرجال، فجرى ذكركم فأثنوا عليكم بما أنتم أهله. وقدروا لكم مفاداتكم ومواقفكم. ولكنهم عجبوا أن قرؤوا في "الأهرام" مقالة يستشم منها مجاراتكم للفئة الأثيمة التي قلتم عنها في " عرى" : " إننا لو جلبنا لهذه الأمة الاستقلال التام في مدة شهرين لألفوا حزباً مخالفاً وبثوا الدعاية ضدنا لتقصيرنا بقولهم : إنهم يقدرون أن يحصلوا عليه بتسعة وخمسين يوماً !!".
وهي الفئة التي أحد زعمائها الشيخ كامل القصاب. وقد طردكم ورفيقكم طرداً من بيته حتى لا يصاب بأذى من السلطة البريطانية!!.
والذي قال: إنه لم يلتحق بالثورة لأن المال بيد رشيد طليع وعادل أرسلان.
والذي قال: لا نلتحق بالثورة مالم يلتحق فلان وفلان وفلان. فاعتذر يومئذ نبيه بك العظمة بأنه ذاهب، ومحمد بك إسماعيل، إلى جهة الشمال، وأن رشيد بك مصاب بالروماتيزم، والأمير عادل بالواسير، وما عليك وعلى رفيقك إلا أن ترجعا حالاً من حيث أتيتما. وسيجتمع بكما الأمير عادل في قرية ذيبيين! وقد لعبوا كل الألاعيب ليستروا مثل سعد الدين بك المؤيد عنك وعن رفيقك حتى تسافرا وحدكما!
وهو الذي صاح لما علم أنه من المحتمل أن فلاناً وفلاناً يسافران، بأنه لا شأن له بهذه الثورة، وأنه لن يغادر مكانه!
أنسيت يا جميل بك رسالة الألم والقنوط التي كتبتها بالفرنسية بيدك ليوصلها حيدر بك ابن عمك بلسان صديقك إلى مراجعها؟ ألم تكن هذه الرسالة منتهى القنوط من هذه الفئة التي تدعي "الأهرام" أنك تجاريها؟.
القاهرة 25 أيار 1928م.
نزيه المؤيد العظم
المصدر:أوراق مؤيد العظم، مديرية الوثائق التاريخية- دمشق.
الجمل- إعداد:د. سليمان عبد النبي
إضافة تعليق جديد