هل كان 2011 عاما سعيدا على شركات التكنولوجيا الرقمية ومستخدميها
كان عام 2011 حافلا بالعديد من الأحداث والتظاهرات والثورات والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية.
وعند النظر إلى الخلف شهرا بشهر، سنجد أن التكنولوجيا الحديثة لعبت دورا كبيرا في عديد من هذه الأحداث كما صنعت الكثير من العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام.
وفي السطور التالية نستعرض أبرز ما منجزات التكنولوجيا في عام 2011 :
يناير/كانون الثاني : تويتر يثبت قيمته
أثبت شبكات التواصل الإجتماعي في عام 2011 أنها لم تكن فقط للتسلية أو الترفيه، فشبكات مثل فيسبوك وتويتر وبلاكبيري لعبت
دورا كبيرا، حتى وإن كان هناك خلاف حول ذلك، في التنسيق لكثير من أحداث الربيع العربي وأحداث الشغب في بريطانيا.
ففي يناير/كانون الثاني ، حين وردت الأنباء عن إطلاق النار على سيدة عضو بالكونجرس الأمريكي، أثبت موقع تويتر قيمته الكبيرة حين نقل الخبر بوصفة خدمة إخبارية متداولة.
وتعرضت شركة تويتر في ذلك الوقت أيضا للضغط من قبل وزارة العدل الأمريكية للإفصاح عن أسماء مستخدمين تقول الوزارة أنهم على علاقة بموقع ويكيليس الشهير.
وشهد هذا العام أيضا أن تكاتف شبكات الإعلام الإجتماعي للدفاع عن نفسها حين كانت الحكومات تتسائل عن دوافع هذه الشبكات.
فبراير/شباط : أزمة نوكيا الكبيرة
في معركة السوق المربح والسريع النمو لهواتف الجوالة الذكية ، كان هناك خاسر واحد وبوضوح وهي شركة نوكيا. لقد هيمنت تلك الشركة الفنلندية العملاقة على صناعة التليفون المحمول لسنوات، لكن شهر فبراير/شباط الماضي شهد تقدما كبيرا لشركة آبل ونظام التشغيل أندرويد من حيث الأرباح وأسعار الأسهم بالبورصة.
وفيما يتعلق بما أصبح اليوم معروفا بـ مذكرة الأزمة الكبيرة، أبلغ المدير التنفيذي الجديد لشركة نوكيا موظفيه بتفاصيل الورطة التي أصبحوا فيها.
مارس/آذار : اتصالات برودباند لا تزال تواجه أزمة
طوال هذا العام كان الحديث ساخنا بين القراء هنا حول مسألة جودة ومدى توافر خدمات الاتصالات بتقنية "البرودباند" في بريطانيا.
وفي شهر مارس/آذار أظهر تقرير لشركة أوفكوم أن معظم خدمات الاتصالات التي تقدمها تقنية برودباند لم تكن تؤدى إلا بنصف السرعة التي وعدت بها الشركة في إعلاناتها. وفي حين كانت شبكة التليفون التي تعتمد على الأسلاك النحاسية تكافح لتقديم خدمات أنترنت أسرع ، زاد الطلب على الشبكات التي تستخدم تقنية الألياف في الاتصالات.
إبريل/نيسان : بلي ستيشن أصبحت غير متصلة بالانترنت
كل أنواع البيانات والخدمات تتحول الآن بعيدا عن الكمبيوتر الشخصي إلى الفضاء الإلكتروني، حيث توجد بنوك من الخادمات في مراكز عملاقة لحفظ البيانات.
لكن في ابريل/نيسان كانت هناك تحذيرات من أن أن خطأ ما قد حدث، فبعد هجوم من القراصنة الذين استطاعوا أن يعرضوا بيانات المستخدمين للخطر، فصلت شركة سوني شبكتها بلي ستيشن عن الإنترنت، وقد حرمت بذلك 75 مليون مستخدم لهذه الألعاب على هذه الشبكة.
وفي الوقت الذي تطالبنا فيه قلة من الشركات العملاقة بأن نأتمنها على أدق أسرارنا، فإن مغانم القراصنة تزداد ومعها مخاوف المستخدمين.
مايو/أيار : جهاز كمبيوتر بتكلفة 15 جنيه استرليني
كيف يمكن لبريطانيا أن تنجب جيلا من مستخدمي الكومبيوتر الأذكياء الذين بوسعهم بناء "جوجل المستقبل"؟.
هذا السؤال طرحه المدير التفيذي لجوجل إريك شميدت وتنفيذيون آخرون في مجال صناعة الألعاب وحتى رئيس الوزراء البريطاني. وفي مايو/آيار عرض أحد الحلول وهي كمبيوتر يتكلف 15 جنيه استرليني صمم ليلهم أطفال المدارس كيف يتعلموا استخدام الأكواد الأساسية للكمبيوتر.
يونيو/حزيران: فقاعة جديدة على الانترنت
عندما كان الإقتصاد العالمي يتعثر ، ظلت بعض شركات التكنولوجيا قادرة على جذب المستثمرين، ومنها شركات "جروب أون" و"لينكد إن" و "زينجا" والتي كانت من بين الشركات التي تمكنت من طرح أسهمها في البورصة وبأسعار اعتبرها الكثيرون مبهرة.
وفي شهر يونيو/ حزيران كنت أتساءل عما إذا كان يحق لي أن اتساءل عما إذا كان الهواء قد فرغ من الفقاعة التكنولوجية الأخيرة ، وذلك مع مع تراجع أسعار أسهم شركة لينكد إن وكذلك شركة بانادورا التي تقدم خدمة الإنترنت اللاسلكي بعد فورة الحماس الأولى التي صاحبت طرح تلك الأسهم.
وبينما يقترب العام من الإنتهاء، استقرت أسعار أسهم الشركتين عند نفس مستواها الذي تراجعت كانت عليه في شهر يونيو/ حزيران.
ولم تنفجر الفقاعة تماما لكن يبدو أن المستثمرين يوفرون حماسهم لأسهم التكنولوجيا انتظارا لطرح أسهم الفيسبوك في البورصة في 2012.
يوليو/ تموز: خدمة سبوتيفاي تتجه غربا
تعد خدمة البث المباشر للموسيقى "سبوتيفاي" واحدة من الخدمات الأوروبية القليلة التي كشفت لصناعة تكنولوجيا المعلومات عن وجود شيئ أو اثنين يتعلقان بالتكنولوجيا الهدامة.
ومع كل ما حققته هذه الخدمة من نجاح في الدول الأوربية، إلا أن بقائها هكذا على المدى البعيد كان موضع شك حتى تمكنت من دخول السوق الأمريكية.
ففي يوليو/تموز ، وبعد أعوام من المفاوضات المضنية مع كبريات الشركات الأمريكية تمكنت خدمة سبوتيفاي من الدخول إلى سوق الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع الدعم الكبير الذي حصلت عليه هذه الخدمة بتحالفها مع موقع فيسبوك وصل مستخدمو هذه الخدمة الآن إلى 2.5 مليون شخص يدفعون مقابل الحصول عليها.
لكن صناعة الموسيقى لا تزال تساورها الشكوك حول هذه الخدمة وغيرها من الخدمات الرقمية، كما أن الشركات صاحبة الأسماء الكبيرة لا تزال تخوض ضدها حربا ضروسا بشأن الترخيص لها بالعمل.
أغسطس/آب: رسم خريطة لخدمات الموبايل في بريطانيا
لم تعد جودة خدمة البرودباند هي وحدها التي تشغل خيال الناس ، بل أيضا اتساع مدى التغطية التي تقدمها شركات المحمول ، بعد أن أصبح الكثيرون منا معتمدين على الجوالات الذكية للدخول على الإنترنت.
وفي صيف عام 2011 ساهم أكثر من 44,000 شخص في رسم خريطة تفصيلية ضخمة تضمن تقديم خدمة التغطية 3G في بريطانيا.
وقد أظهرت النتائج كيف أن الخدمة غير مكتملة، وحتى في المدن الكبيرة، كما أنه في ضوء استمرار وجود مناطق شاسعة في الريف البريطاني محرومة من المستوى المطلوب من التغطية بتلك الخدمة ، أصبحت هناك دلائل تشير إلى أن الفارق الرقمي بين المدينة والريف آخذ في الاتساع.
سبتمبر/ايلول: جوجل تتجه للتواصل الإجتماعي
ظلت جوجل هي أكثر شركات التكنولوجيا الجديدة نجاحا خلال العقد الماضي، واستمرت أرباحها تتدفق وتتزايد اعتمادا على هيمنتها على سوق الدعاية القائمة على خدمات البحث.
لكنها تعثرت في محاولاتها لتصبح اسما كبيرا في مجال شبكات التواصل الإجتماعي التي أصبحت الظاهرة الأكبر انتشارا خلال السنوات الأخيرة.
وكانت خدمة جوجل بلس هي آخر تلك المحاولات، وهي تمثل تحديا مباشرا لشبكة الفيسبوك وتتيح للمستخدمين قدرا أكبر من الخصوصية الصارمة وكذلك خدمات مبتكرة أخرى مثل خدمة الفيديو المباشرالتي تسمى جوجل "هانجأوتس".
ولاقت الخدمة استحسان الكثيرين من جمهور الإنترنت وفتحت أبوابها واسعة أمام المستخدمين الجدد.
لكن إلى الآن لاتوجد معلومات كافية عن مدى جذبها لاهتمام الجمهور على الإنترنت.
وكلما تفتح جوجل بلس تجد الكثير من النشاط من جانب الجمهور المولع بالتكنولوجيا، ولكن لا يستطيع المرء التعرف بسهولة على الأصدقاء الأقل تواجدا على الشبكة.
أكتوبر/تشرين الأول: وفاة ستيف جوبس 1955-2011
كانت وفاة ستيف جوبس هي بلا شك القصة التكنولوجية التي استأثرت بأكبر قدر من اهتمام من الجمهور هذا العام. لقد كانت فرصة للتعرف على قصة حياة إنسان كان تصميمه على إجبار شركته وصناعته والعالم بأسره على التفكير بطريقته سببا في تداعيات إيجابية وسلبية في آن واحد.
لقد أعلنت وفاة جوبس بعد يومين من الإطلاق الفاتر للنسخة الجديدة آي فون 4S ، حيث شعر الكثيرون أن خليفته تيم كوك قد فشل في التألق كما كان يفعل جوبس.
ولطالما كنت أنا شخصيا قاسيا في الحكم على آداء جوبس ، ولكني سرعان ما أدركت أنني ظلمت رجلا كان تحت وطأة ضعوط تنوء بحملها الجبال. وها أنا أقدم له اعتذاري.
نوفمبر/تشرين الثاني: مدينة شورديتش في مواجهة سيليكون فالي الأمريكية
بعد عام من الإعلان عن خطة لتحويل شرق لندن إلى مركز عالمي لصناعة التكتولجيا المتطورة لمنافسة شركات سيليكون فالي التكنولوجية الأمريكية، عاد رئيس الوزراء إلى مدينة شورديتش للإحتفال بما تم تحقيقه حتى الآن.
ويقول داعمو هذه المدينة التكنولوجية التي يطلق عليها "تك سيتي" إنها الآن تضم الأن أسرع الشركات التكنولوجية نموا في أوروبا.
لكن المشككين يتساءلون عما إذا كانت حفنة من مصممي المواقع الالكترونية على نطاق صغير وشركات الإعلام الجديد المتناثرة حول المدينة الصغيرة ستكون قادرة على إنتاج شيئ مماثل للفيس بوك أو جوجل.
كما تتساءل تجمعات من شركات التكنولوجيا المتطورة الأخرى في مدن كامبردج ودندي عن السبب في أنها لم تحظ بنفس القدر من الاهتمام من الحكومة.
ديسمبر/كانون الأول: ألياف برودباند تصنعها بنفسك
ونحن نقترب من نهاية عام 2011، فإن طريقتي في العرض كانت سببا في أن أتجاهل عددا من القصص الشائقة الأخرى من حروب الكواكب إلى مختلف الكوارث التي حلت بشركة بلاكبيري.
لكن دعنا نختم بملاحظة ايجابية مع مجموعة من الناس قرروا القيام أنه عندما يتعلق الأمر بالحصول على خدمة اتصالات برودباند أفضل، فإن الوقت قد حان للكف عن الشكوى والشروع في البحث عن حل.
فقد شهد الأسبوع الماضي اطلاق مشروع "بي فور آر إن" تتضافر فيه جهود المجتمعات المحلية في كل من لانكشاير وكامبريا ونورث يوركشاير في محاولة للجصول على اتصالات برودباند أسرع عبر تقنية الألياف الجديدة.
نتمنى لهم حظا موفقا ولكل شخص يأمل في أن يشهد عام 2012 مزيدا من التقدم في طريقة استخدامنا للتقنيات الحديثة.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد