واشنطن: مقتل الرجل الثاني في «داعش»

22-08-2015

واشنطن: مقتل الرجل الثاني في «داعش»

للمرة الثانية خلال ما يقارب العام، أعلنت الولايات المتحدة عن مقتل من أسمته «الرجل الثاني» في تنظيم «داعش» فاضل أحمد عبد الله الحيالي، في غارة جوية بطائرة من دون طيار على سيارة قرب مدينة الموصل، مشيرة الى ان أحد المسؤولين الاعلاميين في التنظيم المتشدد، ولقبه أبو عبد الله، قتل في الغارة ذاتها.
ويعدّ الحيالي أحد الأعضاء البارزين في المجلس العسكري لتنظيم «داعش»، وهو بحسب واشنطن المسؤول الأبرز عن عمليات التمويل ونقل الأسلحة بين سوريا والعراق. وسبق للبنتاغون أن أعلن العام الماضي، عن مقتل مسؤولين كبار في تنظيم «داعش» بغارة جوية شمال البلاد، حيث ذكر مسؤول أميركي آنذاك، أن الحيالي الملقب بـ «الحجي معتز» و «أبو مسلم التركماني» هو من بين القتلى.
الإعلان الأميركي، امس، جاء على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض نيد برايس، الذي أكد في بيان أن «فاضل أحمد الحيالي المعروف أيضا باسم حجي معتز.. قتل في غارة جوية أميركية يوم 18 آب أثناء تحركه في سيارة قرب الموصل في العراق إلى جانب المسؤول الإعلامي للدولة الإسلامية أبو عبد الله».
واعتبر برايس أن «مقتل الحيالي سيؤثر سلباً على عمليات تنظيم الدولة الإسلامية لأن نفوذه يمتد لتمويل التنظيم والإعلام والعمليات والدعم اللوجيستي». ويعدّ الحيالي، ابن مدينة تلعفر العراقية، من أبرز ضباط الحرس الجمهوري في الجيش العراقي السابق، وعضواً في المجلس العسكري لـ «داعش» منذ نيسان العام 2013.
وشغل الحيالي، وهو تركماني الأصل، منصباً في الاستخبارات العسكرية العراقية قبل الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003، وسُجن لفترة وجيزة في معتقل «بوكا» الأميركي بعد الاحتلال. ويعتبر الحيالي من أبرز العقول الأمنية في تنظيم «داعش»، وتناقلت تقارير استلامه قيادة المجلس العسكري في التنظيم.
ولعب الحيالي دوراً أساسياً في الترويج لتنظيم «داعش» بين وجهاء العشائر والزعامات المحلية في المحافظات الشمالية في العراق، كما روج له على أنه كان حاكم الظل للعديد من المرجعيات العراقية في هذه المحافظات. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد ذكرت، أن الحيالي قتل في غارة أميركية في تشرين الثاني العام الماضي.
وفي سياق متصل، قال رئيس أركان العمليات ضد تنظيم «داعش» الجنرال الأميركي كيفن كيليا إن اختباراً عسكرياً ميدانياً أجري على شظايا قذائف هاون أطلقها مسلحو تنظيم «داعش» على مقاتلي البشمركة في العراق، في وقت سابق هذا الشهر، أظهر آثار استخدام غاز الخردل الكيميائي.
وأكد كيليا أن الاختبار الميداني ليس دليلاً حاسماً على استخدام أسلحة كيميائية، لذلك فإن الشظايا تخضع في الوقت الراهن لاختبارات أكثر حسماً لتأكيد تلك النتيجة، مشيراً إلى أن هذه القذائف كانت قد أطلقت على مواقع للبشمركة قرب مخمور، شمال وسط العراق، في 11 آب الماضي، حيث جمع الشظايا مقاتلون أكراد وسلموها إلى القوات الأميركية في المنطقة.
وقال الجنرال الأميركي «استطعنا أخذ شظايا بعض قذائف الهاون هذه وإجراء اختبار ميداني عليها.. وقد أظهرت وجود الخردل المقطر أو ما يعرف باسم خردل الكبريت». ولفت إلى أن غاز خردل الكبريت هو مادة كيميائية من الفئة الأولى، وهو ما يعني أن لها استخدامات قليلة خارج نطاق الحرب الكيميائية.
إلى ذلك، تواصلت التظاهرات في المدن العراقية، أمس، وخرج المتظاهرون في 11 محافظة مطالبين بإصلاح المؤسسة القضائية ومحاكمة المتورطين بسرقة المال العام، محتجين على غياب الخدمات وعدم توفر الوظائف، في وقت شارك عناصر من «الحشد الشعبي» في هذه التظاهرات بشكل بارز للمرة الأولى، مطالبين بدفع رواتبهم المتأخرة.
ففي العاصمة بغداد احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة التحرير وسط إجراءات أمنية مشددة ورفعوا شعارات مؤيدة لحزمة الإصلاحات التي اتخذتها حكومة حيدر العبادي، وطالبوا القضاء بإصلاحات عاجلة وإبعاد القضاة المتهمين بالتستر على ملفات الفساد.
وشهدت محافظات، ذي قار، وميسان، والبصرة، وواسط، والديوانية، وكربلاء، والنجف، وبابل، والمثنى، وديالى، احتجاجات واسعة مطالبة بتوفير الخدمات الأساسية، وتوفر الوظائف، وإصلاح المؤسسة القضائية، وإبعاد المؤسسات الحكومة عن المحاصصة الطائفية.
وفي تظاهرة بغداد، احتشد المئات من عناصر «الحشد الشعبي» مطالبين الحكومة بصرف رواتبهم المتأخرة. وألقى المتجمعون الذين تجمعوا في ساحة التحرير بزيهم العسكري، هتافات منددة بـ«تأخر دفع مستحقاتهم المالية منذ عدة أشهر»، رافعين لافتات تطالب بصرفها.
سياسياً، كرر المتحدث باسم المرجع الديني السيد علي السيستاني تأكيده على أن معركة الإصلاحات «معركة مصيرية» وأن لا خيار للشعب والحكومة «إلا الانتصار فيها»، وطالب بـ«إجراءات حقيقية وصارمة» بهذا الاتجاه ومحاسبة «كبار سارقي المال العام»، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة عدم تناسي المعركة ضد «داعش».
وأعلن قادة «التحالف الوطني»، وهو أكبر كتلة سياسية في البرلمان العراقي، دعمهم لحزمة الإصلاحات التي تبناها العبادي على مدى الأيام الماضية، ودعوا إلى إعلان الإصلاحات الخاصة بالقضاء إلى الرأي العام.
وقال «التحالف» في بيان إن رئيسه إبراهيم الجعفري (وزير الخارجية)، ترأس اجتماعاً لقادة «التحالف» في مكتبه ببغداد بحضور العبادي، ونائب رئيس الجمهورية الملغى منصبه نوري المالكي، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، وزعيم منظمة «بدر» هادي العامري، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين شهرستاني، ومستشار الأمن القومي فالح الفياض.
ولفت البيان إلى أن «التحالف أكد دعمه حزمة الإصلاحات البرلمانية، وحثَّ مجلس النواب على الاستمرار في سن المزيد من التشريعات ذات الصلة ببناء مؤسسات الدولة، أو المتعلقة بتلبية حاجات المواطن».
وشدد قادة التحالف الوطني على ضرورة «دعم الإصلاحات التي قامت بها السلطة القضائية، وإعلان تلك الإصلاحات للجمهور، ودعم القضاء في مكافحته الفساد، والضرب بيد من حديد على المفسدين، وحفظ القضاء بعيداً عن التسييس».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...