واشنطن تكثّف غاراتها واستخباراتها في اليمن
أعلنت السلطات اليمنية، أمس، أن طائرات حربية شنت سلسلة غارات على منزل أحد قادة تنظيم «القاعدة»، سبق أن أكدت صنعاء مقتله في ضربة جوية الجمعة الماضي، في وقت ذكر تقرير للكونغرس الأميركي أنّ واشنطن كثفت مؤخراً ضرباتها الجوية ضد «القاعدة» في اليمن، إلى جانب تعزيز وجودها الاستخباراتي في اليمن، وزيادة مساعداتها العسكرية للحكومة اليمنية.
وذكرت مصادر أمنية يمنية أنّ سلاح الجو اليمني استهدف منزلاً ومزرعة يملكها القيادي في «القاعدة» عايض الشبواني، في منطقة وادي عبيدة في محافظة مأرب، على بعد نحو 185 كلم شرقي العاصمة صنعاء، فيما ذكرت مصادر قبلية أنّ الطائرات اليمنية ووجهت بـ«مقاومة من مدفعية مضادة للطيران»، في حين نقلت وكالة «مأرب برس» عن مصادر محلية قولها إن الشبواني نجا من القصف الذي استهدفه، حيث شوهد في منطقة حصون آل جلال.
وكانت السلطات اليمنية أعلنت مقتل الشبواني مع القائد العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي وأربعة آخرين، في غارة جوية استهدفتهم الجمعة الماضي في منطقة الأجاش، غير أنّ تنظيم «القاعدة» نفى مقتل أي من قادته في الغارة.
وفي حادث منفصل ذكرت وسائل إعلام رسمية إن قوات الأمن اليمنية قتلت بالرصاص عضواً بالقاعدة حاول سرقة مركبة حكومية.
في هذه الأثناء، قال الصحافي اليمني عبد الإله شائع، الذي يؤكد أنه صديق الإمام اليمني أنور العولقي، إنّ ما أعلنته السلطات في صنعاء حول مفاوضات تجريها مع جهات قبلية لتسليمه ليس صحيحاً. وأضاف أنّ «العولقي أكد لي شخصياً أن أحداً لم يتصل به، وانه ليس هناك تفاوض حول شيء. كما انه لا رغبة لديه أبداً في تسليم نفسه»، مشيراً إلى أنّ العولقي «موجود في منزله ويتمتع بحماية قبيلته، والشرطة والجيش يعرفان انه من المستحيل إلقاء القبض عليه هناك».
وفي واشنطن، قال مسؤولون في وزارة الدفاع والكونغرس إنّ الإدارة الأميركية تبحث في إمكانية منح وزارة الدفاع سلطات موسعة لتعزيز قوات الأمن في اليمن، ودول أخرى يعتقد أنها ستصبح ملاذاً لـ «القاعدة»، فيما ذكر تقرير جديد أعدّته لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أنّ أميركيين يشتبه في أنهم تدربوا في معسكرات للقاعدة في اليمن، بينهم العشرات اعتنقوا الإسلام أثناء وجودهم في السجن، ربما يشكلون تهديداً خطيراً على الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنّ بعض هؤلاء اختفى ويخشى أنهم «انخرطوا في التشدد أثناء وجودهم في السجن وسافروا إلى اليمن للتدريب».
وألمح التقرير إلى أن واشنطن كثفت وجودها الاستخباراتي في اليمن، ورفعت من وتيرة هجماتها الجويّة ضد تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، كما أنها ضغطت على الحكومة اليمنية كي تتخذ مقاربة أقسى.
في هذا الوقت التقى مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز في واشنطن بوزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايكل هامر إنّ اللقاء جاء في «إطار سلسلة لقاءات في واشنطن لبحث مختلف المشاكل الثنائية والإقليمية»، مشيراً إلى أنّ جونز «جدد التأكيد على دعم الولايات المتحدة لوحدة اليمن وسيادته، وكذلك لجهوده الحازمة من اجل محاربة التهديد الإرهابي المتمثل في القاعدة في جزيرة العرب».
من جهة ثانية، أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تعليق الرحلات المباشرة بين بريطانيا واليمن بانتظار تدابير أمنية جديدة. وقال براون، أمام مجلس العموم البريطاني، «نحن نعمل بتعاون وثيق مع الحكومة اليمنية لنقرر التدابير الأمنية الواجب تطبيقها قبل استئناف الرحلات» بين البلدين، معرباً عن أمله في أن تستأنف الرحلات «سريعاً».
إلى ذلك، حذّر المعهد الملكي للشؤون الدولية («شاتهام هاوس») في لندن من فشل إستراتيجية مكافحة الإرهاب البريطانية ـ الأميركية في اليمن، ودعا لندن وواشنطن إلى تضمينها بنهج حكومي شامل يسعى للحيلولة دون انهيار الدولة ويضع إطار عمل أطول أجلاً لدعم هذا البلد في الانتقال إلى اقتصاد ما بعد النفط. وأشار المعهد، في تقرير تحت عنوان «اليمن: الخوف من الفشل»، إلى أن «الرأي العام اليمني يقف وعلى نطاق واسع ضد سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ويحتاج المخططون العسكريون الأميركيون للمحافظة على وتيرة هادئة مع سعيهم لمنع الانتعاش الرمزي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد