هذه المرّة... العنصرية بطقم البرتقال
يبدو أن عدوى العنصرية تتنقل بين الشاشات اللبنانية، وبين البرامج الساخرة تحديداً. العنصرية ضدّ الأجنبي، التي لطالما كانت ضدّ العامل السوري، تضاف إليها اليوم «أفواج» اللاجئين السوريين في لبنان. قناة otv لم تكتف الأربعاء الماضي «بجرعة» واحدة من العنصرية المقيتة، بل أحبّت أن يخصّص لها اسكتشان اثنان في البرنامج الساخر «شي ومنّو» (Chi w menno) (الأربعاء 20:30 ـــ إعداد: هشام حداد وبيار شمسيان).
الأوّل بعنوان «عكّارية بدّها مساعدة»، وفيه تلجأ امرأة تقطن في عكار (شمال لبنان) إلى «وزارة الشؤون الاجتماعية» طالبة المساعدة بعد ما أصاب عائلتها جرّاء عاصفة «ألكسا». تجابه المرأة بالرفض لأنّها «عكارية» وليست لاجئة سورية، فتثور ثائرتها وتقول: «أنا لبنانية منكم وفيكم. بلا ضمير»، لتبدأ بعدها الحفلة العنصرية في تقمّصها للهجة السورية، عسى أن يلبّى طلبها. لكن عبثاً تحاول. «فلو أتت من البداية باللهجة السورية لكان «مشي الحال» يردّ عليها الممثل ماهر حداد.
الاسكتش الثاني من وحي الميلاد بعنوان «بابا نويل سوري»، ويروي قصة شاب لبناني (كما عرّف عن نفسه) يريد أن يعمل «بابا نويل» ويغنّي للأطفال و«يعمل جوّ» بسعر مقبول «أحسن ما يقعد بالبيت». لكنه يعود خائباً لأنّ صاحب الفندق (بيار شمسيان) «دبرّ بابا نويل أرخص وبسلّي الولاد وبيتعشّى بس». وإذا بصاحب الفندق ينادي «تيسير»، ليعلم المشاهد أن هذا «البابا نويل» سوري الجنسية، ويُفهم أنّه يزاحم اليد العاملة المحلية بأسعار «مشجعة». لم يقف الاسكتش البغيض هنا، بل راح يسخر من لهجة هذا العامل وثقافته عندما شرع لغناء أغنية Petit Papa Noel بصعوبة لعدم إتقانه اللغة الفرنسية، فيلحقها بأغنية شعبية «من القامشلي إلى الرّقة يا عيوني، مرقت سيّارة نويل». وتنتهي العنصرية بحفلة من الدبكة الجماعية على وقع اللهجة السورية.
إذاً، في ظل تفشي العنصرية في لبنان، أصبحت هذه الآفة مكرّسة في جزء من البرامج. ليس جديداً على «شلّة» الساخرين تناول العامل السوري بهذه الطريقة البشعة، والغمز لجهة مزاحمته العامل اللبناني، لكن وصل الأمر إلى حد استغلال الملفات الإنسانية، التي أصبحت ممرّاً للسخرية وللعنصرية من دون مراعاة لأي حسّ إنساني.
زينب حاوي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد